عربي ودولي

تضامنا مع غزة بيت لحم بلا زينة أو احتفالات بمولد المسيح

خيّم الحزن على مدينة بيت لحم في عيد الميلاد، فغابت عنها كل مظاهر الفرح والبهجة، وتخلت المدينة عن حلّتها البهية، لترسل رسالة تضامن مع قطاع غزة الذي يتعرض لعدوان مدمر منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

على غير عادتها، خلت ساحة المهد التي تشهد في أعياد الميلاد ذروة الاحتفالات. وقبالة كنيسة المهد، تبدّلت المغارة والشجرة الضخمتان، بعمل فني يذكّر بالكارثة في قطاع غزة المحاصر، ألا وهو مغارة “الميلاد تحت الأنقاض”.

وعلى جدار بناء قريب، لافتة كتب عليها “أوقفوا الإبادة الجماعية. أوقفوا التهجير القسري. ارفعوا الحصار”، وأخرى كتب عليها “أجراس الميلاد في بيت لحم تدعو لوقف إطلاق النار في غزة”.

وتبلغ احتفالات الطوائف المسيحية التي تعتمد التقويم الغربي ذروتها بقداس منتصف ليل الأحد/الاثنين (25/24 ديسمبر/ كانون الأول) في كنيسة المهد، فيما تحتفل الطوائف التي تعتمد التقويم الشرقي في 7 يناير/كانون الثاني.

وبهذه المناسبة، تقام الصلوات في كنيسة المهد، التي يعتقد المسيحيون أنها بُنيت فوق المغارة التي ولد فيها النبي عيسى عليه السلام، فيما افتتح في ساحة الكنيسة عمل فني باسم “الميلاد تحت الأنقاض”.

وظهرت “مغارة الميلاد” مدّمرة بفعل القصف، بينَ جدرانِها تحتضن العائلة المقدسة من خلال شكلها الذي يماثلُ خريطة غزة، والأطفال الذين قضوا شهداء كالملائكة تنظر من السماء. مغارة تحت الركام ووسط الأنقاض، في إشارة لصورة واقع قطاع غزة تحت القصف والقتل.

وأرسل أطفال بيت لحم رسالة لأقرانهم في غزة وأرجاء الأرض بلغات مختلفة تدعو العالم أن يقف أمام مسؤولياته بوقف العدوان على قطاع وحق أطفال فلسطين في العيش بحرية وكرامة وأمن وسلام، كبقية أطفال العالم.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أعلنت الكنائس في القدس المحتلة إلغاء الاحتفالات الخاصة بعيد الميلاد؛ بسبب حرب إسرائيل على غزة، فيما أعلنت كنائس ومؤسسات بيت لحم، أمس السبت، اقتصار الأعياد على الطقوس الدينية.

حماس تثمّن

بدروها، ثمّنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) موقف مسيحيي فلسطين “قَصْر احتفالاتهم هذا العام، على إقامة الشعائر الدينية، والوقوف صفًا واحدًا، مع شعبنا في قطاع غزة، الذي يتعرّض لعدوان صهيوني غاشم”.

وأضافت في بيان عشية عيد الميلاد أن هذا القرار “يؤكّد أن شعبنا بجميع مكوناته، مسلمين ومسيحيين؛ مُتوَحِّدٌ على طريق الصمود على أرضه والحفاظ على هُويته، وحماية مقدساته الإسلامية والمسيحية”.

ومنذ 7 أكتوبر الماضي، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة خلّفت حتى ظهر الأحد 20 ألفا و424 قتيلا، و54 ألفا و36 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى