مقالات خاصة

الفدرلة دواء لداء التقسيم

كتب حميد خالد رمضان لقلم سياسي:
لم يعد من الجائز الهروب الى الأمام من المصارحة بين المكونات اللبنانية بطرح او تبني الفيدرالية لكي نحافظ على وحدة الجغرافيا اللبنانية،سيما وأن المكون الشيعي المتمثل بحركة أمل وحزب السلاح أنشأ فيدراليته بكل ما تحتاجه من مقومات اسياسية بدأ من إنشائه جيش عقائدي،وجهاز مصرفي(القرض الحسن)ومؤسسات صحية وتعليمية وشبكة إتصالات هاتفية،زائد أن فيدراليته (كانتونه) لم يقتصر وجوده او سيطرته على ديمغرافية (مكونه الشيعي) بل إمتد ليشمل ديمغرافية المكونات الأخرى،وبالتالي أمام هذا الأمر الواقع،تسلل الخوف الى المكونات الأخرى بنسبة تعادل المئة بالمئة،من فقدان وجودهم التاريخي في ال 10452 كيلو متر مربع،وقد لمسوا ذلك لمس اليد،لذلك يجب على المكونات اللبنانية الأخرى إيجاد صيغة جديدة منها تحافظ على وحدة لبنان ومنها تحافظ على وجودهم التاريخي ومنها كف يد الفيدرالية الشيعية من التمادي في تطاولها على حقوقهم،وبالتالي تعتبر
(الفدرلة)دواء ناجع لداء التقسيم الذي بدأ ينتشر بسرعة منقطعة النظير في وجدان كافة المكونات اللبنانية المتضررة
من المكون الثنائي الشيعي،لأن لو بقي الحال على ما هو عليه الآن ستتكاثر الدعوات التي تدعوا الى التقسيم،لذا فإن طرح صيغة الفيدرالية مع الحفاظ على وحدة الجغرافيا اللبنانية زائد سلطة إجرائية وحادة،زائد سلطة تشريعية واحدة،زائد سلطة تنفيذية واحدة،زائد سياسة خارجية واحدة،وجيش وطني واحد،وبنك مركزي واحد،وعلم واحد ونشيد،واحد،وعاصمة واحدة(بيروت) يمنع التزايد المضطرد للدعوات التقسيمية،والتي هي في مكان ما على حق جراء إمتلاك طائفة معينة( الشيعة) كل المقومات النافرة والمعادية لقيام دولة المؤسسات التي ترعى حقوق كل مكون لبناني..
*الفدرلة: صيغة توحيدية طبقتها الكثير من الدول مع الحفاظ على وحدة الأرض
وقد لاقت نجاحا يتأكد يوما بعد يوم وخلقت نمطية تواصلية متفهمة لخصوصيات كل مكون من مكونات شعوبها،بل وعززت الروابط الإنسانية بينها ..
*الفدرلة:نهج سلكته دول عديدة مما دفع
المكونات فيها الى التنافس الإيجابي فيما بينها خدمة لوطنهم(المفدرل) والذي اصبح بفضلها بمصاف الدول المتقدمة على كافة الصعد،ومن فضائل إعتماد الفيدرالية،منع أي مكون طائفي او إثني من التفرد بالحكم لصالحه،وجر
الوطن الى حروب تخدم مصالح دول أخرى،ورفض ثقافة إحتكار السلاح الغير
شرعي،بإنشاء ميليشيات بديلة عن الجيش الوطني الموحد(الحرس الثوري في إيران- الفرقة الرابعة في سوريا-الحشد الشعبي في العراق-الحوثية في اليمن-حزب الله في لبنان)والفاغنر في روسيا ولكن إستدرك الرئيس الروسي(بوتين)مخاطرها مؤخرا على وحدة الأراضي الروسية فبادر فورا الى إستيعابها بعدما إغتال مؤسسها قائدها(يفغيني فيكتورفيتش بريغوجين)..
*الفدرلة:كما اسلفت أعلاه دواء لداء التقسيم الذي أصبح لسان حال المكونات اللبنانية،وصيغة حضارية جربتها دول أخرى ونجحت،فلماذا لا نطبقها في لبنان
بعدما فشلت كل الصيغ التي حكمت لبنان بدءا من صيغة 1943 وصولا الى صيغة إتفاق الطائف(السعودية) 1989 وإنتهاء بصيغة إتفاق الدوحة-قطر 2008،والحقيقة التي أغفلنا متعمدين ذكرها أن كل هذه الصيغ كانت(حبلى) بولادة ثقافة إنعزالية تدعوا الى التقسيم
تلميحا في الماضي،وتصريحا في الحاضر والمستقبل..

قسم التحرير

التحرير في موقع قلم سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى