محلي

ابو الحسن: أخذنا موقفاً وطنياً رغم الخلاف مع الحزب!

عبّر أمين سر كتلة “اللقاء الديمقراطي” النائب هادي أبو الحسن عن التقدير الكبير لموقف الكويت “الشهم والرائد والمتميز” في نصرة الشعب الفلسطيني، منوهاً بمساندتها أيضاً الشعب اللبناني “في كل الظروف وأدق المراحل”، وتوجه برسالة إلى الكويتيين أكد فيها أن “لبنان بلدكم وبيوتكم بيوتنا وهي بالحفظ والصون وأنتم أهلنا”.
وفي حوار مع صحيفة “الراي” الكويتية، توجّه أبو الحسن بالتهنئة إلى سمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد بتوليه مقاليد الحكم، وإلى سمو الشيخ الدكتور محمد الصباح بمناسبة توليه رئاسة الحكومة، كما هنأ القيادة والشعب في الكويت بمناسبة الذكرى الـ63 للعيد الوطني والـ33 ليوم التحرير.

وإذ نوه بـ”العلاقات التاريخية بين الكويت ولبنان وشعبيهما والتي تمتد إلى عقود طويلة، نظراً للتشابه الكبير بين البلدين لناحية حرية التعبير وحب الحياة والاستقرار”، أكد أبوالحسن أن “العلاقة بين المختارة وآل الصباح قديمة منذ أيام الزعيم الراحل كمال جنبلاط، واستمرت مع وليد جنبلاط، ونحن نواصل هذه العلاقة”، لافتاً إلى أن “هناك الكثير من الإخوة الكويتيين يحبون لبنان ويعتبرونه بلدهم الثاني، ويحرصون على زيارته رغم الظروف الصعبة التي يمر بها”.
وأشار إلى كونه نائباً عن قضاء بعبدا في محافظة جبل لبنان “التي تسكنها أكبر نسبة من الإخوة الكويتيين في لبنان”، توجه برسالة إليهم قائلاً: “لبنان بلدكم وبيوتكم بيوتنا، وهي بالحفظ والصون، وأنتم أهلنا ونحن بانتظاركم”.

ولفت إلى أن “الصيف الماضي كان واعداً، مع زيارات الكثير من الكويتيين، وإن شاء الله يكون العدد أكبر في الصيف المقبل إذا كان هناك استقرار”.
وشدّد أبو الحسن، على أن الشعب اللبناني “لاينسى وقفات الكويت إلى جانب لبنان في كل الظروف وأدق المراحل”، معرباً عن الأمل في “دور كويتي ديبلوماسي فاعل على كل المستويات، كون الكويت كان لها دور كبير أثناء التحضير لاتفاق الطائف من خلال اللجنة الثلاثية”، في بداية تسعينيات القرن الماضي.
وبشأن دور الكويت في مساعدة لبنان للخروج من أزمته السياسية، قال: “كلنا أمل مع العهد الجديد ورئيس الحكومة الجديد الشيخ الدكتور محمد الصباح، الذي هو ديبلوماسي رفيع من الطراز الأول، ويعرف لبنان، أن تتفاعل الكويت ديبلوماسياً وأن يكون هناك دور أكبر لها”.

وعن إمكانية انضمامها إلى “اللجنة الخماسية” التي تضم السعودية والولايات المتحدة ومصر وقطر وفرنسا، اعتبر أبو الحسن أن “الأمر يتعلق بقرار دولة الكويت أولاً وأخيراً، وبقرار الدول الأعضاء في اللجنة الخماسية”، مشيراً إلى أن “هذه اللجنة موجودة شكلاً، لكن في المضمون ليس هناك تطابق كامل حول الخيار الثالث لرئاسة الجمهورية، وإنما التطابق محصور بضرورة الخروج من الأزمة وإيجاد حل، لكن عندما نذهب باتجاه الأسماء قد يكون هناك بعض التمايز”، في إشارة إلى الأسماء المرشحة لرئاسة الجمهورية في لبنان، الذي يعيش فراغاً منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون في نهاية تشرين الأول 2022.

وأشاد أبو الحسن بالموقف الكويتي الرائد في نصرة الشعب الفلسطيني، قائلاً: “نحن عبّرنا بكثير من الامتنان والتقدير لموقف الكويتي الرائد والمتميّز المساند للشعب الفلسطيني، سياسياً وإنسانياً وإغاثياً، وهذا موقف يُسجل للكويت”، مذكراً بأن “الحزب التقدمي الاشتراكي أصدر بياناً يشيد بموقف الكويت الشهم والرائد وكان البيان الوحيد الذي صدر من قوى سياسية في لبنان بهذا الشأن… فشكراً لدولة الكويت التي لم تتأخر يوماً عن دعم القضية الفلسطينية”.

ومع مرور أكثر من 133 يوماً على العدوان الإسرائيلي على غزة، شدد أبو الحسن على أن “إسرائيل اليوم في مأزق وهي تعيش في تخبط داخلي، سواء ما يتعلق بالخلافات في الحكومة، أو ضغط الشارع في شأن استعادة الأسرى، فيما (رئيس حكومتها بنيامين) نتنياهو يواجه مصيراً مجهولاً قد يقوده إلى المحاكمة والسجن”.
ورأى أن ذلك “يشكّل عامل استمرار التفجير، وقد يكون هناك تحول على مستوى العالم في شأن إنهاء الحرب ووقف إطلاق النار، لكن من يرفض ذلك هو الحكومة التي يقودها (بنيامين) نتنياهو ويواجه مصيراً مجهولاً قد يقوده إلى المحاكمة والسجن، والجيش الذي يعتبر أن شوكته كسرت (في عملية طوفان الأقصى) ويريد تحقيق إنجاز قبل وقف إطلاق النار”.

وأكد أن “الحل يبدأ بوقف إطلاق النار ومن ثم إعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية رسمياً”، منوهاً بقدرة الفلسطينيين على “إعادة القضية إلى دائرة الضوء بعدما كانت منسية، وهذه واحدة من إنجازات المقاومة”.
وجزم بأنه “لا يمكن لإسرائيل أن تفعل أي شيء من دون غطاء أميركي”، معتبراً أن “الطرف القوي هو من يفرض نفسه بالمعادلة من خلال أفعاله، واليوم الشعب الفلسطيني يفرض نفسه، وإسرائيل في حالة تراجع دراماتيكي خطير، لأنها تجافي الواقع وتعادي الحق. وإحدى أهم نتائج صمود الشعب الفلسطيني، أنه سيفرض نفسه، والمسار التاريخي الطبيعي هو لصالحه، وعلى كل دول العالم في مقدمها الغرب أن تأخذ بعين الاعتبار هذه القضية العادلة والمحقة”.

وتطرّق أبو الحسن إلى الوضع في جنوب لبنان، مؤكداً أن “الجبهة تعتبر جبهة مساندة، وهي مرتبطة ارتباطاً كاملاً بجبهة غزة، ولا إمكانية لوقف إطلاق النار في جنوب لبنان قبل وقف إطلاق النار في غزة”.
وإذ ذكّر بتحذير وليد جنبلاط منذ اليوم الأول من “خطورة إعطاء ذريعة لإسرائيل كي توسع العدوان”، اعتبر أن “ردود المقاومة هي ردود قائمة على التناسب، ولا يوجد اندفاعة باتجاه التصعيد لأقصى الحدود، لكن ليس هناك أي ضمانة ألا تنفلت الأمور في لحظة ما، خصوصاً أن نتنياهو متأهّب كي ينقض على لبنان”.
ولفت إلى أن “هذه الحرب ليست وفق التوقيت الإيراني أو توقيت حزب الله. وهو قرار فلسطيني داخلي تفاعل معه حزب الله على قاعدة المشاغلة والإسناد”.

وأشار إلى عدم وجود رغبة أيضاً من الولايات المتحدة لتوسع الحرب، “لهذا السبب يأتي وزير خارجية إيران حسين أمير عبداللهيان، ومستشار الرئيس الأميركي لشؤون الطاقة آموس هوكشتاين، إلى لبنان ويقولان نفس الكلام بلغات مختلفة”.
وخلص إلى التأكيد أنه “عندما نصل إلى وقف إطلاق نار في غزة، حُكماً سيكون هناك وقف إطلاق نار في لبنان”، بيد أنه نبه إلى أن “نتنياهو الذي عجز عن تحقيق أي إنجاز في فلسطين، يفتش عن إنجاز في مكان آخر، ويحاول الاندفاع إلى الأمام بالحد الأقصى تحت ذريعة إعادة المستوطنين إلى الشمال”.

وتطرّق إلى موقف “الاشتراكي” و”اللقاء الديمقراطي”، قائلاً: “رغم التمايز السياسي والاختلاف مع حزب الله في العديد من الملفات، لكن اليوم هناك عدو يعتدي على لبنان وعلى غزة. نحن لا نضيع البوصلة والاتجاه، فوق الاعتبارات السياسية والاختلافات مع الحزب، أخذنا موقفاً وطنياً بالاستعداد لاستقبال النازحين من أهلنا في الجنوب بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية وهذا الموقف نفسه أخذناه في 2006”.
كما حذر أبو الحسن من أن “لبنان قد يضيع من بين أيدينا إذا استمر الفراغ، ومن دون انتخاب رئيس وتشكيل حكومة فاعلة، ووضع برنامج إصلاحي، لمعالجة الوضع على كل المستويات، لا سيما الأزمة الاقتصادية المستفحلة منذ سنوات، وحالة الحرب في الجنوب”.

وأشار إلى أن هذا ما دفع وليد جنبلاط إلى أن يقول بوضوح بأنه ليس لديه مشكلة بأي مرشح للرئاسة سواء الوزير السابق سليمان فرنجية أو غيره، لأن “المهم أن يكون هناك رئيس”.
ولفت إلى أن جنبلاط “أقرن كلامه بفكرة قديمة – جديدة، وأُعبّر عنها اليوم شخصياً باسم اللقاء الديموقراطي وباسم الحزب التقدمي الاشتراكي، وهي أنه أولاً يجب مراعاة القواعد الدستورية (65 صوتاً للانتخاب و86 للنصاب وهذا يحتاج إلى توافق)، ثانياً يجب أن تكون هناك كتلة مسيحية وازنة مع خيار أي رئيس يُنتخب، ثالثاً يجب أن نأخذ بعين الاعتبار مواقف أصدقاء لبنان وتحديداً الإخوة الخليجيين وفي مقدمهم المملكة العربية السعودية، لأنه في النهاية لبنان هو طبيعياً في علاقة مع دول الخليج التي تشكل رافعة له”.
وخلص إلى القول: “حتى الآن هذه العوامل غير متوافرة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى