محلي

قيومجيان: هناك فريقا يعطل انتخابات الرئاسة

أشار رئيس جهاز “العلاقات الخارجية” في “القوات اللبنانية” الوزير السابق د. ريشار قيومجيان الى أن بعضهم كان ينتظر من “القوات” ردّة فعل عشوائية على خطف وتصفية القيادي فيها الشهيد باسكال سليمان، لكن ردّة فعلها كانت عقلانية وواقعية فحفظ رئيسها سمير جعجع لهذه المناسبة قدسيتها ووجدانيتها ولم يتهم أحد بالمباشر. 

و شدّد على أن “موقف الحكيم موقف رجل مسؤول ورجل دولة ولا نستطيع أن ننجر إلى ردّات فعل غير مدروسة وعشوائية وما قاله سمير جعجع يؤكد عليه”، معتبراً أن “اغتيال سليمان جريمة سياسية حتى إثبات العكس إذ هناك أسئلة كثيرة تُسأل عن تفاصيل الحادثة. لو لم يحصل الاتصال الأخير مع باسكال سليمان ولولا الكاميرات على الطريق لكان مصيره مجهولاً كما جوزيف صادر. ايجابية الاتصال أنه كشف الحادثة فوراً والأجهزة اللبنانية والسورية وضعت ثقلها لكشف مصيره سريعاً بعد ردّة الفعل القواتية السريعة والكبيرة”.

 وأضاف قيومجيان: نواجه وضعاً شاذاً في لبنان ولا يمكن لهذا الوضع أن يستمرّ، توقف عند ذكرى إندلاع الحرب في 13 نيسان قائلاً: “هذا الأسبوع كان حزيناً خصوصاً ان الذكرى هذا العام تحلّ مع إستشهاد رفيقنا باسكال. لذا نقول إن قدرنا أن نشهد لمسيحيتنا وللبنانيتنا ونحن مستمرون في نضالنا. العبرة الأساسية أنه مهما كثرت الصعاب مستمرون. هذا ليس أول استشهاد نقدّمه وأمس توقفت عند دفن الرفيق باسكال في إيليج وما تختزنه من رمز لنضالنا التاريخي في سبيل الإيمان والوجود الحر. هنيئاً له بهذا اليوم الذي يرتاح جسده إلى جانب الشهداء ولكن روحه ستظلّل نضالنا المستمر”.

وأردف: “نحن لم نشكّك بقائد الجيش وتحقيق مديرية المخابرات كما يسعى بعضهم للترويج. فتسلسل الاحداث والوقائع قد يكونان واقعيين، لكن ما هو الدافع وراء ذلك؟ من المحرّك؟ علينا ان نعرف الأسباب الفعلية للاغتيال والخلفيات”. نحن نعتبرها عملية اغتيال سياسي حتى إثبات العكس.

وتابع: “أول ردة فعل لنا ان هناك استهدافاً. فباسكال مسؤول حزبي مناطقي ولم نتهم احداً ولم نسمّ حتى اليوم وبالتالي الحديث عن سعينا لخلق فتنة غير صحيح ولم يتعرض شيعة جبيل لتهديد او تخويف كما إدعى حسن نصرالله زوراً. لا شك انها رسالة سياسية واضحة لـ”القوات” بهدف حرف الأنظار عما يجري في الجنوب وفي الداخل وتخفيف الضغط خصوصاً في ظل الاجماع المسيحي على رفض زج لبنان في الحرب رغم اختلافنا مع “التيار الوطني الحر” على وجود السلاح وتغطيته”.

 أما في ما خص قول جعجع “وقت الخطر قوات”، أوضح قيومجيان: “يعني أننا باقون في هذه الأرض ومستعدون لتقديم كل شيء في سبيلها والدفاع عن وجودنا والعيش في دولة. الغاية من كل هذا النضال الوصول إلى دولة قادرة على تأمين العدل والمساواة لكل اللبنانيين. لذا نضالنا مستمرّ لاننا لا نستطيع ان نعيش بهذه الطريقة”.

ولفت قيومجيان الى ان “حزب الله” يخلق بشكل غير مباشر بيئة موآتية لأعمال التهريب والقتل والكيبتاغون والسلاح والأعمال المخلة بالأمن وبالتالي يتأتى من ذلك غياب الدولة وسلطة القانون والقضاء. كل المعابر غير الشرعية يمسك بها “الحزب” وهناك مناطق في سوريا حصل فيها تشييع وتطهير عرقي”.

وإستكمل: “نستطيع ان نقول لـ”حزب الله” مستحيل ان نبني دولة في ظل الوضع الذي انت فيه. بالتالي هو امام 3 خيارات: تسليم سلاحه كما فعلنا في العام 1990 أو الاستمرار بوضعه الحالي واجبارنا بالقبول به فيستطيع ان يشن حرباً او سلماً متى يشاء اما الخيار الثالث فهو الانفصال أي انفصاله هو عن الدولة. ارتباطات “الحزب” الخارجية تعيق بناء الدولة، اذ لطالما كان الدفاع عن لبنان بصلب نضالنا وقضيتنا. لذلك لا بد من اتفاق بين الطوائف للبحث عن نظام سياسي جديد لهذه الدولة لتحييد لبنان عن أي ارتباط سلبي بالخارج”.

وشدّد على “ان “حزب الله” ارتكب خطأ استراتيجياً مع دخوله بالحرب في الجنوب”، مضيفاً: “بالتالي هذه حرب عبثية في الوقت الذي كان باستطاعته تحييد لبنان عن هذه الحرب وباستطاعة الجيش اللبناني أن ينتشر على الحدود تطبيقاً للقرار 1701. المشكلة الأساسية في لبنان ليست العيش المشترك، انما بتقاسم السلطة بين الطوائف. ليتنا نتعظ من تجارب ارتهان بعضهم للخارج بطريقة أو بأخرى”.

 أما في الملف الرئاسي، إعتبر قيومجيان أن “هناك فريقا يعطل انتخابات الرئاسة لأنه يصر على وصول مرشحه وليس الوقت اليوم لانتخاب رئيس من وجهة نظره بانتظار جلاء الوضع في غزة وملف الترسيم والمفاوضات ووضع المنطقة”. وتابع: نحن عبّرنا عن استعدادنا المجيء الى منتصف الطريق ونقبل بالخيار الثالث ولكن الطرف الاخر لا يريد للأسف انجاز الاستحقاق الرئاسي. الحوار يحصل بمفاوضات جانبية وليس على طاولة فضفاضة. لا توتّر مع الرئيس بري انما هناك منطق طبيعي للامور وتطبيق للدستور، فبري رئيس مجلس النواب وليس رئيساً على النواب”.

وأكد قيومجيان على ان “أي تسوية أو مقايضة مرفوضة، وهذا الأمر بات وراءنا فتسليم سلاح الحزب أو تطبيقه للقرار 1701 لن يكون على حساب أي شيء في البلد بما فيه رئاسة الجمهورية أو امتيازات جديدة داخل النظام تعطى لطائفة معينة وليكن ذلك معلوماً للجميع”.

أما في ملف النزوح السوري، أسف قيومجيان لأن رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل حاول ان يستغل أفراد العصابة السوريين وبالتالي ملف النارحين ليصوّب على “القوات اللبنانية”، مضيفاً: “هذا خطأ كبير ففي العام 2011 كان “التيار” مشاركاً في الحكومة بـ10 وزراء ومستلماً وزارات معنية بملف النزوح، فعارض اقامة مخيمات على الحدود من الجانب السوري أو اللبناني كما اقترحنا. نحن كنا دائما من اول المطالبين بعودتهم”.

وأردف: “أنشأ “حزب الله” لجان عودة، فأين هي اليوم؟ وعندما زار الرئيس السابق ميشال عون رئيس النظام السوري بشار الأسد لمَ يسأل عن المعتقلين ولم يطالب بعودة النازحين؟ عندما كنت وزيراً قدمت خطة لإعادة النازحين السوريين ولكنهم رفضوا وضعها على جدول أعمال مجلس الوزراء إلى أن وزعتها شخصياً على الوزراء وهذه الخطة تعيد تفعيل دور اللجنة الوزارية ودور الأمن العام وتطرح حلولاً عملية كإعادة تصنيف السوريين الموجودين هنا رغم صعوبة الملف والمجتمع الدولي كان جاهزاً للتحرك”.

وشدد قيومجيان على أن “الحل الوحيد عودة النازحين السوريين الى مناطق آمنة سواء مناطق النظام أو المعارضة على أن تساعدهم مفوضية اللاجئين في بلدهم ، والغالبية أصبح نزوحها عبارة عن نزوح اقتصادي، مضيفاً: “يجب معالجة عبء النازحين السوريين لأنها قضية تمسّ اللبنانيين كافة وبهوية لبنان”.


 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى