سيارات الإسعاف وصلت فلا خوف على لبنان..

كتب مصطفى عبيد لقلم سياسي،
يبدو أن المرحلة القادمة من مستقبل لبنان الحديث بحاجة فعلاً لسيارات إسعاف، وربما أجهزة إنعاش أيضاً، فبينما يتم تجهيز جيش الاحتلال بكافة الأسلحة المدمرة، ووسط الإشاعات والأقاويل عن كون مطار بيروت مخزناً لأسلحة وصواريخ ميليشيا الحزب، تأتي هبة الاتحاد الأوروبي للجيش اللبناني كدلالة على اقتراب الحرب في ظل وجود نقص بسيارات الإسعاف، على أمل ألا تستهدفها مسيرات الاحتلال فتتحول إلى مقابر.
وبينما يوافق الجميع على كون لبنان مخزن أسلحة ومرتزقة لإيران وإن خلا مطاره من السلاح، يأتي النداء الكندي المتواصل للجالية المتواجدة في لبنان بضرورة مغادرة الأراضي اللبنانية بأسرع وقت ممكن، كإعلان صريح بأن الحرب قد شارفت على الاندلاع والتوسع لتستهدف كافة الأراضي والمرافق في لبنان، فهل شارفت الحرب على الاندلاع فعلاً؟ أم أنَّ لعبة عد الأصابع قد بلغت ذروتها والحل بات قاب قوسين أو أدنى على طاولة المفاوضات الإقليمية؟
اللافت في الأمر هو التهديد الإيراني الصريح لجيش الاحتلال الإسرائيلي بأنه في حال أعلنها الاحتلال حرباً على ولاية لبنان الإيرانية وميليشياتها فسوف يلقى رداً قوياً من الجانب الإيراني، هذا التهديد الذي لم يعلنه الإيرانيون وفي حال أعلنه فهو لم ينفذه عندما كانت تتم إبادة أطفال غزة طوال أشهر مضت.
ووسط كل هذه المؤشرات والدلالات نرى أن الجانب السياسي اللبناني قد سلم السياسة الخارجية بكل مفاصلها للحزب، فبينما تتلهى الخارجية اللبنانية بالبيانات الروتينية بين ترحيب واستنكار، ما زال الساسة المسيحيون يتصارعون على كرسي لبلدٍ قد يمحى من الوجود على يد محتلٍ مجرم لا رحمة لديه، أو يلغى دستوره ليغدو ولاية إيرانية بوصاية دولية في انتظار طائف جديد أو ربما كربلاء.