فادي مالك الخير
قد لا يختلف إثنان أن أساس الأزمة في لبنان تتعلق بشكل مباشر بما يحدث من حوله ، بدءاً من الأزمة السورية و مدى تأثيرها على الوضع الداخلي ، حيث يتحمل الإقتصاد اللبناني عبء الأزمة السورية و الحصار المفروض عليها بالإضافة الى أزمته الداخلية ، وصولا الى ما يحدث في الإقليم من اشتباك عميق بين ايران و محورها من جهة و اميركا و العالم العربي من جهة أخرى …
أما عن سياسة الدعم المتبعة من قبل الحكومة المستقيلة فحدث و لا حرج ، حيث نرى تهريب المحروقات و المواد الغذائية على عينك يا دولة حيث لا رقيب و لا حسيب إلا على ضعاف العود من تجار الغفلة المحرومين من التغطية السياسية و الحزبية …
كما يبدو أن الحل الإقليمي لم ينضج بعد ، بانتظار ما ستؤول إليه المفاوضات الجارية بين ايران و الولايات المتحدة الأمريكية …
بالعودة إلى وضعنا الداخلي و الحراك الحاصل على صعيد تشكيل الحكومة ، هنالك من يُمعِن في استغلال وجع الناس و آلامهم ليقوم بالاستقواء على شركائه في الوطن ، فيمارس حالةً من الإبتزاز السياسي لا مثيل لها إلا في مخيّلة البعض من أركان الحكم و على رأسهم فريق التعطيل التابع للعهد القوي ، بُغْيَة الاستيلاء على بقايا الدولة و ما تبقى من المؤسسات المتهالكة أمام هول الانهيار الحاصل حتماً …
ألم يَفقَه بعض الفاسدين من لصوص الهيكل أن أعمدته التي باتت آيِلة للسقوط ، سوف تضربهم على رؤوسهم قبل تحقيق أضغاثِ أحلامهم الموهومة بحب التسلّط و الإستئثار بالسلطة !يبدو أن المسألة لا تعدو كونها مَضْيَعةً للوقت لا أكثر و ما لم يُعْطَ للحريري بالتأكيد لن يعطَ للميقاتي ، أقله في المدى المنظور ، حتى يأذن الله أمرا كان مفعولا و نستيقظ على اعتذارٍ جديد حيث لا ينفع الندم …
