عار على أمة المسلمين أن تحتفل بعيد حتى ولو كان عيد الأضحى المبارك
كتب حميد خالد رمضان لقلم سياسي:
(سيخرج بعض المتفيقهين ليقولوا لزاما علينا الإحتفال بعيد الأضحى المبارك تعظيما لشعائر الله وتطبيقا لسُنّة النبي صلى الله عليه وسلم،وإحياء لسُنّة إبراهيم عليه السلام)وبالتالي ما تقوله يا حميد خالد رمضان بدعة مختلقة من عندياتك،وهذا رد قاصر الفهم والتأويل لما قصدته فقط من مقالي هذا،الذي من خلاله أردت أن أذكر المسلمين أن هذا العيد له طعم مختلف لأنه في غزة المكلومة عيد مخضب بدماء أهلها،والهدف الثاني هو بمثابة صرخة كي لا ننسى او نتناسى الظلم الذي يقع على اهلنا بفلسطين عامة وفي غزة خاصة،وبالتالي ما زلت مصرا
أنه عار علينا أن نتبادل التهاني وأمتنا
أمة مكلومة ما لها مغيث ومعين وناصر إلا الله عز وجل،وبعيدها الأضحى أضحت رِمّة تذروها ريحا صرصرا،وبرغم ذلك تتعالى هتافات التكبير في مساجدها ومدنها ودساكرها وقراها وكأنها تنادي بأعلى صوتها:مؤمنة بقضاء الله وقدره وتقول لربها بمشيئتك سأكون من الصابرين..
كيف لي أن أبارك وأعايد المسلمين بعيد الأضحى المبارك وأنين جرحى غزة يخترق مسامعي بكرة وأصيلا،وعويل الثكالى بلغ عنان السماء،وأطفالها يتاضغون جوعا،وشهداءها يلحدون بدون كفن،وديارهم باتت أطلالا،وشيبها وشبابها تائهون يفتقدون لملك عادل يهاجرون إليه لا يظلم عنده أحد،وشجرها الزيتوني يعصر دما بدل الزيت،وحجرها دمره الغزاة،وأرضها الطاهرة دنسها الطغاة،وأقصاها تكبر مآذنه بأصوات صابرة محتسبة،وبعد هذا هل أتجرأ على معايدة أمتي بعيد الأضحى المبارك؟ وبأي عين نلبس اطفالنا ثياب العيد وأطفالنا في غزة عراة حفاة لا يجيدون نقطة ماء تروي عطشهم،ولا قصعة من شعير تسكت جوعهم،ولا سقف إسمنتي او خشبي يقيهم الحر،ولا ثياب حتى ولو كانت أسمالا تقيهم القر،ولا حبة دواء تخفف عنهم وجع الجراح،عاجزين حتى عن دفن قتلاهم المظلومين..
*بئس من يعايد الآن وسحقا لأمة تزعم انها أمة محمد صلى الله عليه وسلم هي تغط في سبات مهين،وعضو من جسدها تغزوه الحمى تتلوها غزوات تقتل وتدمر وتهجر،وغزة العزة تعاني الأمرين من الأخ قبل العدو،تودع كل دقيقة فتية آمنوا بربهم الى مثواهم الأخير..
غصة في القلب والحلق تمنعني من معايدة كائنا من كان،حتى لو فعلت ذلك
سيكون فعل مداهنة ومجاملة، وسلوك مجتمعي لا إيماني،وبالتالي أعتذر من أهلي وأحبتي وقرائي عن تهنأتهم بعيد الأضحى المبارك تضامنا مع ذاتي المنصهرة قلبا وقالبا بذات(غزة)الصابرة المحتسبة،مع العلم أن موقفي هذا ليس ببعيد البتة عن مواقفكم،فأنتم مثلي تماما إن لم يكن أكثر في إنتصاركم لغزة
بكل ما تستطيعون،ولو يسمح الظرف لكنتم الآن في غزة تشاركون أهلها في كافة المجالات،ولا مزايدة على محبتكم لغزة،ولا إنتقاص من إيمانكم بالله وبسُنّة نبيه ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم ،لذا ما قلته يعبر اصدق تعبير عما أشعر بها من غضب محق تجاه أمة سنامها الجهاد..
اللهم إنصر المجاهدين في فلسطين عامة وغزة خاصة، اللهم إن غزة مظلومة فإنتصر..