مقالات خاصة

ذكرى ٤ آب و الأمل الضائع …

بقلم فادي مالك الخير

كثرت التحليلات و التنبؤات حول ما سيحدث أو ما كان يمكنه أن يحدث في ذكرى انفجار المرفأ في ٤ آب خاصة بعد حالة الانهيار و الفوضى المالية الحاصلة و التي لم تكن موجودة عند حدوث الانفجار من فقدان الدواء و الكهرباء و ليس انتهاء بأزمة المحروقات …

ذهبت بعض التقديرات إلى حد الحديث عن مغادرة بعض السياسيين لمنازلهم خشية الهجوم عليهم تحت حالة الغضب المتوقعة ،
و تحدثت المصادر عن حالة الهلع التي أصابت الدوائر الحزبية و السياسية من هول ما ينتظرها في هذا اليوم الكبير ،
كما تحسبت القوى الامنية جيداً من محاولة دخول بعض المخربين على خط الثورة المحقة ففرضت حالة من التأهب القصوى منعاً من الإنزلاق إلى ما لا يُحْمد عقباه …

ماذا حدث!

قامت المحطات التلفزيونية بتغطية الحدث الجلل ، فكانت الحلقات المتلفزة التي عرضت بعض اللقطات و الحوادث الخاصة التي حصلت مع أهالي الضحايا و المتضررين بسبب الانفجار ، بالإضافة الى بعض المسيرات التي جابت بعض شوارع بيروت … 

ثم انتهى اليوم الطويل …
ما هكذا تُورد الإبل و ما هكذا تولد الثورات …
كانت السلطة في قمة غليانها خوفا من هذا اليوم العظيم …
لا شك أن غياب التخطيط ، و توحيد صفوف الإنتفاضة مع عدم وضوح الرؤيا في وضع سلم أولوياتٍ يكون مؤداها التأسيس لحالةِ ثورةٍ فاعلة كان سببا رئيسيا في مرور هذا اليوم الكبير كسواه من الأيام و اقتصاره على كونه مجرد ذكرى و احتفالية لتأبين الضحايا لا أكثر …
خرجت السلطة أكثر ارتياحاً من لحظة دخولها إلى فناء هذا اليوم العظيم …
حيث بدت القوى السياسية غير قلقة من الانهيار ، معتبرة أنه كلما استفحل الأخير كلما يَسْهُل عليها الإمساك بالناس من أعناقها …

و يبقى السؤال ،
هل من مناسبة أرقى بسموّها من مناسبة البارحة لكي تنطلق شرارةُ ثورةٍ حقيقية لا تُبقِ ولا تذر بل و تكون المدماك الأول لانطلاقة مسيرة التغيير !
هل سلّم الناس أقدارهم لتلك المنظومة الفاسدة لكي تعيث بهم فساداُ فوق فساد !
بل و يبقى السؤال الأهم ،
هل من فرصة حقيقية أخرى بعد هول ذكرى ٤ آب بالإضافة الى حالة الإفلاس و الانهيار المالي الحاصل ، لقيامة أرطغرول الشعب اللبناني المظلوم !
أسئلة برسم الأيام المقبلة و الشعب اللبناني المقهور …
فإما أن يكون الوعي الحقيقي المسؤول ، أو أن الأمل قد ضاع فِعلاً و أصبح الركون إلى منظومة الفساد واقعاً لا مفر منه حيث يكون الهروب منه ضرباً من ضروب المستحيل …!

فادي مالك الخير

فادي مالك الخير ناشط سياسي و اجتماعي مؤسس جمعية الحركة الوطنية المستقلة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى