مقالات خاصة

لدولة الرئيس نجيب ميقاتي:لا تعتزل السياسية..إعتزل السلطة

كتب حميد خالد رمضان لقلم سياسي:

فليرجم إذا اخطأ،لكن لا يُعدم
أي رجل يتعاطى الشأن العام معرض دائما للرجم بحجارة الإتهامات منها الصح ومنها الخطأ،إلا إذا كان للراجم
حسابات أخرى،تدفعه الى ذلك،وبالتالي فلننظر (للمرجوم) بنظرة موضوعية وللراجم بنظرة حيادية لنصل الى تحليل ينصف الإثنين معا،طالما بقي نجيب ميقاتي رئيسا لحكومة تصريف أعمال الى حين انتخاب رئيسا للجمهورية..
طلبي منه بعدم ترك العمل السياسي مبني على حيثيات فرضتها عوامل عديدة ساقتني مكرها الى مخالفة رأي السواد الأعظم من أهل السُنّة والجماعة
بخصوص بقائه أم رحيله..
لا يعنيني إن باع ممتلكاته التعليمية والصحية،وتخلى عن خدماته الإجتماعية-الإنسانية،وتوقف عن بناء مشاريع منتجة تؤمن فرص عمل للشباب الطرابلسي،أو أخلف بوعوده بخصوص إنجاز شركة النور لإنتاج الطاقة الكهربائية،او خفف من مد يد المساعدة للمحتاج،ولكن ما يعنيني أن لا تصاب
البيئة السنية بفراغ ثاني،كون التغيير الذي كان منشودا من قبلنا جراء الإنتخابات النيابية2022 لم يحصل إلا
فيما ندر،بل على العكس تماما زادت نسبة التشظي الفراغي(السُنّوي)عموديا وأفقيا وبالتالي نزعم ظنيا أن بقاءه في حياتنا السياسية مطلوب حاليا ،على قاعدة الكحل خير من العمى،او ظل راجل ولا ظل(حَيطة)او الى حين حصول تغيير حقيقي تصنعه طرابلس كبديل له ولغيره،وبهذه الحالة يصبح رحيله فرض عين لا فرض كفاية..
الإنتقادات التي توجه لنجيب ميقاتي حمالة أوجه منها الصحيح ومنها الخطأ سواء جاءت من بيئته او البيئات الأخرى
الوجه الأول طائفي بإمتياز يقوده تيار جرف لبنان الى جهنم(الثنائي الماروني ميشال عون-جبران باسيل)الوجه الثاني
إتهامة أنه ما زال من عظام رقبة المحور الأسدي-الإيراني وهذا الإنتقاد صح الى حد كبير،الوجه الثالث لا يفي بوعوده وهذا الإخلاف بالوعود ليس حكرا عليه
بل يطال السواد الأعظم من رجال السياسة اللبنانيين وبالأخص رجال السياسة في البيئة السنية إلا ما رحم ربي منهم..
نجيب ميقاتي لو كان رئيسا للحكومة في زمن غير هذا الزمن لكان من اللازم إنتقاده ومطالبته بالرحيل بالأمس قبل اليوم،واليوم قبل الغد،ولكن هذا الزمن الصعب الذي دخل أتونه المشتعل مخيرا لا مكرها دوافعه منها شبق السلطوي،او ظن بنفسه القدرة على فعل شيئ إيجابي للحفاظ على ما تبقى من وطن ودولة مؤسسات،أو لغايات أخرى ستكشف كنهها الأيام القادمة..
نجيب ميقاتي من مميزاته أنه(دبور) سياسي يعقص ولا يُعقص،يمتلك ثقافة ثعلبية تقيه مكر الثعالب السياسية الأخرى،له القدرة(الدهائية)على أكل الأكتاف،وبحماية كتفه من أسنان وأنياب
المتربصين به،وهذا لعمري يحسب له لا عليه،لأننا عايشنا من سبقه الى السرايا الكبير كرؤساء حكومات، كيف تلاعبوا بهم،وكيف أفشلوهم وافلسوهم،وكيف أجبروهم على تعليق عملهم السياسي،لأنهم يملكون قلوبا(طيبة) وهذا عذر أقبح من ذنب..
نجيب ميقاتي وبكل صراحة وشفافية
رجل هذه المرحلة،ولكن كما يقال وصل الموس الى رقبته في أن اصبح يُحمّل مسؤولية كل ما يحصل في لبنان من أزمات وإنتكاسات وويلات، وكأن من بيدهم الأمر كله براءاء من إيصال لبنان الى ما وصل إليه من تردي وتشظي،وبالتالي وصل في البعض منا الى نعته بشاهد الزور او شاهد على الزور،لذا وبعد وصل الأمر به الى هذه الحالة أدعوه الى الإعتكاف وهي نصيحة بدون جمل،وترك الجمل بما حمل،حتى لا يحمل وزر الكل..
ختاما سأنهي مقالي بتكرار مقولتي له بترك السلطة،مقابل أن لا يعتزل العمل السياسي، لا لأنه لا قبله ولا بعده،أو ليس لأن الطائفة السُنّية عاجزة على أن تلد افضل منه،بل لأن ضرر حضوره في
الساحة السياسية وبالأخص الطرابلسية أخف وطأة من غيابه،وإن كان هذا التبرير غير مقنع مئة بالمئة،ولكن كما يقال في أمثالنا الشعبية(ما جبرك على المُرّ إلا الأمرّ منه)..


iPublish Development - Top Development Company in Lebanon

قسم التحرير

التحرير في موقع قلم سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى