عربي ودولي

حرب عالمية ثالثة.. “قمر كيم” للتجسس يشعل الجزيرة الكورية

تفاقمت الأزمة بين كوريا الشمالية وجارتها الجنوبية ما ينذر بتصاعد التوترات في شبه الجزيرة الكورية ومنطقة المحيط الهادئ، التي أصبحت على صفيح ساخن، إثر إطلاق بيونغيانغ قمر للتجسس العسكري، بث صورا للبيت الأبيض ومبنى البنتاغون الأميركي وحاملة طائرات نووية وأخرى لطائرات بريطانية فضلا عن مواقع في كوريا الجنوبية ومنشـآت حيوية أخرى.

وذكرت وكالة الأنباء الكورية الشمالية، الثلاثاء، أن الزعيم كيم جونغ أون اطلع على الصور وأحصى عدد حاملات الطائرات في القاعدة الأميركية، وتلقى تقرير عمليات من مركز بيونغيانغ للقيادة العامة بإدارة تكنولوجيا الفضاء الجوي الوطنية حول العملية.

من جهتها، قالت وكالة أنباء كوريا الجنوبية إن القمر الاصطناعي “ماليجيونغ-1” للتجسس، الذي أطلقته الجارة الشمالية، التقط صورا لمحطة نورفولك البحرية الأميركية وحوض سفن نيوبورت ومطار فرجينيا.

تسلسل زمني لأحدث نقاط بالأزمة

  • كوريا الشمالية أطلقت الثلاثاء الماضي، قمر “ماليجيونغ-1” للتجسس بعد محاولتين فاشلتين في مايو وأغسطس الماضيين.
  • بيونغيانغ اعتبرت أن القمر جرى تصميمه لمراقبة التحركات العسكرية للولايات المتحدة وكوريا الجنوبية.
  • دفع الإطلاق كوريا الجنوبية إلى تعليق بند رئيسي في الاتفاقية العسكرية بين الكوريتين لعام 2018 واستئناف المراقبة الجوية بالقرب من الحدود.
  • نشرت كوريا الجنوبية قوات مراقبة واستطلاع عند الحدود منذ إطلاق القمر الكوري الشمالي.
  • ردا على ذلك أرسلت كوريا الشمالية، الإثنين، قوات إلى حدودها الجنوبية لإقامة نقاط حراسة كانت قد أزالتها بموجب هذا الاتفاقية، كما أعادت أسلحة ثقيلة على امتداد خط التماس العسكري الفاصل بين الكوريتين.
  • سيول قالت إن جارتها الشمالية تلقت المساعدة من روسيا في إطلاق القمر الصناعي للتجسس بعد القمة التي جمعت بين الزعيم الكوري الشمالي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سبتمبر الماضي.
  • الولايات المتحدة رفضت حديث كوريا الشمالية بأن تحركاتها من منطلق الدفاع عن النفس.

جلسة ساخنة بمجلس الأمن

وتبادل البلدان الاتهامات أمام مجلس الأمن، إذ اعتبرت كوريا الشمالية أن القمر يندرج في إطار الدفاع المشروع عن النفس، رافضة موجة تنديدات قادتها الولايات المتحدة.

ووفقا لوكالة “فرانس برس”، ردت قوى غربية واليابان وكوريا الجنوبية بأن كوريا الشمالية انتهكت قرارات مجلس الأمن الدولي عبر إطلاق هذا القمر بغرض التجسس.

ورد مندوب كوريا الشمالية كيم سونغ، خلال مشاركة نادرة أمام مجلس الأمن، أن البلدان الأخرى لا تواجه أي قيود على استخدام الأقمار الاصطناعية، مضيفا: “لا توجد دولة في العالم في بيئة أمنية أخطر من كوريا الشمالية.. إن طرفا معاديا هو الولايات المتحدة يهددنا بالسلاح النووي”، مشيرا إلى أن تصنيع وامتلاك أنظمة أسلحة تعادل الأسلحة الأميركية “حقّ مشروع لبلاده”.

في المقابل رفضت مندوبة الولايات المتحدة ليندا توماس-غرينفيلد، حديث المندوب الكوري، مؤكّدة أنّ المناورات العسكرية بين بلادها وكوريا الجنوبية “روتينية” و”دفاعية”.

لماذا يثير “ماليجيونغ-1” التخوفات؟

وفق خبراء فإن وضع قمر التجسس بنجاح في المدار، يٌحسّن قدرة كوريا الشمالية على جمع المعلومات الاستخبارية ولا سيما فوق كوريا الجنوبية وتوفير بيانات حول النزاعات المسلحة، وما يزيد من مخاوف سيول وواشنطن، أن القمر التقط صورا لما يلي:

  • قواعد أميركية في هاواي وكوريا الجنوبية.
  • أهداف رئيسية بينها القاعدة العسكرية الأميركية في بيرل هاربر وقاعدة هيكام الجوية في هونولولو.     
  • صور تفصيلية للبيت الأبيض والبنتاغون.
  • صور لمدينة بوسان الساحلية في كوريا الجنوبية
  • حاملة الطائرات الأميركية “كارل فينوسون” التي تعمل بالدفع النووي.
  • مدينة بيونغتيك الواقعة على بعد حوالي 60 كيلومترا من سيول والتي تستضيف “كامب هامفريز” أكبر قاعدة عسكرية أميركية في الخارج.
  • قاعدة “أوسان “الجوية التي تتضمن قيادة عمليات سلاح الجو الكوري الجنوبي فضلا عن قاعدة جوية أميركية.
  • حافة الهاوية لرفع العقوبات
  • ويقول الخبير العسكري الأميركي بيتر أليكس لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن هذا القمر الاصطناعي الجديد للتجسس العسكري من شأنه إثارة التوتر بشبه الجزيرة الكورية، ويدخل منطقة الهادئ وخصوصا بحر الصين الجنوبي مع تفاقم تلك التوترات في حرب عالمية ثالثة.
  • تسود المنطقة حالة من التوتر ربما هي الأخطر منذ الحرب العالمية الثانية مع شعور كوريا الجنوبية بأن واشنطن ربما غير قادرة على حمايتها.
  • الولايات المتحدة تلعب دورا رئيسيا في شبه الجزيرة الكورية بدعم كوريا الجنوبية ما يثير استفزاز الجارة الشمالية.
  • بيونغيانغ تحاول إظهار قدراتها على اتخاذ ضربات وقائية واستباقية لصد أي هجوم محتمل ضدها خاصة مع توجه واشنطن وسيول لتطوير قدرات الردع الاستراتيجي ضدها.
  • الزعيم الكوري الشمالي يحاول تقديم بلاده كقوة نووية كبرى ويهدف إلى عودة ملفها إلى دائرة الاهتمام العالمي بعدما تراجع نسبيًا لرفع العقوبات التي تخضع لها منذ فترة طويلة.
  • بيونغيانغ تحاول توثيق علاقاتها مع المعسكر الصيني الروسي لتفادي العقوبات الغربية المستمرة ضدها.
  • يحاول كيم من خلال هذا التصعيد تعزيز الولاء الشعبي الداخلي لنظامه الحاكم مع تفاقم الأزمة الاقتصادية ببلاده وهي الأسوأ منذ أكثر من 25 عامًا.
  • كوريا الشمالية تتبع تكتيـكات سياسة “حافة الهاوية” للضغط على واشنطن للعودة إلى المحادثات والتفاوض وفق أنها أصبحت قوة نووية.
المصدر
سكاي نيوز عربية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى