منوعات

بعد أسابيع من الزلازل..  ثوران بركان في جنوب غرب أيسلندا

يتواصل ثوران بركان في أيسلندا اليوم الثلاثاء، بعد تدفق الحمم منه ليلًا عقب أسابيع من النشاط الزلزالي جنوب غرب العاصمة ريكيافيك.

فقد أعلن مكتب الأرصاد الجوية في أيسلندا أن بركانًا ثار في ساعة متأخرة من مساء أمس الإثنين، وقذف حممًا ونفث دخانًا في منطقة واسعة بعد نشاط زلزالي عنيف على مدى أسابيع مما يهدد بلدة مجاورة له.

وأشار المكتب إلى أن ثوران البركان بدأ على بعد بضع كيلومترات فقط من البلدة، وامتدت الشقوق في الأرض نحو القرية الواقعة على بعد 40 كيلومترًا تقريبًا جنوب غرب العاصمة الأيسلندية.

وأظهرت لقطات انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، ثوران البركان وتصاعد حمم متوهجة من الأرض تحيط بها سحب من الدخان الأحمر.

إجلاء سكان

ويأتي ذلك، بعدما أجلت السلطات الشهر الماضي قرابة 4000 شخص من سكان بلدة جرينتافيك المعروفة بصيد الأسماك تخوفًا من حدوث ثوران بركاني كبير في شبه جزيرة ريكانيس، كما أغلقت منتجع “بلو لاغون” للطاقة الحرارية الأرضية القريب من البلدة والمعروف بمياهه الفيروزية.

فأيسلندا كانت تتوقع منذ أسابيع ثورانًا بركانيًا في شبه الجزيرة الواقعة جنوب غرب العاصمة، بعد نشاط زلزالي شديد، دفع السلطات إلى إجلاء آلاف الأشخاص وإغلاق منتجع بلو لاغون الحراري الأرضي.

ومنذ أكتوبر/ تشرين الأول المنصرم، سُجلت آلاف الزلازل في شبه جزيرة ريكيانيس في مؤشر محتمل لثوران بركاني وشيك.

حالة تأهب 

كما لفت مكتب الأرصاد الجوية إلى أن “النشاط الزلزالي وقياسات أجهزة تحديد المواقع تشير إلى أن الصخور البركانية المنصهرة تتجه نحو الجنوب الغربي وأن الثوران قد يستمر في اتجاه غرينتافيك”.

وأضاف أن طول الصدع في سطح الأرض يبلغ نحو 3.5 كيلومتر ويزداد بسرعة.

وأشار مكتب الأرصاد الجوية إلى أن البركان يقذف نحو 100 إلى 200 متر مكعب من الحمم البركانية في الثانية، وهو ما يزيد عدة مرات عن حالات الثوران السابقة في المنطقة.

وأعلنت الشرطة المحلية رفع مستوى التأهب بسبب ثوران البركان، وحذر الدفاع المدني في أيسلندا المواطنين من الاقتراب من المنطقة، بينما يقوم موظفو الطوارئ بتقييم الوضع.

الرحلات الجوية مستمرة

أما مطار كيفلافيك الدولي القريب في ريكيافيك فظل مفتوحًا، إلا أن بعض التأخيرات سجلت لرحلات الوصول والمغادرة.

ورغم مخاوف من أن يتسبب ثوران البركان بفوضى في حركة السفر، طمأنت شركة “إيسافيا” التي تتولّى تشغيل المطارات الأيسلندية على موقعها الإلكتروني إلى أنّ لا اضطرابات في الرحلات بمطار كيفلافيك في الوقت الحالي.

بدوره، كتب الرئيس غودني ثورلاسيوس يوهانسون على منصة “إكس”: “ننتظر الآن لنرى ما تخبئه قوى الطبيعة”، مؤكدًا أن حماية الأرواح والمنشآت هي الأولوية.

كما حضّ رئيس جهاز الحماية المدنية فيدير رينيسون الأهالي على الابتعاد عن المنطقة، منبّهًا في تصريحات تلفزيونية من أن ثوران البركان “ليس حدثًا سياحيًا”.

النشاط البركاني في أيسلندا

يذكر أن أيسلندا تقع بين الصفيحتين التكتونيتين الأوراسية والأميركية الشمالية، وهما من بين أكبر الصفائح التكتونية على الأرض ما يجعل من البلاد بؤرة زلزالية وبركانية نشطة حيث تتحرك الصفيحتان في اتجاهين متعاكسين.

ففي أيسلندا 33 بركانًا نشطًا وهو أعلى عدد على الإطلاق في أوروبا، وطوال ثمانية قرون ظلّت شبه جزيرة ريكيانيس الواقعة جنوب ريكيافيك بمنأى عن أيّ ثوران بركاني، لكنّ هذا السبات العميق انتهى في مارس/ آذار 2021.

وكرّس ذلك الثوران البركاني الأول استئناف النشاط البركاني في شبه الجزيرة، إذ ما لبث أن حصل ثوران ثان في أغسطس/ آب 2022 وثالث في يوليو/ تموز 2023.

ويقول علماء البراكين إن ذلك قد يكون بداية لحقبة جديدة من النشاط الزلزالي في المنطقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى