عربي ودوليمقالات

إيران أساس المشكلة في المنطقة

في تطوُّر جديد للأحداث المتسارعة بالشرق الأوسط، ردّت الولايات المتّحدة الأمريكية بعمليّة عسكريّة استهدفت مواقع محدّدة رداً على الهجوم الذي تعرّضت له قوّاتها في قاعدة البرج 22، ممّا أثار حفيظة إيران وجماعاتها. في الوقت الذي تُسارع فيه إيران وأذرعها لإدانة العمليّة الأمريكية، متّهمين واشنطن بانتهاك سيادة الدول، تبرز تساؤلات عن مَن إستجلب هذه الضربات الأمريكية على الدول العربية والدور الإيراني في زعزعة استقرار المنطقة.

الأعمال العدائية الإيرانية، من دعم الميليشيات المسلّحة إلى توسيع نفوذها عبر التدخّلات العسكرية والسياسية والتمدّد الديني، تضع إيران في مركز الاتّهامات بكونها الطرف الأكثر خبثاً وانتهاكاً لسيادة الدول في المنطقة. من البحر المتوسّط إلى الخليج، تستمرّ طهران في تنفيذ سياسات توسّعية تهدّد الأمن والسلام الإقليميين، متجاهلة القوانين الدولية ومبادئ حسن الجوار، متاجرةً بملفّات المنطقة لمصالحها.

التناقض الصارخ بين الخطاب الإيراني الذي يحاضر بالعفّة واحترام سيادة الدول، وبين ممارساتها الفعلية، يعرّي الوجه الحقيقي لسياسات طهران المخرِّبة. إن الرد الأمريكي، بقدر ما يعكس استمراريّة التوتّرات، يجب أن يُنظر إليه كجرس إنذار يسلّط الضوء على الحاجة الماسّة لمواجهة التحدّيات التي تفرضها إيران على استقرار المنطقة وسيادة دولها. تستغلّ إيران هذه الدول كوسيلة لشنّ هجمات ضدّ الغرب بهدف تعزيز موقفها السياسي، ثم تنأى بنفسها عن هذه الأعمال، تاركةً الدول تواجه تبعات الدمار بمفردها.

العالم العربي اليوم أمام خيار واضح، إمّا تجاهُل أساس المشكلة التي تمثّلها التهديدات الإيرانية وتحمُّل عواقبها المُدمّرة، أو التحرّك العربي الجماعي لضمان الأمن والسلام في المنطقة. إيران شرّ مطلق يتهدّد الدول العربية أكثر من أيّ شرٍّ آخر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى