سيطر هدوء حذر على طول المنطقة الحدوديّة في جنوب لبنان، في اليوم الثاني من الهدنة بين “حماس” وإسرائيل، خرَقَه انفجار صاروخ اعتراضيّ في أجواء بلدتي ميس الجبل وبليدا (قضاء مرجعيون) عند الساعة الثانية والنصف بعد منتصف الليل، وإطلاق نار إسرائيلي صباحاً باتجاه مركبة “رابيد” قرب الوزاني تابعة لمدنيّين يعملون بقطف الزيتون.
كذلك، أعلنت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) تعرّض دورية تابعة لها لنيران قوات الجيش الإسرائيلي في محيط عيترون، جنوب لبنان، نحو الساعة الثانية عشرة من ظهر اليوم، وإذ دانت الهجوم، وصفته بـ”المثير للقلق العميق” وذكّرت بأنّ “أيّ تصعيد إضافي قد يكون له عواقب مدمّرة”.
وأكّدت “اليونيفيل” في بيان أنّ “أيّاً من حفظة السلام لم يصب في الهجوم، ولكن سيارتهم تضرّرت”، مشيرة إلى أنّ “الحادث وقع خلال فترة من الهدوء النسبي على طول الخط الأزرق”، ومذكّرة بأنّ “رئيس البعثة وقائدها العام الجنرال أرولدو لازارو حضّ، بالأمس فقط، أولئك الذين يتبادلون إطلاق النار على طول الخط الأزرق على وقف دائرة العنف”.
وبعد ظهر اليوم، أعلنت قناة “NBN” أنّ قوات الجيش الإسرائيلي أطلقت النار في الهواء ترهيباً لفريق عملها عند الحدود الجنوبية، على طريق الخيام مقابل مستوطنة المطلة.
من جهته، أفاد مراسل “النهار” بأنّ عدداً من أهالي القرى الحدوديّة أقدموا على العودة إلى قراهم وبلداتهم ومنازلهم، بعدما نزحوا منها بسبب الأوضاع الأمنيّة غير المستقرة. وقد عمد المواطنون العائدون إلى تفقّد أرزاقهم وإحصاء الأضرار التي طالتها، فيما نبّه الجيش اللبنانيّ إلى ضرورة أخذ أقصى تدابير الحيطة والحذر من مخلّفات القصف الإسرائيليّ، لا سيما الذخائر الفوسوفورية والذخائر غير المنفجرة.
ميدانياً، رجّحت معلومات من الجانب الإسرائيليّ عودة بعض العمليات الأمنية المرتبطة بجبهة جنوب لبنان. وأشار الجيش الإسرائيلي إلى أنّه “أسقط صاروخ أرض – جو، أطلق من لبنان باتجاه طائرة مسيرة إسرائيلية”، قائلاً: “طائراتنا المقاتلة قصفت بنى تحتية لـحزب الله ردّاً على عملية الإطلاق”.
وأعلن الجيش الإسرائيلي عصر اليوم إطلاق صافرات الإنذار في المستوطنات الشمالية و”اعتراض جسم جويّ مشبوه تسلّل من لبنان إلى الجليل الغربي”.
