محلي

مستقلون من أجل لبنان: لضرورة إنتخاب رئيس

قام وفد من لقاء “مستقلون من أجل لبنان” بزيارة غبطة بطريرك السريان الأرثوذكس مار اغناطيوس افرام الثاني في مقره بمنطقة المتن، وحضر من اعضاء اللقاء كل من الدكتور رافي مادايان والدكتور بسام الهاشم و اللواء جورج قرعة والدكتور بشير المر والاستاذ خليل برمانا والأستاذة نارا حاوي والمحامين سيريل نفاع ورياض نعيم وامين ابو جودة وانطونيوس أبو الكسم والأستاذ فارس فتوحي والمهندسين ميشال عيسى الخوري وأيوب الحسيني والصحافي الدولي هامو موسكوفيان  وذلك بحضور مطران بيروت للسريان الأورثوذكس دانيال كورية.

وقد أبلغ الوفد غبطته تثمين “مستقلون من اجل لبنان” عالياً للمواقف الوطنية والإنسانية الصادرة عنه حديثاً تجاه فلسطين وشعبها المظلوم، بالنظر إلى ما عبّرت عنه المواقف هذه من تضامن علني مع هذا الشعب في معاناته، خصوصاً في غزة والقدس والضفة الغربية، وهي (أي المواقف) النابعة أصلاً من كون فلسطين، للمسيحيين والمسلمين على السواء، الديار المقدسة حيث ولد السيد المسيح وعاش وصلب وقُبر وقام من بين الأموات، من جهة، وحيث المسجد الأقصى وأرض الإسراء والمعراج، من جهة أخرى، كما من كون قضية فلسطين، في الأساس، قضية مزروعة في عمق الوجدان المسيحي.

واعتبر الوفد، باسم اللقاء، أن القضية الفلسطينية هي أعظم قضية إنسانية في التاريخ المعاصر، مستعيداً من هنا مقولة كثيراً ما كانت تتكرر على لسان الزعيم الجنوب أفريقي نيلسون مانديلا. كما اعتبر أن هذه القضية، في عمق أعماقها، تعني المسيحيين قبل المسلمين. وندد، إلى ذلك، بجرائم الإبادة الوحشية التي يتمادى الكيان الصهيوني الغاصب في ارتكابها بحق الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية، كما بالقصف الإجرامي الهمجي الذي دأب جيشه على القيام به في جنوب لبنان والعاصمة السورية، مستهدفاً به المواطنين الآمنين، ومعهم المباني السكنية، فضلاً عن البنيات التحتية، ودور العبادة، والمنشآت الصحية والاقتصادية، وحتى الأشجار، ومستبيحا، إلى ذلك، سيادة الدول وحدودها، فضلاً عن القوانين الدولية، وبالأخص شرعة حقوق الانسان.
وعلى صعيد آخر، تطرق الوفد مع غبطته الى مسألة الأزمة الرئاسية في لبنان. وبهدف التوصل إلى اتفاق على انتخاب رئيس للجمهورية، دعا الى التمسك بمقتضيات الشراكة والوحدة الوطنيتين، كما بميثاق الطائف والحوار ما بين جميع الشركاء في الوطن.
وأشار الوفد، أيضاً، إلى أن انتخاب الرئيس هو أولوية بالنسبة إلى المسيحيين، وهو مدخل إلى انتظام المؤسسات والحياة العامة، وإعادة تكوين السلطة السياسية، فضلاً عن أنه مقدمة ضرورية لإنهاض الاقتصاد الوطني وإطلاق الاصلاح السياسي والإداري والاقتصادي والاجتماعي. كما اعتبر أن تحسين شروط انتخاب الرئيس العتيد بالاستناد إلى خطة مسيحية وطنية، يشكل حاجة ملحة لإعادة صياغة الدور المسيحي بما يتلائم ومتطلبات المرحلة، بما فيها التغييرات الحاصلة في البيئة الاقليمية والدولية.

بدوره رحّب غبطة البطريرك أفرام الثاني بجهود لقاء مستقلون من أجل لبنان في سبيل جمع كلمة المسيحيين وفي التوصل الى قواسم مشتركة وطنية ومسيحية تساهم في استعادة الدور المسيحي على مستوى المشرق وليس فقط على مستوى لبنان ذلك ان النخب المسيحية اللبنانية تلعب دورا ريادياَ بالنسبة لكافة العائلات الروحية المسيحية في الشرق. واعتبر غبطته ان اسرائيل تشكل خطراَ وجودياَ ليس فقط على الفلسطينيين وانما على كافة الدول والمجتمعات العربية. وأكد قداسة البطريرك ان الفاتيكان والبابا فرنسيس قلقون على الوجود المسيحي في الشرق وفي لبنان بشكل خاص ولاسيما ان اوضاع المسيحيين فيه تتسم بالتقهقر والتأزم في ظل استمرار الفراغ الرئاسي واحجام الاطراف المسيحية عن التفاهم فيما بينها لانتخاب الرئيس العتيد تجسيدا للتفاهم الوطني كذلك مع مختلف الاطراف الاسلامية وأشار الى ان استمرار الفراغ الرئاسي جزء من الازمة التي يعيشها المسيحيون في لبنان والتي تؤثر على وجودهم وبقاءهم في الوطن وعلى دورهم السياسي والاجتماعي والديني والحضاري  وهذا الواقع المتردي والمرير يحدث في فترة يزداد فيها الخطر الوجودي على لبنان بفعل العدوان الاسرائيلي على قرى وبلدات الجنوب واستهدافه للبنى التحتية والمساكن ودور العبادة والمواطنين الآمنيين والبيئات المجتمعية التي تضم المسلمين والمسيحيين ويترافق ذلك مع استمرار تدفق اعداد النازحين السوريين في لبنان بفعل الحصار على سوريا ما يشكل تبدّلاَ للنسيج الديمغرافي السوري واللبناني ويخلط التوازنات الطائفية في لبنان بشكل خاص إضافة الى تعميقه للأزمة الاقتصادية في البلدين علما ان الدول الاوروبية والغربية تحاول منع عودة النازحين الى بلدهم او اللجوء الى الدول الاوروبية. من جهة أخرى أشار غبطة بطريرك كنيسة السريان في العالم ان المقاومة اللبنانية تقاتل في الجنوب ليس دفاعا عن القضية الفلسطينية فقط وانما دفاعاَ عن لبنان وحماية لأبناءه وصيغته النقيضة للكيان الاسرائيلي واضاف ان هذه المقاومة اللبنانية حاربت داعش والمتطرفين في سوريا حماية للوجود المسيحي كما انها قاتلت في جرود البقاع ايضاَ دفاعاَ عن القرى والبلدات المسيحية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى