مقالات خاصة

يا اخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغيا

كتب حميد خالد رمضان لقلم سياسي:

” يا اخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغيا”
سورة مريم عليها السلام،رقم الآية (28)
ما دعاني الى تناول قصة مريم عليها السلام هو كلام قومها لها الذي يحمل في طياته الإستغراب والتعجب كونها صالحة ومن بيت صالح ومن كثرة صلاحها كانوا يشبهونها برجل صالح اسمه (هارون) ومع ذلك أجمع قومها على
طرح سؤال استفهامي عليها عندما جاءت تحمل وليدها (عيسى) بين يديها
وهي لم تتزوج اصلا ..

  • رغم معرفة قومها بأنها صالحة إلا أنهم سألوها،ونحن في لبنان رغم علمنا أن الطبقة الحاكمة بسوادها الأعظم ولدوا من صلب اب سوء ومن رحم أم اقل ما يقال فيها أنها (بغيا) لم نسألهم بل على العكس تماما تبعناهم كذيل على (دبر) خنزير لنغطي سوآتهم ..
  • قوم مريم قالوا لها يا أخت هارون وهارون رجل (صالح) ونحن بلبنان لم نجرؤ على القول لحكامنا يا أخوة الشيطان رغم علمنا أنهم ورثته..
  • وليدها الوحيد (عيسى) برأها من تهم قومها، ونحن في لبنان لم يبقى رضيع وطفل ومراهق وراشد وشيخ إلا ووصف حكامنا الطغات بأشنع وأبشع صفات الفساد والإجرام والسرقة والنهب ، ومع ذلك لم نجرؤ أن نواجههم ، فولودا لنا ازمات وكوارث في شتى مناح حياتنا،بينما ولدت مريم عليها السلام لقومها (رسولا نبيا) يدعوا الى عبادة الله الواحد الأحد زائد نصائحه العشر ، لا تقتل لا تزني ، لا تسرق ، لا تشهد الزور ، لا تشتهي مقتنى غيرك ومع ذلك حاولوا صلبه لكن الله عز وجل رفعه الى السماء ، وأما نحن اللبنانيين لم يكن من حكامنا أي رجل صالح عبدوا المال والسلطة ، وقتلوا ، وزنوا وسرقوا ، وشهدوا الزور ، وإشتهوا مقتنى اللبنانيين ، وبدل أن نحاسبهم إستسلمنا لهم بل فعلنا أكثر من ذلك عندما ذهب السواد الأعظم منا الى الدفاع عنهم بل والموت لأجلهم والأوقح من ذلك عندما اطلقنا صفة (الشهيد) على من مات لأجلهم..
  • الفرق بيننا وبين قوم مريم عليها السلام يتجلى بأنهم لم يترددوا بسؤالها عن أمر بدا لهم أنه فاحشة لا يمت بصلة بها لما عرفوه عنها من صلاح وتقوى وإيمان بينما نحن اللبنانيين نعلم علم اليقين وعين اليقين وحق اليقين أن حكامنا كما اسلفت أعلاه أن ابوهم امرأ سوء وأمهم (بغيا) ومع ذلك لم نسألهم ، وبالتالي
    حق علينا قول الشاعر: قوم إذا مس النعال وجوههم شكت النعال بأي ذنب تُصفع..
    كان قوم مريم خيول بينما قوم حكامنا الطواغيت ما هم إلا حمير ، حتى ولو حالوا التشبه بالخيول، ورحم الله من قال:
    قل للحمير وإن طالت معالفها
    لن تبسق الخيل في ركض الميادين..

قسم التحرير

التحرير في موقع قلم سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى