مقالات خاصة

“عن دولة قطر بدون رتوش”

كتب حميد خالد رمضان لقلم سياسي

علينا أن نفصل بين دولة قطر كنظام،ودولة قطر كإعلام،لكي نكون منصفين،كي لا ننجر الى تسويق او تبني او تصديق إتهامات تروج ضدها كالعمالة للعدو الإسرائيلي او بأنها مكلفة من قبل الإدارة الأميركية بالقيام بدور ما على الصعيدين العربي والإقليمي،أو بأنها تتدخل بشؤون دول عربية-إفريقية،أو بأنها حاضنة للتطرف الإسلامي،أو بأنها سكن مرفه لجماعة الأخوان المسلمين..
*دولة قطر ما كانت لتكون محط أنظار العالم لولا إعلامها الحر الذي تتصدره قناة(الجزيرة)التي تصدرت مشهدية الإعلام في العالم حتى كادت أن(تزيح)
قناة ال cnn الأمريكية الأولى عالميا عن تبوء المركز الأول،هذا الإعلام الحر القطري ما كان ليكون لولا نظام تبنى ذلك بسعة صدر وإحتضان(أميري)منفتح على إحترام الرأي والرأي الآخر،وخلق منابر حوارية بين المختلفين،لم يعتادها العالم العربي
بشكل خاص والعالم الثالث بشكل عام وهذا ما دفع الأنظمة العربية الشمولية الى شن حروب إعلامية،بترويج إتهامات لدولة قطر وأميرها(تميم بن حمد آل ثاني)ما أنزل الله بها من سلطان،حتى وصل الأمر بهذه الأنظمة الى محاصرتها،بل والتفكير بغزوها عسكريا لإسقاط النظام فيها،لإستبداله بنظام على شاكلة أنظمتهم القمعية- الديكتاتورية- الشمولية..

  • صحيح أن قطر دولة صغيرة بمساحتها وبصغر تعداد شعبها،ولكن سياستها الرشيدة، وإعلامها الحر فرضت نفسها على أن تكون عنصر فعال في مسار الأحداث الدولية والإقليمية والعربية ليس كشاهدة زور،بل كحيثية إيجابية تعمل لصالح السلم الدولي،وقناة تواصلية لتثبيت دعائم هذا السلم،وهذه الحيثية المؤثرة لدولة صغيرة ديمغرافيا تخطت دول فاق تعداد سكانها المئة مليون أو أقل، ومساحة أراضيها المليون كيلو متر مربع أو أكثر أو أقل، وبهذا المسار الإيجابي لدولة قطر سياسيا وإعلاميا تأكدت نظرية (النوعية) تتقدم على(الكمية)ويكفي أن دولة قطر لم تنتهج سياسة التدخل السلبي في شؤون الدول الأخرى كدول عربية أخرى معروفة بالإسم والعنوان،ويكفي أيضا إنها إنتصرت لثورات الربيع العربي،وعملت جاهدة لنصرة الشعب السوري ضد نظام مجرم قل نظيره في العالم،ودعمت إعلاميا وسياسيا وماليا أهلنا في فلسطين بدون مقابل،بينما دول عربية أخرى كانت معول هدم طال حرية الإنسان العربي،وبإعلامها الحر المناصر لأي قضية عادلة وبالذات قناة (الجزيرة)
    اصبحت منبرا خطورته على العدو الإسرائيلي أو على اي مستبد ومحتل وغاصب أشد من خطورة السلاح بكافة أنواعه،والدليل على ذلك مسارعة دولة الكيان الصهيوني الغاصب لمنع قناة الجزيرة من العمل على أرض فلسطين السليبة..
    هذه القراءة الموضوعية لأهمية ما تقوم به دولة قطر سياسيا وإعلاميا هدفها تبيان حقيقة الإتهامات الباطلة التي يروجها من يكن الحسد والغيرة والبغضاء لها بلا رتوش تنميقية دافعها الفلسفة النفعية،بل هي قراءة تفصل بين
    ضرورات دولة هدفها المحافظة على إستقرار أمنها وأمانها،وخيارات ثوابتية عربية-إسلامية لا تتعارض مع الضرورات
    والحقيقة تقال أن قطر الدولة الصغيرة بمساحتها وتعداد مواطنيها كان فعلها وتأثيرها كبير،وبالمقابل هناك دول كبيرة بمساحتها وتعداد مواطنيها كان فعلها وتأثيرها صغير وصغير جدا..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى