عربي ودولي

الدكتور علي القره داغي يشارك في مؤتمر برلمانيون لأجل القدس بحضور الرئيس رجب طيب أردوغان ورئيس مجلس الأمة التركي نعمان كورتولمومش

ألقى رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين فضيلة الشيخ الدكتور علي القره داغي كلمة أمام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس مجلس الأمة التركي نعمان كورتولمش وبحضور أكثر من 500 نائب من أكثر من 70 دولة. خلال مشاركته في المؤتمر الخامس لرابطة برلمانيون لأجل القدس الذي انطلقت فعالياته أمس الجمعة في اسطنبول تحت عنوان “الحرية والاستقلال لفلسطين”.
واكد د. القره داغي في مستهل كلمته بأن جميع القيم الإنسانية والقوانين الأممية والأعراف الدولية والأهداف التي أنشأت من أجلها الأمم المتحدة وتبجحت بها بعض الدول الكبرى قد انهارت إنهيارا شاملا وتتحكم قوانين الغابة والانتقام ومنطق القوة في غزة اليوم وغدا في دول أخرى.
وأشار الدكتور علي القره داغي أن العالم اليوم يحتاج إلى نظام عالمي جديد للسلم والسلام والأمن داعيا قادة الدول الإسلامية وخاصة الرئيس التركي رجب طيب اردوغان إلى تبني دعوة موجهة إلى جميع رؤساء العالم ماعدا المشاركين في هدم هذه المبادئ لتشكيل منظمة دولية لحماية المظلومين في غزة وغيرها ووقف العدوان بشكل فوري.
وقال د. القره داغي: “لقد دمر المحتلون الصهاينة كل شيء فلم تعد عندهم قيمة لا للإنسان ولا للنساء ولا للأطفال ولا للمساجد والكنائس والمستشفيات”.
وشدد داغي على ضرورة الوقوف مع غزة ومنع العدوان عليها بجميع الوسائل المتاحة عسكريا واقتصاديا وإنسانيا كما وقف معها معظم الشعوب الحية في العالم الحر الأمريكي والأوروبي وبعض الحكومات المحترمة مثل جنوب أفريقيا والبرازيل وغيرهم.
وطالب بتشكيل لجنة للمتابعة والعمل على تنفيذ المقررات التي سينص عليها المؤتمر كما ناشد البرلمان التركي على الإشراف ومتابعة تنفيذ هذه المقررات. والدعوة إلى مؤتمر لرؤساء البرلمانات في العالم لدعم ومساندة غزة ووقف العدوان والدعوة إلى رفع الحصار وإعادة الإعمال في غزة بأسرع وقت ممكن وتشكيل فريق قوي من الحقوقيين لدعم دعوى جنوب إفريقيا ودفع المجرمين الصهاينة للمحاكمة ونيل العقوبات المقررة في الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب.
وأضاف: نحن في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين قمنا بمؤتمر كبير حول غزة في شهر يناير الماضي حيث شارك فيه اكثر من ألف عالم وبرلماني وحقوقي وتمحض عن إعلان الدوحة الذي يضم عددا كبيرا من ممثلي البرلمانيين والحركات السياسية والإنسانية والحقوقية. ونحن جميعا يشرفنا أن نكون معكم وتكونوا معنا لنصبح قوة مدنية مؤثرة لخدمة الإنسانية جمعاء.
مشددا على وجوب التركيز على حق الشعب الفلسطيني في استرداد جميع أراضيه المحتلة بجميع الوسائل المتاحة بما فيها المقاومة كما نصت جميع الشرائع السماوية والقوانين الاممية والدولية.
وأكد د. القره داغي على أن جميع فصائل المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حماس ليست منظمات إرهابية بل منظمات شرعية وقانونية وذلك لأن العدو المحتل ومعه الاستكبار العالمي يريد فرض إرادته الباطلة على الجميع.
وفي الختام وجه الدكتور علي القره داغي كلمات للمشاركين في المؤتمر قائلا:
نحن جميعا نفتخر ونعتز بالتضحيات الجسام التي قدمها الشعب الفلسطيني في غزة العزة والضفة نيابة عن الأمة ودفاعا عن المسجد الأقصى ونترحم على شهدائهم وندعو لجرحاهم بالشفاء العاجل وكذلك نقف بإعجاب وفخر أمام صبر هذا الشعب العظيم وقيادته المتمثلة بقادة حماس والجهاد وبقية الفصائل المجاهدة وجنودهم الأبطال في هذا الصبر العزيم والصمود الذي فاق التصور فهذه هي البداية المبشرة بالنصر المبين بإذن الله تعالى لأنهم قضوا على “الوهن: حب الدنيا وكراهية الموت” الذي حذر منه الرسول صلى الله عليه وسلم وجعله سببا لتداعي الأعداء علينا بل أحبوا الموت في سبيل الله وفي سبيل التحرير كما شهدنا.
واضاف د. القره داغي: إن هذه الجرائم الصهيونية في غزة والضفة التي فاقت كل التصورات الإنسانية عادت بالشر عليهم فلم يحققوا هدفا ولا نصرا بل أدت إلى سواد وجوههم وكشف سوءاتهم من القسوة والنازية على مستوى شعوب العالم فهذه بداية النهاية لهم وفي مفسدتهم الثانية بنص القران الكريم
” فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا”
وكذلك فإن من سنن الله تعالى أن الطغيان والزلم الكبير مؤذن بزوال الإمبراطوريات بسرعة مهما كانت قوية.
وكرسالة قادة الدول العربية والإسلامية قال الدكتور علي القره داغي:
رسالتنا إلى قادة الدول العربية والإسلامية بأن واجبكم الشرعي والقومي والإنساني هو الوقوف مع هذه القضية التي تعد القضية الأولى بجيمع الوسائل المتاحة فلا يجوز أن يترك شعب كامل ليباد وهذه مسؤولية أمام الله تعالى ثم أمام التاريخ والأجيال اللاحقة بل كلنا مسؤولون فليعمل كل واحد منا بمقدار قدراته وإمكاناته وبلا شك لديكم أوراق كثيرة منها المقاطعة الاقتصادية وخاصة بالبترول والغاز كما حدث العام 1973.
وشكر د. القرة داغي دولة تركيا رئيسا وحكومة وشعبا وللبرلمان التركي ولكل من ساهم في ترتيب هذا اللقاء وبخاصة رابطة برلمانيون لأجل القدس ورئيسها الشيخ حميد بن الشيخ عبدالله الأحمر ونوابه وفريق عمله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى