سياسةمقالات خاصة

بين 2023 و2024.. الفرق كبير بين شهداء السماء وشهداء الحُفَر

كتب مصطفى عبيد لقلم سياسي،

ها هو عام 2023 يقلب آخر صفحاته اليوم على عالمٍ استسهل الخذلان، والغدر، والسكوت عن حق شعبٍ عربي بالحياة، والحرية.
وبينما لا يزال عداد شهداء فلسطين يرتفع يوماً بعد يوم في بورصة السماء، يسارع أهل الأرض من حولهم للاحتفال بما يسمى بعامٍ جديد وكأن لا مجازر تحدث في فلسطين، وكأن السلام يعم هذه الكرة الأرضية برمتها، فلا مظلوم يُنتَهك حقه، ولا ظالم يُمعن في الظلم على مرأى شياطين الحكام البُكم العُمي.
ها هم أهل فلسطين ينزفون الدماء دفاعاً عن شرف أمةٍ باعت شرفها، فيما لا يزال اللبنانيون ينزفون الدماء غباءً، وإهمالاً، وحباً للفتن بحجة السيادة، والرجولة، والطائفية، وهيهات هيهات من الفرق بين قتلى بسبب لعبة كرة قدم، أو أفضلية مرور، أو إهمال دولة خانت العهد، أو قتلى لعبة المناوشات جنوباً، أو دفاعاً عن قائدٍ أو زعيمٍ أو أمينٍ خان الأمانة، وبين شهداء فلسطين الأحرار، وشهداء الإعلام الذين رفضوا أن يكونوا ساكتين عن الحق كحكام دولهم.
نعم، هذا هو حال بلدي، القتلى بالمئات أو الآلاف ربما طمعاً، أو ثأراً، أو إثر مشادة كلامية، أو في حفرة نسيت الدولة أن تردمها، أو حاجز غفلت وزارات دولتي عن إضاءته، هذا هو معنى الموت في بلدي المنهار، بينما أهل العزة يرتفعون شهداءً دفاعاً عن أرض الميعاد.
وكحال أي حدثٍ في بلدي فكل شيء عنوانه حب الفتنة والطائفية، ربما تستقبل بيروت عامها الجديد بالفوضى، والدماء، والقتلى حيث يتقاتل المواطنون فيما بينهم كي يودعوا عاماً قديماً لم يزدهم إلا خنوعاً، وإذلالاً، ويستقبلوا عاماً جديداً لا يعدهم إلا بمزيدٍ من التمزق، والانهيار في ظل غبائهم وجهلهم وتبعيتهم العمياء.

باختصار، الفرق ليس بالأرقام ولا بالأماني وإنما يجدر أن يكون في العقول يا سادة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى