قالت صحيفة واشنطن بوست، في تقرير نشرته اليوم السبت، إن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة “تختلف عن أي حرب أخرى في القرن الحادي والعشرين”، وإنها “إحدى أكثر الحروب تدميرًا في هذا القرن”.
وأضافت الصحيفة “تُظهر الأدلة أن إسرائيل نفذت حربها في غزة بوتيرة ومستوى من الدمار ربما يتجاوز أي صراع حديث، إذ دمرت عددًا أكبر من المباني في وقت أقل كثيرًا مما تم تدميره خلال معركة النظام السوري للسيطرة على حلب في الفترة من 2013 إلى 2016، والحملة العسكرية التي قادتها الولايات المتحدة لهزيمة تنظيم الدولة في الموصل بالعراق، والرقة في سوريا عام 2017”.
%45 من القذائف غير موجَّهة
وخلال أكثر من شهرين من العدوان الإسرائيلي على غزة، أطلقت طائرات الاحتلال أكثر من 29 ألف قذيفة أرض-جو، منها 40 إلى 45% غير موجَّهة، بناء على تقييم حديث صادر من مدير مكتب المخابرات الوطنية الأمريكية. وكان معدل القصف أكثر بمرتين ونصف من معدل القذائف من قِبل التحالف الذي قادته واشنطن ضد تنظيم الدولة في العراق وسوريا، والذي أطلق 5057 قذيفة أرض-جو خلال شهر واحد في ذروة عملياته.
واعتمدت الصحيفة الأمريكية على مجموعة من الأدوات البحثية لكي تصل إلى هذه النتيجة، منها تحليل صور بالأقمار الصناعية وبيانات عن الغارات الإسرائيلية، وتقديرات الأمم المتحدة لحجم الدمار في قطاع غزة، كما أجرت مقابلات مع أكثر من 20 فردًا من موظفي وكالات الإغاثة العاملة في غزة، وخبراء في الذخائر والحرب الجوية.
ووصفت ميريانا إيغير، رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، التي قامت بزيارة قطاع غزة في 4 ديسمبر/كانون الأول، للصحيفة حجم الدمار في القطاع بقولها “لا يوجد مكان آمن في غزة. لم أعبر شارعًا واحدًا إلا ورأيت دمارًا في البنية الأساسية المدنية، بما في ذلك المستشفيات”.
“أعلى معدل للضحايا المدنيين في القرن الـ21”
وقال مايكل لينك، المقرر الخاص للأمم المتحدة لحقوق الإنسان في فلسطين من 2016 إلى 2022، إن “حجم القتلى بين المدنيين الفلسطينيين، في هذه المدة القصيرة، يبدو أنه أعلى معدل للضحايا بين المدنيين في القرن الحادي والعشرين”.
وأوردت الصحيفة حجم الخسائر والإصابات بين المدنيين في غزة كما يلي:
- بلغ عدد الشهداء جراء العدوان الإسرائيلي على غزة 20057.
- عدد المصابين تجاوز 53320.
- من بين الشهداء أكثر من 7700 طفل.
- يمثل الأطفال والنساء نسبة 70% من الشهداء طبقًا لبيانات مكتب الأمم المتحدة لتنسيق المساعدات الإنسانية.
- بلغ عدد النازحين الذين أجبرهم القصف الإسرائيلي على مغادرة بيوتهم 1.9 مليون فرد، ما يعادل 85% من سكان قطاع غزة.
- استهداف المستشفيات
- كما وجدت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي نفذ ضربات جوية واسعة ومكررة بالقرب من المستشفيات التي من المفترض أن تتمتع بحماية خاصة حسب قوانين الحروب.
- وكشفت صور الأقمار الصناعية التي استعرضها مراسلو صحيفة واشنطن بوست عن عشرات الحفر الواضحة بالقرب من 17 مستشفى من أصل 28 في شمال غزة، حيث كان القصف والقتال على أشده خلال الشهرين الأولين من الحرب، بما في ذلك 10 حفر تشير إلى استخدام قنابل تزن 2000 رطل.
- وطبقًا لما قاله للصحيفة الأمريكية مسؤولون في منظمات إنسانية ومنظمات رعاية صحية، يتمتعون بخبرة طويلة في مناطق الصراع الكبرى، فإن الحرب الإسرائيلية في غزة كانت الأكثر تدميرًا التي شهدوها.
- وفي المقابلة التي أجرتها الصحيفة مع توم بوتوكار، كبير الجراحين في اللجنة الدولية للصليب الأحمر، قال إن القذائف المتفجّرة هي المسؤولة عن جميع الجروح التي كان يعالجها هو وزملاؤه في المستشفى الأوروبي بجنوب غزة، وأضاف “العديد من المرضى أصيبوا بجروح تتطلب البتر بسبب نقص الإمدادات والمعدات في المستشفيات المتضررة والمحاصرة في الشمال”.
