عربي ودولي

د. علي القره داغي: من وقف مع العدو فهو بنص القرآن أصبح منهم ويحشر معهم وتلعنه الملائكة

كتب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين فضيلة الشيخ الدكتور علي محي الدين القره داغي على حسابه في منصة إكس نصيحة وجهها الى قادة الأمة العربية والإسلامية قائلا:

من باب: “الدين النصيحة .. لأئمة المسلمين وعامتهم”

أوجه نصيحتي الخالصة لله تعالى إلى قادة الأمة العربية والإسلامية وأوجزها في نقطتين وهما:

أولاً:

إن الوقوف مع القضية الفلسطينية؛ والمسرى والأسرى ، والدفاع عن المظلومين في غزة شرف كبير على مستوى الدين، والقومية،والإنسانية،والأجيال القادمة ، وأن من يغب عنه فقد حرم من هذا الشرف ، بل قد يستحق عذاب الله بسبب خذلانه لأهل الأرض المباركة والطائفة المنصورة. وأما من وقف مع العدو فهو بنص القرآن أصبح منهم ويحشر معهم ، وتلعنهم الملائكة، والأمة والأجيال اللاحقة
قال تعالى :

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51)} المائدة

وقد رد الله تعالى على هؤلاء الذين يدعون أن الخوف هو السبب فقال تعالى :

{فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ ۚ فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ}

و قال تعالى أيضا في الرد على هؤلاء الذين يوالون الطغاة المحتلين بحجة المصالح:

{الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ۚ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا (139)}

لذلك أوصي قادة الأمة الإسلامية ، وبخاصة قادة العرب بأن يتبنوا قضيتهم الأولى، ولا يتركوها لغيرهم؛ فلا يقبل لا دينا، ولا عقلا ، ولا طبعا؛ و فطرة أن يقف بعض قادة العرب مع العدو المحتل لقبلتهم الأولى
والقائم بإبادة إخوانهم في غزة، والمدمر لجميع وسائل الحياة .
حتى لو كانت لديكم يا قادة العرب ملاحظات على حماس وبقية الفصائل، فهل هذه الملاحظات تبرر الوقوف مع المجرمين المحتلين، والمشاركة في الإجرام ، بل لا يبرر السكوت أيضا، لأن الواجب الإسلامي والقومي والفطري يقتضي الدفاع عنهم وحمايتهم ،
واللحق والواقع أن حماس وبقية الفصائل المجاهدة منذ نشأتها إلى الآن لم تتدخل في شؤون أي دولة ولم تعمل أي عمل عنف فى أى دولة حتى فى الدول المساندة لدولة الاحتلال / بل وجهت جميع طاقاتها لمحاربة العدو ، والدفاع عن أرض الإسلام والمسلمين والعرب وهذا حق مشروع في جميع الشرائع السماوية والقوانين الدولية .

ثانياً:

إن ذاكرة الأمة لن تضل ولن تنسى، ولن تضلل مهما حاول الإعلام والذباب الالكتروني ذلك، وهى أنها لا يمكن أن تساوي بين من من يقف مع العدو ماديا ومعنويا ، وبين من يقف مع قضية المسجد الأقصى والقدس و الشعب الفلسطيني ، وبخاصة أهلنا في غزة . فاتقوا الله في أمتكم ، و فى شعبكم ، وفي تاريخكم وفي الأجيال اللاحقة التى تذكركم بما قدمتموه : إن خيرا فخير، وإن شرا فشر.
أخيرا فلنتق الله جميعا ليوم العرض على ربنا فيسألنا ماذا قدمتم؟؟؟!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى