محلي

حملة تشجير في بعلبك

أطلقت جمعية “نحلة بالقلب” حملة تشجير 4000 غرسة حرجية في جرود بلدة نحلة، بالتعاون مع جمعية “مؤسسة جهاد البناء الإنمائية”، من دار ومدرسة الشيخ مصطفى اليحفوفي، بمشاركة النائبين علي المقداد وينال صلح، مفتي محافظة بعلبك الهرمل الشيخ بكر الرفاعي، رئيس قسم محافظة بعلبك الهرمل دريد الحلاني، رئيس اتحاد بلديات بعلبك شفيق قاسم شحادة، رئيس جمعية “نحلة بالقلب” فراس يحفوفي، مدير مديرية البقاع في مؤسسة جهاد البناء الإنمائية خالد ياغي، عضو المجلس الاستشاري في حركة “أمل” مصطفى السبلاني ممثلا قيادة إقليم البقاع، مدير عام المؤسسات التربوية لجمعية “المبرات الخيرية” في البقاع إبراهيم السعيد، رئيس بلدية مقنة فواز المقداد، محمد عواضة ممثلاً رئيس بلدية بعلبك بالتكليف مصطفى الشل، مخاتير وفاعليات اجتماعية.

استهلت الحملة بتقرير مصور عن الأعمال والمساهمات والتقديمات المدرسية والتربوية والصحية والخدماتية والإنمائية والاجتماعية والإنسانية لجمعية “نحلة بالقلب”، فكلمة لعريف الحفل الدكتور علي اليحفوفي.

ورأى المقداد أن “العطاءات والاعمال والجهود التي تقوم بها جمعية نحلة بالقلب، في ظل المشاكل الاقتصادية التي يمر بها لبنان، هي منارة تضيء طريق ذات الشوكة. فقد انبرى من هذه البلدة الطيبة شخص معطاء يتحدى الظلم، ويتحدى العالم الظالم الذي يريد بنا شرا، راغبا بأن يكون جهده في عين الله. لقد تخلت الدولة عن القيام بواجباتها، والحاج فراس من رجال الخير والعطاء الذين يمدون يد المساعدة للمستضعفين الذين تركتهم دولتهم لقدرهم، وما تقوم به هذه الجمعية في المجال الصحي والاستشفائي جدير بالشكر والتقدير”.

وقال: “نحن اليوم نعيش عزاً بفضل تضحيات المجاهدين الأبطال الذين يدافعون عن الإنسان وعن الحق وعن بلدهم في غزة، هؤلاء الرجال بعد مرور 90 يوما على حرب الإبادة من قبل العدو، يصنعون المعجزات والإنجازات التي سيذكرها التاريخ وتدرسها الجامعات، ولكن للأسف إن الاعلام العالمي لا يعطي المقاومة في غزة حقها، ولا يكشف كل جرائم ومجازر ووحشية العدو الإسرائيلي، ولو عرض الإعلام الغربي الصورة الحقيقية لما يجري في غزة لكان أكثر من 90% من الناس مع غزة. فللإعلام دور كبير سلبا أو إيجاباً في نقل الحدث. ورغم أن يهود العالم يملكون ويديرون أكبر المؤسسات الاعلامية يملكون ويديرون أكبر المؤسسات الإعلامية، ويسخرونها لخدمة العدو الصهيوني، ورغم ذلك فظاعة وبشاعة المجازر التي تحصل في غزه أجبرتهم على نقل بعض الصور لما يحصل”.

وأشار إلى أن “المقاومة في لبنان، تخوض حربا على الحدود المشتركة مع فلسطين المحتلة طولها أكثر من 100 كلم، وارتقى خلال المواجهات ما يزيد عن 150 شهيداً على طريق القدس ودفاعا عن لبنان وعن الحق وعن هذه الأرض التي لطالما حلم العدو الصهيوني باحتلالها واستعمارها. استطعنا أن نحمي لبنان والحق والإنسان بفضل التضحيات الكبيرة للمجاهدين، وإن أي تسوية أو أي حديث عن القرار 1701 يمكن أن يكون لمصلحة العدو الصهيوني لن يبصر النور”.

وتابع: “أكبر قاعدة أمنية إسرائيلية تجسسية في شمال فلسطين المحتلة، والتي تضم الرادارات والأجهزة الإستشعارية، ومراكز التحكم بالمسيرات، قصفتها المقاومة ب62 صاروخا أصابت أهدافها بدقة، ولم تستطع القبة الحديدية اعتراضها”.

وأردف: “هذا العدو لا يعرف إلا قتل الأطفال والنساء والشيوخ، ويعجز عن المواجهة في الميدان، لأنه يعرف أن مصيره الهزيمة، وسيكون حليف المقاومة النصر المبين”.

وختم المقداد: “التاريخ لن يرحم الصهاينة والولايات المتحدة الأميركية والدول الغربية وبعض الأنظمة العربية التي خذلت غزة وتأمرت على شعبها، وساهمت في قتل أطفالها، لكن التاريخ سيكتب بحروف من نور أسماء المدافعين عن جنوب لبنان الذين نصروا غزة وقاتلوا في سبيل الحق”.

الرفاعي

واعتبر المفتي الرفاعي أنه “عندما تتفكك مؤسسات الدولة، وعندما تستقيل البلديات من عملها بسبب انخفاض سعر صرف الليرة، يبدأ الناس بتوجيه الانتقادات، ويلعنون الظلام عند الصباح وعند المساء، لكن هنا قلة قليلة ونادرة لا تحب أن تلعن الظلام بقد ما تحب أن تضيء شمعة. هذه القلة النادرة يتجلى حضورها في أيامنا هذه عبر هذه المؤسسة الزاهرة التي عنوانها الحاج فراس اليحفوفي وفريق عمله”.

وقال: “قيمة الإنسان عندنا في الدين بما يحمله من معنى لا بما يملكه من مادة، عندما تكون المعاني جميلة في داخل الإنسان تتجلى أعمالا مادية رائعة في كل المجالات، و هذا تماما ما يحدث بيننا ومعنا في هذه المؤسسة الرائدة. عندما ينطلق واحدنا في مجتمعه ليسد الثغرات الموجودة، هو يقوم بعبادة من العبادات، لأن العبادة على نوعين: خاصة و عامة. العبادة الخاصة قاصرة على صاحبها، أما العامة فهي متعدية وممتدة لكل المجتمع، ولا يمكن أن يستقيم حال مجتمعنا إذا لم نوازن بين العبادة الخاصة والعبادة العامة. ثمة قصور في الفهم عندنا في الفارق بين محراب الصلاة ومحراب العمل، الصلاة تتصل بالعمل والعمل يتصل بالصلاة، ولا فارق أبداً بين إنسان يعمل كما يعمل هنا الحاج فراس، وبين إنسان يصلي في المسجد، هذا محراب صلاة وذاك محراب عمل، والأمران يتكاملان”.

وتابع: “نحن نريد فهما متقدما وحضاريا للدين الذي نؤمن به ونحمله، يتجلى أعمالا ذات منفعة عامة، يمتد أثرها على الجميع، وتقدم الإنسان المؤمن بشكل راق ومتقدم كيف يكون حاجة وضرورة لمجتمعه، و كيف يستطيع أن يساعد هنا، وان يساعد هناك، وان يبلسم جراحات، وان يشكل بالنسبة لمن حوله نقطة ضوء مشعة في نفق مظلم و كبير. مسألة الربط بين العبادة العامة والعبادة الخاصة مسألة ضرورية بدأت تتحقق بواسطة هذا النموذج المتقدم. وأنا أتساءل، لماذا الحاج فراس اليحفوفي كأنه واحة بمفردها في صحراء منطقتنا؟ ألا يوجد من يعيش جو المنافسة ليفعل مثلما يفعل، ولينافس فيما يفعل؟! نحن بحاجة لهذه النماذج في نحلة وفي بعلبك وفي بقية البلدات والقرى والمدن في محافظة بعلبك الهرمل، حتى نستطيع أن نلبي حاجات أهلنا، وحتى نتوقف قليلا عن لعن الظلام، ونبدأ جميعا بإضاءة الشموع”.

ورأى أن “هذا العمل مهم ومتقدم، لأنني من متابعتي أدركت أنه تجاوز أمرين أولهما الخروج من الإطار العائلي الضيق، نحن نقدر العائلة ودورها، لكن لا ينبغي للإنسان أن ينغلق على عائلته وأن يعيش هذه القوقعة، يجب أن تشكل العائلة محطة للإنفتاح والتعاون ومد اليد، وهذا المعنى موجود هنا، أما المعنى الآخر فهو الخروج من الإطار المناطقي والمذهبي، ربما القليلون يعلمون أن الحاج فراس اليحفوفي وهو لم يعلن ذلك، قدم يد المساعدة لعدة مساجد وعدة قاعات في مدينة بعلبك من دون أي إعلان، ومن دون رغبة في الحديث عما قدم. هذا يعني أن الخير يعم الجميع و ليس الخير حصريا بمنطقة أو فئة أو عائلة. لذلك نحن نشد على يديه و نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقه مع فريق عمله بما يحب و يرضى”.

وأشار إلى أنه “منذ سنة ونيف التقينا هنا، مجتمعا محليا ونوابا ورفعنا الصوت عاليا في وجه مشروع أراد من خلال نحلة أن يكرس بعض القواعد القديمة التي تريد أن ترمي لنا بما يفيض عن أهل العاصمة من فضلات وأن نتحمل نحن التبعات، بواسطة هذا التضامن والتكافل بين المجتمع المحلي وبين المسؤولين من نواب وجهات فاعلة، استطعنا أن نمنع هذا المشروع من الوصول إلى هنا، لما له من آثار بيئية سيئة على مستوى نحلة وعلى مستوى المنطقة. كأن الزمان دار دورته والحاج فراس وفريق عمله أراد أن يؤكد أننا لم نلعن الظلام هناك فقط وتوقفنا، إنما أردنا أن نضيء بعض الشموع، فكان هذا المشروع تتمة لمشروع بدأ. منعنا ذلك الظلام الذي كان يتمدد إلى هنا واليوم نضيء الشموع بوضع هذه الشتول وهذه الأشجار، لنؤكد أننا جماعة عمليون ننطلق من خلال رؤية حضارية وواعدة”.

وختم: “انتهى عام وبدأ عام جديد، ولا تزال الطريق من غزة إلى الجنة مليئة بالشهداء. تربعت غزة في بداية هذا العام على كرسي أحداث العالم. ربما هي في مساحتها لا تتجاوز رأس الدبوس في خريطة العالم، لكن العالم كله جاء جاثيا على ركبتيه، يتعلم من أطفالها ونسائها كيف تكون التضحية، وكيف يكون الصمود، وكيف يكون الاستبسال. من هناك نتعلم أن المسألة لا تتعلق بالعدد، ولا تتعلق بالسلاح، إنما تتعلق باليد التي تحمل السلاح، وبالعقيدة التي يعتقدها صاحبه. عندما نشاهد ما يحدث هناك نتأكد أن النصر آت لا محالة، وان ساعات العالم كلها تدور كما تريد ساعة غزة، وأننا في ربع الساعة الأخير، وإن بشائر النصر بدأت قبل النهاية، وعما قريب ستكون إن شاء الله انتصرت غزة وانكسر العدو ومعه الويلات المتحدة الأميركية وبقية الدول، وسنصلي جميعا في القدس و سنردد قوله تعالى انهم يرونه بعيدا ونراه قريبا”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى