صحة

هل نقول وداعاً لحقن الأنسولين اليومية؟

وفق نتائج التجارب السريرية الأخيرة، قد يساهم العلاج العتيد في تغيير قواعد علاج مرض السكريّ، بعدما تمّ التوصل إلى حقنة أنسولين تُعطى مرة واحدة في الأسبوع للمرضى، وتؤمّن فاعلية للمدة الزمنية نفسها.

وأظهرت المرحلة الثالثة من التجارب السريرية فاعلية حقنة الأنسولين الأسبوعية، التي تُعطى لمريض السكري من النوع الثاني، فتُساعده على تنظيم مستويات السكّر في الدم.

وتشير نتائج التجربة المشار إليها، والتي استمرّت لمدة عام، ثم نُشرت في مجلة The Lancet، إلى أن العلاج بالأنسولين مرّة واحدة أسبوعياً قد يعمل تماماً مثل الحقن اليومية، وفق ما نشر موقع Medical News Today.

وفي تجربة سريرية أخرى، قارن الباحثون الفاعلية والأمان الخاصيّن بحقنة “icodec” الأسبوعية مع حقنة “Degludec ” اليومية لمعالجة مرض السكري من النوع الثاني، فوجدوا أن العلاج بحقنة “icodec” أدّى إلى انخفاض مستوى السكّر في الدم أكثر من الحقنة اليومية بعد 26 أسبوعاً. وقد نُشرت هذه النتائج في حزيران في مجلة JAMA.

هل الحقن الأسبوعية أكثر فاعلية لمرض السكري؟

في دراسة تشرين الأول 2023، قام الباحثون بتعيين 582 مشاركاَ من 12 بلداً عبر 99 موقعاً مختلفاً، ثم أجروا قياساً لمستوى السكّر في الدم، في الأسبوع الـ26، وقارنوه بالقيم الأساسية، فلاحظوا انخفاضًا طفيفًا في مستويات الهيموغلوبين A1c (HBA1c) في كلا المجموعتين (المستوى العادي 5.7%).

وانخفض مستوى الهيموغلوبين السكري عند المشاركين الذين أخذوا حقنة “icodec” من 7.59% إلى 7.15%، في حين انخفض المستوى في المجموعة التي أخذت حقنة “degludec” من 7.63% إلى 7.10%. وبالتالي، وجد الباحثون أن الفرق بين العلاجين لا يتخطّى نسبة الـ0.05%، ممّا يؤكّد أن “icodec” ليست أقلّ شأناً من “degludec”، وبكميّة حقن أقلّ لإدارة مرض السكريّ من النوع الأول.

وفي هذا الصدد، أوضح البروفيسور في السكريّ والغدد الصماء، في جامعة Surrey، في بيان صحافيّ أن “العديد من الأشخاص يجدون صعوبة بالغة في إدارة حالة طويلة الأمد مثل مرض السكريّ، ويبلّغون عن فقدان حقن الأنسولين الحيوية”، فيما يمكن أن يؤثر تفويت الحقن في التحكّم بمستوى السكّر في الدم.

كذلك، تمّ ربط عدم انتظام العلاج بزيادة معدّلات الحماض الكيتوني السكريّ، وهو أحد المضاعفات الخطرة للحالة التي يمكن أن تهدّد الحياة. وبالتالي، فإن تقليل تكرار حقن الأنسولين يُمكن أن يقلّل من عبء العلاج بالنسبة لبعض الأشخاص المصابين بهذه الحالة ويحسّن التحكّم بنسبة السكّر في الدم لديهم.

وخلال الدراسة، تم اختيار المشاركين عشوائياً للخضوع لأحد هذين العلاجين لمدة 26 أسبوعاً:

* علاج أسبوعي بحقنة “icodec” وحقنة وهمية يومية

* علاج يومي بحقنة “degludec” وحقنة أسبوعية وهمية.

وبعد 26 أسبوعاً، وجد الباحثون أن علاج “icodec” قد خفّض مستويات الهيموغلوبين السكري من 8.6% إلى 7%، في حين خفّض علاج “degludec” مستويات الهيموغلوبين السكري من 8.5% إلى 7.2%.

ما هي الآثار الجانبية للحقنة الأسبوعية؟

أبلغ الباحثون عن تسجيل 39 حدثاً سلبياً، 8 في المئة عند المجموعة التي تناولت علاج icodec و7 في المئة عند المجموعة التي أخذت علاج degludec، في حين سُجّلت حالة وفاة واحدة عند المشاركين، رجّح الباحثون أن تكون لسبب غير مرتبط بالعلاج.

في كلتا التجربتين السريريتين، شملت الآثار الضارّة ذات الأهمية السريرية النقص الشديد في مستوى السكّر في الدم (نعني بذلك عندما تكون مستويات السكّر في الدم أقلّ من المعدّل القياسي). وعليه، وجد الباحثون في الدراسة أنه حتى الأسبوع الـ31 عانى 9.8% من مجموعة “icodec”، و5.8% من مجموعة degludec من نقص السكّر في الدم.

وقال البروفيسور جونز: “إن النتائج التي توصّلنا إليها واعدة للغاية، ولكن هناك حاجة إلى مزيد من التحليل لبيانات المراقبة المستمرّة للغلوكوز، وإلى الدراسات الواقعية”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى