مقالات خاصة

عباءة سعودية لسمير جعجع

كتب حميد خالد رمضان لقلم سياسي:

هذه الحادثة أثارت تساؤلات منها الإيجابي ومنها السلبي،وبني عليها قصص ورويات وتحاليل وتأويلات صنعت منها حدث تاريخي،وكأن شقفة القماش تلك تحول إستراتيجي في مسار حل الأزمات اللبنانية،أو مسار مناقض يزيد طين الأزمات بلة..
بداية هناك جزء كبير من أهل السُنّة والجماعة غير راضيين بشكل ما عن تحركات السفير السعودي في لبنان(وليد البخاري)في مواطن عديدة منها فتح قنوات تواصل حوارية مع من هو فاقع بألوانه السياسية والعقدية المعادية للسعودية وما تمثل من عمق ديني وسياسي لمئات الملايين من المسلمين،والأمر الثاني هو بحصر التواصل السعودي بمعراب فقط،مع أن
هناك رجالات(سُنّة) مواقفهم متماهية مع مواقف(معراب)إن لم نقل أنهم متقدمين عليه في الدعوة الى حماية إستقلال لبنان وسيادته وحريته،ورفضهم سلخ لبنان عن محيطه العربي،والنأي به عن زجه في حروب او صراعات لا تخدم إلا إيران وإسرائيل،وبالتالي أوجه نداء للسفير السعودي وليد البخاري مضمونه إتباع نهج يعدل بين السياديين والعروبيين الى أي مكون لبناني إنتموا،وينأى ببلاد الحرمين عن حراك دبلوماسي مباشر او غير مباشر مع أشخاص معروفة مواقفهم السياسية المعادية لها تاريخيا،سواء كانوا من
السُنّة او من طوائف أخرى..
بالعودة الى العباءة والتي سلطت عليها الأضواء من قبل ابواق الممانعة،وتناسوا أن حافظ أسد من كثرة ما ألبس عباءات لسياسيين لبنانيين يدورن في فلكه السياسي لم يعد في الأسواق الحميدية السورية أي عباءة،وهؤلاء معروفين بالإسم والعنوان،ولو كان(مصطفى طلاس) وزير الدفاع الأسدي سابقا، حيا لأخبركم بأسماء هؤلاء،ومن تأويلات تلك الأبواق التالي..
1-حصول خلاف بين السعودية ومعراب
حتم زيارة وليد البخاري الى سمير جعجع لحل هذا الخلاف وللتأكيد على هذا الحل بادر السفير العودي بتقديم عباءة سعودية لحكيم معراب..
2-وصول العلاقة بين السعودية وحليفها المسيحي اللبناني(حزب القوات اللبنانية)
الى منعطف خطير يمهد الطريق لتبريد العلاقة بين الطرفين بعد حرارة حميمية جمعت بين الإثنين بمعناها السياسي ..
3-إستغلال واقعة(العباءة) لنسج لبوس مضلل للرأي العام اللبناني له أهدافه المغرضة،الهدف الأول هو أن سمير جعجع لا يؤتمن جانبه،والثاني أن السعودية غير جادة بعلاقتها التحالفية مع ساكن معراب،والثالث أن السعودية لا مانع لديها من التضحية بحلفائها في لبنان كرمى لعيون تواصلها مع إيران والذي يشكل جعجع وغيره من السياديين عقبة كأداء بوجه الهيمنة الإيرانية على لبنان،والرابع الذي يشتف منه أن تلك الأبواق تحاول إثارة الغيرة والحسد لدى أهل السُنّة والجماعة بخصوص العلاقة التي تربط بين السعودية وحزب القوات اللبنانية،مما يخلق حالة خصام مع السعودية وحالة عداء مع حزب القوات اللبنانية،وهذا يصب بمصلحة حزب الله-إيران..
بعد كل ما تقدم يمكننا القول أن السياسة السعودية تزن علاقاتها مع الآخرين بميزان الذهب لا بعباءة مصنوعة من قماش،برغم خلافنا السياسي معها بأمور
تخص الطائفة السُنّية ومن أهمها عدم السعي لنسج علاقات مع رجالاتها كنسج علاقاتها مع رجالات من المكونات اللبنانية الأخرى،وإغفال العمل على إنشاء
مكون سُنّي سيادي وطني عروبي،يكون ظهيرا لسياستها في لبنان،والطائفية السُنّية متخمة برجالات مخلصين للبنانيتهم أولا،ومخلصين لعروبتهم ثانيا
وبالتالي على السعودية ملكا ووليا للعهد وحكومة أن تساوي بعلاقاتها بين كل المكونات اللبنانية الطائفية منها والسياسية،حتى نمنع الصائدين في الماء العكر من خلق خلاف سعودي-سُنّي او خلاف سعود-مسيحي،او خلاف سُنّي-مسيحي..

قسم التحرير

التحرير في موقع قلم سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى