كتب الدكتور جواد مختار ل “قلم سياسي ” :
“لا يمكن لشخص ارتكاب هذا الكم من الأخطاء مهما كان جاهلاً”، هكذا علّق أحد السياسيين المستقلين على مواقف رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل على الأقل منذ ثورة “١٧ تشرين” وحتى اليوم مستغرباً إصراره على الأخطاء القاتلة سياسياً حتى وإن اعتبر بأن تلك الخسائر التي مني بها باسيل قد تعيد شدّ عصب التيار ووقف تدهور حالته الشعبية التي نجح الرئيس ميشال عون في تأسيسها في ظروف مختلفة تماماً ولا يمكن لباسيل إعادة إنتاجها في هذا الزمن.
ويتطرق السياسي إلى سياسة التعطيل التي ينتهجها باسيل منذ دخول الرئيس عون إلى قصر بعبدا وأسفرت عن معاناة غير مسبوقة شهدها اللبنانيون في عهد أملوا أنه سيكون عهد الإستقرار لا الإنهيار الإقتصادي ومعه انهيار الثقة بالرئيس العماد وتياره من دون أن ينتبه باسيل إلى ضرورة تغيير النهج المعتمد في سلطته بناء على النتائج، بل عمد وكما كشف بلسانه بأن الحل الذي كان يطمح إليه هو قمع الثورة بالقوة عوض البحث بأسبابها، لا بل ما زال يتابع سياسة التعطيل في آخر معاقله في سلطة الشغور الرئاسي وتصريف الأعمال غير آبه بانعكاس ذلك على اللبنانيين العالقين بين مطرقة الوضع الجنوبي وسندان الشلل المؤسساتي ومن دون أن تسمح له مكابرته رؤية الآثار السلبية عليه وعلى تياره وبالتالي على لبنان وبأن الأزمات أصبحت أشد كثافة من أن تسترها القنابل الدخانية التي يرميها على كل شاردة وواردة ومؤخراً على قيادة الجيش ورئاسة الأركان والنازحين السوريين.
