إقتصاد

ما أسوأ الأسهم أداء في وول ستريت لعام 2023؟

أنهت وول ستريت عام 2023 على مكاسب قوية، حيث شهدت سوق الأسهم الأميركية عاماً جيداً، علماً أن الأيام الأولى من التداول، مرت بحالة من عدم الاستقرار، والتذبذب بأسعار الأسهم بين صعود وهبوط.

ورغم حالة التشاؤم التي سيطرت على توقعات محللي وول ستريت في بداية 2023، إلا أن المستثمرين، طوا صفحة هذا العام على مكاسب جيدة، في وقت تتركز فيه أنظارهم على الفرص التي يخبئها لهم عام 2024، في ظل التوقعات بخفض مستويات الفائدة في المستقبل القريب.

وفي اليوم الأخير للتداول خلال 2023 أغلقت المؤشرات الرئيسية في وول ستريت، على مكاسب سنوية قوية، تمثلت بارتفاع مؤشر ناسداك بنسبة 43.4 بالمئة إلى 15011 نقطة، ومؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 24.25 بالمئة إلى 4769 نقطة، ومؤشر داو جونز بنسبة 13.7 بالمئة إلى 37689 نقطة، وذلك بدعم من تراجع التضخم، وضجيج الذكاء الاصطناعي التوليدي، واحتمال انخفاض أسعار الفائدة في 2024.

مرونة الاقتصاد تدعم الأسهم

وقد استفادت مؤشرات الأسهم في وول ستريت إلى حد كبير، من مرونة الاقتصاد الأميركي في مواجهة ارتفاعات أسعار الفائدة، حيث تمكن الفيدرالي الأميركي والحكومة الأميركية، من إبطاء مستويات التضخم بشكل كبير، دون تسجيل ارتفاع ملموس في معدلات البطالة، رغم أن معدلات الفائدة وصلت إلى مستويات مرتفعة بلغت 5.5 بالمئة.

وتراجع معدل التضخم في أميركا خلال نوفمبر 2023 إلى 3.1 بالمئة، وهي مستويات منخفضة مقارنة بمستوى 9.1 بالمئة المسجل في يونيو 2022، وبلغ معدل البطالة 3.7 بالمئة، وهي نسبة تعتبر مقبولة، بحسب رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، في حين نما الاقتصاد الأميركي بمعدل 4.9 بالمئة في الربع الثالث من 2023، مقارنة بنسبة 2.1 بالمئة في الربع الثاني من العام نفسه.

أكبر الخاسرين في وول ستريت

وتمثل جميع هذه الأرقام القوية للاقتصاد الأميركي، تحدياً للعديد من التوقعات المتشائمة، وهي ساهمت بجعل محللي وول ستريت، مخطئين إلى حد كبير، بشأن وضع سوق الأسهم في 2023، إلا أن حالة الازدهار التي عاشتها مؤشرات وول ستريت، لم تمنع الخسائر، فمع ارتفاع السوق بشكل عام، يبقى هناك خسارون.

ويقول كبير محللي الأسواق في XTB MENA هاني أبوعاقلة، في حديث لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، إن شركة Enphase Energy الأميركية لتكنولوجيا الطاقة الشمسية، كانت الأسوأ أداءً في مؤشر ستاندرد آند بورز 500 خلال عام 2023، وهي يمكن أن تؤخذ كمثال لشركات الطاقة المتجددة، التي هبطت أسهمها خلال هذا العام، لأسباب كثيرة جداً، أبرزها اضطراب سلاسل التوريد، فالمادة الرئيسية المنتجة للخلايا الشمسية تأتي من الصين، والقيود المتبادلة بين واشنطن وبكين، اثرت بشكل سلبي على مواد الانتاج القادمة من الصين، ما أدى إلى ارتفاع كلفة التصنيع، وبالتالي انخفاض الطلب، وهو ما ساهم في تراجع أسهم Enphase Energy بنسبة 50 بالمئة خلال 2023، في وقت تراجعت فيه أسعار الطاقة، ما جعل الطلب على منتجات الشركة، أمراً غير مغري بالنسبة للكثيرين.

وبحسب أبوعاقلة فإن شركة FMC Corporation سجلت ثاني أسوأ أداء على مؤشر ستاندرد آند بورز 500 خلال 2023، فشركة FMC المختصة بتصنيع المواد الكيميائية الزراعية، عانت من مشكلة كبيرة جداً تمثلت باضطراب سلاسل التوريد الخاصىة بها، إضافة إلى ارتفاع تكاليف المواد الخام المرتبطة بمنتجاها، ما تسبب بتراجع أعمالها بشكل كبير جداً في أسواقها الرئيسية، وبالتالي تراجعت أسهمها بنسبة 49 بالمئة منذ بداية 2023 وحتى إغلاق تداولات العام. 

أما ثالث أسوأ أداء سجله مؤشر ستاندرد آند بورز 500 خلال 2023، فكان لسهم شركة Dollar General التي تدير سلسلة من متاجر البيع بالتجزئة، والتي تراجع سهمها بنسبة 44.8 بالمئة هذا العام، فهذه الشركة التي لم تشهد أسهمها تراجعاً سنويا منذ تاريخ طرحها في عام 2009، عانت في 2023 من مشاكل كبيرة، بسبب الضغوط التضخمية وتباطؤ الإنفاق الاستهلاكي في إحدى الفترات، في حين حلّ في المرتبة الرابعة والخامسة على التوالي سهما شركتي موديرنا وفايزر اللتين سجل سهماهما، أسوأ أداء في قطاع الصحة والأدوية.

ويشرح كبير محللي الأسواق في XTB MENA هاني أبوعاقلة، في حديثه الخاص لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، أن سهم شركة موديرنا، انخفض بنسبة 29 بالمئة خلال 2022 ليكمل هذا المسار في 2023 ويتراجع بنسبة 44 بالمئة، حيث تلقت الشركة ضربة لسنتين على التوالي، بسبب تراجع الطلب على لقاح كوفيد-19 الذي تنتجه، إضافة للوائح الصارمة التي تم فرضها على تطوير الأدوية، ما بعد فترة كوفيد- كوفيد-19، وهذا الوضع ينطبق أيضاً على شركة فايزر، التي تراجعت أسهمها بنسبة 13 بالمئة، خلال 2022، و43.8 بالمئة خلال 2023، كما أن فايزر عانت في 2023، من مشكلة انتهاء صلاحية براءات الاختراع و المنافسة من الشركات المصنعية للأدوية الشبيهة بمنتجاتها.

استمرار نزيف AMC وزووم

ومن جهة أخرى يلفت أبو عاقلة الى أن هناك سهميْن كان أداؤهما سيئاً على مؤشر ناسداك خلال 2023، واستمرا بالنزيف الذي أصابهما بعد كوفيد-19، وهما سهما شركةAMC Entertainment Holdings Inc وزووم تكنولوجي، فسهم AMC Entertainment التي تقدم من خلال الشركات التابعة لها، عروضاً مسرحية وعروض أفلام، وخدمات توزيع المواد الغذائية، يعد من أسهم “ميم” وهو سجّل ارتفاعاً غير مسبوق في 2021، وصلت نسبته إلى 1183 بالمئة، ليتراجع في 2022 بنسبة 75 بالمئة، وبنسبة 83 بالمئة في 2023، حيث لم تستطع الشركة تلبية تطلعات المساهمين، بسبب نزيف رؤوس الأموال الذي تعرضت له، والذي جعلها مديونة بقرابة الـ 5 مليارات دولار أميركي، وهذا ما يدفع الشركة دائماً لإصدار أسهم طارئة.

أما بالنسبة لسهم زووم تكنولوجي، فيوضح أبو عاقلة، أنه هبط حتى الآن بنسبة 38.5 بالمئة خلال 2023، على الرغم من أن نتائج أعمال الشركة كانت جيدة في 2023، إلا أن ارتفاع مستوى التضخم، وبالتالي معدلات أسعار الفائدة، أدى الى مشكلة بالنسبة لديون زووم، وهو ما أثر بالتالي على أداء أسهم الشركة، التي عاشت فترة مميزة جداً، خلال انتشار فيروس كوفيد-19 ساهمت برفع أسهمها بنسبة 37 بالمئة حينها.

المصدر
سكاي نيوز عربية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى