مقالات خاصة

“قلوبنا مع سعد الحريري،وعقولنا خائفة عليه”

كتب حميد خالد رمضان _قلم سياسي

ظهوره الإعلامي على شاشة العربية-الحدث وإن كان مقلا بزمنيته إلا أنه يؤكد للمرة الألف أن إعتكافه مستمر لنفس الظروف والمعطيات التي أملت ذلك ..
هذا الظهور على شاشة تلفزة تمولها السعودية،حمال اوجه،منها أن السعودية
بشخص ولي عهدها محمد بن سلمان ما زالت المؤثر الحقيقي على حركية سعد الحريري،وأن ما قيل عبر وسائل الإعلام
عن أبة باط سعودية توحي أن الفيتو السعودي رفع عنه تبين أنه مناف للحقيقة وبالتالي ظهور الحريري الإبن على قناة محمد بن سلمان جاء ليؤكد أن إعتكافه مستمر،وأن ما شاهدناه كان مجرد زوبعة في فنجان وبالتالي قرار عودته الى لبنان موجود في الرياض لا في حارة حريك(حسن نصرالله) ولا في عين التينة( نبيه بري) ولا في ميرنا الشالوحي( جبران باسيل) ولا في المختارة(وليد جنبلاط) ولا في بيت الوسط(غطاس خوري-نادر الحريري -احمد الحريري-احمد هاشمية)..
مما لا شك فيه أن سعد الحريري ما زال في الوجدان السني العاطفي الرقم الأول
ولكن في العقل السني المتنور تدنت نسبة الثقة فيه كرجل دولة يعتمد عليه
نتيجة تجربة دامت عقدين من الزمن،وبالتالي العواطف القلبية التي حاوطته سواء كانت صحيحة،او مؤدلجة لخدمة اهداف مشعليها او نافخيها،لم تأتي أوكلها على المدى القريب والمتوسط..
سعد الحريري في إطلالته الإعلامية بدا مرتبكا ومترددا ومتحفظا إلا لم نقل
(باهتة)وهذا التعريف لا يقصد منه التقليل من حيثته الشعبية ولا إنتقاص من شخصه ابدا،بل لأن اطلالته تلك ممكن ان تكون اتت بإيعاز من طرف خارجي مؤثر لإفهام البعض في لبنان من
حملوا(قميصه) وبخاصة خصوم واعداء
ذلك الطرف المؤثر بأن قرار عودة سعد الحريري عن إعتكافه ما زال بعيد الى حد كبير،وتصديقا لذلك سيكون الرد على لسان الحريري نفسه،وهذا ما اوضحه على شاشة العربية-الحدث..
الآن وبعد إنقشاع غبار معركة العودة الحريرية لأيام معدودات الى لبنان تبين
لمتابعي الشأن العام من إعلاميين وسياسيين أن التجييش العاطفي
الغرائزي كان حصاده سلبيا يُخاف منه
جديا من أن يكون محرقة له،نعم هناك قلوب احبت سعد الحريري بصدق،وهذا لا يكفي، ولكن في المقابل هناك عقول تخاف عليه من إنتكاسة تضره شخصيا ،وتضر مصالح طائفته مجددا التي ينتمي إليها، زائد أن هناك فئتان خرجتا لإستقباله ،فئة صادقة قلوبها معه،وفئة كاذبة سيوفها عليه، وبين
ال-مع،وال-ضد،على سعد الحريري أن يعيد حساباته بدقة حتى لا يقع مجددا في تغليب العواطف الجاهلة على العقول المتنورة..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى