أكّد النائب طوني فرنجية أنّ “موقفنا واحدٌ وواضح ومتمثل بالدفاع عن أرض لبنان وحمايتها، وبحال توّسعت الحرب سنكون يداً واحدة، فنؤكد أننا شعب يملك قيما وطنية وتربى على محبة الوطن والشراكة مع الآخر فيه”.
وقال: “لا أحد في لبنان يرغب في توّسع دائرة الحرب، لاسيما في ظل الظروف الاقتصادية والسياسية والاجتماعية الراهنة، وفي هذا الاطار نلمس حرصا عند مختلف الافرقاء لناحية عدم توسع رقعة النزاع، ونأمل أن تستمر الهدنة التي تشهدها غزة والجنوب اللبناني ونثق بأنّ دماء الابرياء والنساء والأطفال ودموع أهالي الشهداء سيؤدون إلى انتصار غزة والانسانية والانسان”.
كلام فرنجية جاء عبر “تطبيق زوم”، خلال العشاء السنويّ الذي نظمته منسقية “المردة في أستراليا، والذي حضره، راعي أبرشية أستراليا المارونية المطران انطوان شربل طربيه، النائبة الأسترالية جوليا فين، المونسنيور مارسيلينو يوسف، الشيخ صبحي السلوم، رئيس الرابطة المارونية جوزيف المكاري، الرئيس العالمي السابق للجامعة اللبنانية الثقافية الشيخ ميشال الدويهي، وممثلون عن الحزب السوري القومي الاجتماعي، حزب الوطنيين الأحرار، جمعية بطل لبنان يوسف بك كرم، نادي شباب لبنان، تيار المردة ملبورن، مؤسسة الوزير اسطفان الدويهي ورابطة آل كرم.
وتوجّه الى الحضور، مذكراً بمقولة الرئيس الراحل سليمان فرنجية، الذي عندما قيل له إن الأمبراطورية الانكليزية لا تغيب عنها الشمس، أجاب حينها أنّ لبنان أيضاً لا تغيب عنه الشمس لأن شعبه منتشر في كل أنحاء العالم”.
وقال: “أنتم ثروة لبنان الحقيقية، فصحيح أن النفط هو قوة اقتصادية وثروة أساسية هامة يعوّل عليها، شرط إدارتها بشكل صحيح، إلّا أنّنا نثق أنكم أنتم الثروة الفعلية لهذا البلد. وثروتنا الحقيقية، هي الطاقات البشرية اللبنانية في الداخل والخارج، وهذه الثروة هي عصب لبنان الذي سيمكنه من النهوض من الازمة الحالية”.
ورأى فرنجية أنّ “هذه الثروة البشرية لا بد من الحفاظ عليها وتشجيعها بدلا من سرقة أموالها في المصارف، وهنا المطلوب هو مقاربة جدية متعلقة بالواقع الاقتصادي العام وبأموال المودعين في المصارف اللبنانية. وفي هذا السياق، لا بد من إعلان الحقيقة للمودعين وكلّ اللبنانيين حول مصير أموالهم بغض النظر عن طبيعتها، ومن يتخلف عن قول الحقيقة وهو يدركها ليس جديرا في أن يكون في موقع المسؤولية. فإعلان الحقيقة ومصارحة اللبنانيين بالتزامن مع وجود قضاء مستقل ومنصف، يعيدان عامل الثقة، فيعود المغترب الى لبنان ويجدّد استثماراته فيه”.
وأضاف: “هنا لا بد من الاشارة الى أن الموازنة العامة للعام 2024، تبدو وكأنها تتضمن استهدافا للمغتربين الذين يخلقون حركة اقتصادية خلال مواسم الاصطياف والسياحة في لبنان، ونحن وبعيداً عن مفهوم الشعبوية، لن نرضى بهذا الواقع ولن ندعه يمر”.
وعن الجانب السياسي الداخلي، جدّد فرنجية الدعوة الى “التقاطع على المصلحة الوطنية بدلا من التقاطع على المشاريع الظرفية”، مشيرا إلى أنّ “ثلاثة أمور أساسية لا بدّ من معالجتها حتى نضع لبنان على السكة الصحيحة: المضي بالاصلاحات الاقتصادية التي يطلبها المجتمع الدولي والتي هي في الأساس حاجة لبنانية داخلية، العمل على معالجة ملف النزوح السوري الذي حذّرنا منه منذ بدايته، وهنا نذكّر بأن الولادات الأجنبية في لبنان تخطت بأشواط الولادات اللبنانية، كما انه لا بد من الاشارة إلى الدعم الذي تقدمه بعض جمعيات المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية، والذي نطرح حوله علامات الاستفهام لاسيما لجهة ظهوره كنوع من الحوافز التي تهدف إلى ابقاء النازحين في لبنان، وإعادة ترميم العلاقات اللبنانية مع مختلف دول العالم، لاسيما الدول العربية بهدف وضع لبنان على خارطة الحداثة والتطوّر في المنطقة والعالم”.
وقال: “لدينا مرشح واضح لرئاسة الجمهورية ولدينا نظرة واضحة حول شكل الحكومة المقبلة، لذلك نجدد التأكيد على اهمية الحوار، إيماناً منا أنه السبيل الوحيد للحفاظ على الصيغة اللبنانية والاستقلال والسيادة في لبنان”.
وختم معتبراً ان “الشغور او الفراع في قيادة الجيش غير محبّذ، وحالة الانتظار التي نعيشها ستستمر بحال استمر البعض في المراهنة على عامل الوقت والخارج في الوقت نفسه”.