سياسةمحلي

باسيل يتحدث عن خطوات لمواجهة خطر “بري وميقاتي”

منذ اندلاع أحداث غزة في السابع من تشرين الأول 2023، وانخراط “حزب الله” في المعركة عبر حدود لبنان الجنوبية، بدت لافتة مواقف “التيار الوطني الحر” بزعامة جبران باسيل الرافضة لما يعرف “وحدة الساحات” وربط مصير لبنان بمجريات الأحداث في غزة، وانتقاده استخدام الأراضي اللبنانية كمنطلق لأعمال حربية تعيد البلاد إلى زمن “فتح لاند” (حركة فتح والوجود الفلسطيني في لبنان).
وأكد، في حديث لـ “اندبندنت عربية”، “أهمية أن يستعيد لبنان أفضل العلاقات مع الدول العربية ولا سيما دول الخليج”.

وأثارت تصريحات الرئيس اللبناني السابق ميشال عون ورئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل، سواء تلك المنتقدة أداء “حزب الله” في الداخل، أو لناحية جر لبنان إلى حرب مع إسرائيل، استغراب الأوساط السياسية اللبنانية وفتحت النقاش حول إمكانية سقوط التحالف الذي عرف بتفاهم “مار مخايل” (بين “حزب الله” والتيار الوطني الحر)، وقد أعلن عنه رسمياً قبل نحو 18 عاماً في السادس من شباط 2006.
وانتقد الدور الإقليمي لسلاح “حزب الله” الذي وصل إلى اليمن من خلال دعمه الحوثيين، وتهديد أمن السعودية ودول الخليج، وقال “تفهمنا تبريرات مشاركة الحزب في سوريا قرب الحدود اللبنانية – السورية لحماية البلاد من خطر الإرهاب وتنظيم (داعش)، ولكن هذا لا يعني أن نكون مع الوصول إلى اليمن والتدخل في شؤون دول الخليج”.

شدد باسيل على “أهمية أن يستعيد لبنان أفضل العلاقات مع الدول العربية، ولا سيما دول الخليج “التي كثيراً ما دعمتنا”، مبدياً تأييده للمقاربة الخليجية تجاه لبنان، وخصوصاً تجاه دعم اللبنانيين بمحاولة انتخاب رئيس للجمهورية لديه برنامج إصلاحي وإنقاذي وغير متورط بفساد مالي وسياسي”.
وأضاف، “السعودية تدعم مواصفات رئيس إصلاحي من دون أن يكون هناك تدخل أو فرض أسماء”.
وأكد “ضرورة الانفتاح على العالم العربي، ومراجعة الأخطاء السابقة تجاه الدول العربية، وقال “نحن نطمح في علاقات مميزة ومتطورة مع السعودية وكل دول الخليج”، لا سيما أن شريحة واسعة من اللبنانيين تعيش هناك، ومشدداً على أهمية عودة الاستثمارات الخليجية إلى لبنان الأمر الذي يسهم في إعادة نهضة الاقتصاد اللبناني”.

ولفت الى ان “مصلحتنا في الديمقراطية والتطور العمراني والاقتصادي، وهذا أمر يستفيد منه اللبنانيون في الخليج، كما في لبنان، هناك نوايا جيدة تجاه السعودية ونأمل في أن تترجم ببناء علاقة صداقة فعلية”.
وأشاد بالنهضة الضخمة التي تشهدها السعودية على مختلف الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والحضور السياسي الإقليمي والدولي الذي عززته “رؤية 2030” لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
وأوضح باسيل أن “التيار” قدم مواقف سياسية “واجب عليه أن يقدمها بمواجهة إسرائيل ولم يغط أبداً تقاعس (حزب الله) عن بناء الدولة”.
وأردف، “أحياناً ينظر إلينا على أننا ضد دول الخليج كوننا نتخذ مواقف تعد منحازة للحزب في حين كنا نطبق سياسة الحكومة مجتمعة، والتي تعتمد على الحياد”.

وكشف عن أنه لم يصدر من وزارة الخارجية في عهده أي موقف لدعم الحوثيين، ولم نغط أبداً التعدي على دول عربية أو التدخل في شؤونها الداخلية.
وفي ملف رئاسة الجمهورية اللبنانية شدد باسيل على أن “التيار” لا يزال على موقفه من “التقاطع” مع المعارضة على ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور لرئاسة الجمهورية”.
وأوضح أن “الأخير شخصية مناسبة تجمع المواصفات المطلوبة لمنصب رئاسة الجمهورية، ولا سيما تلك التي وضعتها “اللجنة الخماسية”، لكن هذا لا يعني أنه لا توجد أي شخصية أخرى تتمتع بتلك المواصفات، لافتاً إلى ضرورة الاتفاق على شخصية تحظى بالدعم الكافي المحلي والعربي لتتمكن من النهوض بالدولة بعد الانهيار وحماية لبنان”.

وقال “اليوم، على رغم رفضنا وحدة الساحات وربط لبنان بغزة، فإنه في حال اعتدت إسرائيل علينا، سنقف طبعاً إلى جانب (حزب الله) بالدفاع عن لبنان”.
وأضاف “وثيقة التفاهم تطرقت إلى الدفاع عن لبنان، لكنها لم تتناول تحرير فلسطين التي هي أصلاً مهمة الفلسطينيين على أرضهم، وليس انطلاقاً من أرضنا، ونحن يمكننا أن نساند هذه القضية سياسياً وإعلامياً، لكن تحرير فلسطين ليس من مسؤوليتنا”.
ولفت الى ان “حزب الله متمسك بموقفه الرافض وقف إطلاق النار في لبنان ما لم يتم وقف إطلاق النار في غزة، وقال إن أحد أهداف التفاهم أيضاً هو الحفاظ على وحدة لبنان”.

واعتبر أنه “على رغم التباينات والاختلافات أحياناً، فإن التفاهم بين اللبنانيين يجب ألا يموت. ولفت إلى أن “التيار” يقف مع “حزب الله” في الدفاع عن لبنان، لكنه لا يفعل ذلك في شن الحروب من أجل الآخرين “فلبنان تفككت مؤسساته، وانهار اقتصاده، وهو لا يملك مقومات المبادرة بخوض الحرب ضد إسرائيل، لذلك عندما يصبح هدف (حزب الله) تحرير القدس لا يمكننا أن نؤيده، فاتفاق مار مخايل نص على حماية لبنان فقط وحماية الوحدة الوطنية التي تمر باحترام الشراكة المتناصفة والمتوازنة بين مكونات الوطن”.
ورأى رئيس “التيار” أن “هناك أزمة كبيرة تهدد وجود لبنان، إذ تتزامن الأزمات الداخلية الاقتصادية مع أخطار وجود النازحين السوريين وانحلال الدولة، والأخطر من هذا كله هي الحرب التي تستعر على حدود لبنان بين “حزب الله” وإسرائيل، والتي باتت أخطار توسعها على جميع الأراضي اللبنانية مقلقة”.

وفي رأيه فإن “الحزب يتجنب الانزلاق إلى حرب شاملة ويسعى إلى إبقائها ضمن الضوابط المقبولة، وكذلك تحاول الولايات المتحدة احتواء الموقف نظراً إلى خطورة تداعياتها على المنطقة، معتبراً أن تفادي أخطار توسيع الحرب هي في الملعب الإسرائيلي الذي يسعى إلى تحقيق انتصارات في ظل المأزق الذي يواجه رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو”.
واعتبر باسيل أنه “لا بديل حالياً عن القرار الدولي رقم 1701 الذي يقتضي تنفيذه كاملاً خصوصاً من جانب إسرائيل وليس من الجانب اللبناني فحسب”.
واشار إلى” آلاف الانتهاكات التي قامت بها تل أبيب طوال السنوات الماضية”.
وتابع باسيل، “وجود لبنان مهدد لأن الشراكة مهددة”.

واعتبر أن “رئيسي حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي والمجلس النيابي نبيه بري، يختصران الدستور ويتصرفان وكأنه لا دور لرئيس الجمهورية”.
وكشف عن أنه “سيعلن قريباً عن خطوات لمواجهة هذا الخطر”.
وأردف، “أما الآخرون فجميعهم متفرجون، لكننا نواجه، وهم يريدون أن ننسى أن هناك مساً بالدستور والميثاق من خلال محاولة تصوير الأمر كأنه صراع على الحصص”.

وفي رأيه الشراكة الوطنية التي قام عليها لبنان تتعرض لتدمير ممنهج للميثاق والدستور، من خلال استغلال الفراغ القاتل في رئاسة الجمهورية وتجاوز الحكومة المستقيلة والقائمين عليها كل الخطوط الحمراء في حدود صلاحياتها والهيمنة على صلاحيات الرئيس، “ولا سيما من خلال ما حصل كتعيين موظف فئة أولى بغياب رئيس جمهورية ومن دون اقتراح من الوزير أو توقيع منه على المرسوم”.
وأكد أن “التيار” و”تكتل لبنان القوي” (نواب التيار في البرلمان) سيقومان بكل تحرك ممكن على المستوى الإعلامي والسياسي والشعبي والقضائي لوقف هكذا قرارات والطعن بها أمام مجلس شورى الدولة والتقدم من مجلس النواب بعريضة اتهامية في حق رئيس الحكومة صاحب اقتراح التعيين.

وردد باسيل باستمرار مواقف ينتقد فيها “المنظومة الحاكمة”.
واستكمل “المنظومة هي عبارة عن لوبي أمني واقتصادي وسياسي تحكم مسار الأمور ومصالح بعض القوى السياسية، الأمر الذي أدى إلى تفاقم الأزمات في البلاد واستعصاء الإصلاح، وهي تعرقل استقامة العمل المؤسساتي والدستوري”.
واعتبر أن جميع القوى السياسية في البلاد وضمنها أيضاً القوى المعارضة تقاطعت مع “المنظومة” حول بعض المصالح وغطت عملها أحياناً.
وختم، “ذلك لا يعني أننا كتيار وطني حر جزء منها، والأمر نفسه ينطبق على قوى أخرى كانت أيضاً شريكة في الحكومات مثل القوات اللبنانية والكتائب وآخرين”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى