سياسةمحلي

كنعان : الإستقلال أفعال لا أقوال !

أكد النائب ابراهيم كنعان أن “ما من جسم يعيش بلا رأس وتمدد الفراغ امر خطير وانتحار جماعي، وأولوية الأولويات هي انتخاب رئيس، فلا المحاصصة تحمينا ولا المناصب اذا كان رأس الدولة غير موجود”.

كلام كنعان جاء خلال رعايته احتفال ذكرى الاستقلال، الذي أقيم في جورة البلوط المتنية، بدعوة من مختار البلدة المحامي عصام بو جودة، بحضور رؤساء بلديات ومخاتير ومنسق هيئة قضاء المتن في “التيار الوطني الحر” ايلي خوري وعضو المكتب السياسي في حزب الكتائب غسان بو جودة، وفاعليات اقتصادية واجتماعية.

وبعد صلاة للمونسنيور شادي بو حبيب لراحة انفس الشهداء، رفع النائب كنعان ومختار البلدة وكاهن الرعية العلم اللبناني ووضعوا اكليلا” على نصب شهداء الجيش اللبناني.

كنعان

والقى النائب كنعان كلمة قال فيها: “دأبنا أن نلتقي كل سنة في مثل هذا اليوم بمناسبة عيد الاستقلال ولم نتخلف هذه السنة أيضا” ، بالرغم من كل الظروف الصعبة المحيطة بنا، وإن بقينا وحدنا، والشكر كل الشكر لمختار جورة البلوط العزيز عصام بوجودة لهذه الدعوة الكريمة ولكل الأحباء الذين شاركونا في هذا اللقاء الجامع من القرى والبلدات المتنية. لكن العيد يجب ألا يكون تعدادا لعناوين وشعارات بلا ترجمة او أقوال بلا أفعال. فالاستقلال يبدأ على المستوى الوطني بالمؤسسات الدستورية والوطنية، ويستكمل على المستوى المحلي والأهلي من خلال الساطات المحلية والادارية. فهو وطنيا” سيادة الدولة غير المنقوصة على كامل الارض والمؤسسات بقواها الذاتية بلا وصاية من أحد”.

اضاف: “وهو الحرية التي تتيح لكل مواطن عيشها والتعبير عن رأيه الحرّ دون ترهيب أو ترغيب. وهو أيضا” المؤسسة العسكرية بقوتها وحضورها الضامن للاستقرار على الحدود وفي الداخل، والتي لها نكهة خاصة في قلوب الجميع، والمطلوب حماية دورها وتماسكها بإبعادها عن اي تجاذبات سياسية”.

وتابع كنعان: ” أن هذه المعاني الوطنية، كيف تتم ترجمتها عمليا”، بشلل المؤسسات من خلال تغييب رأس الدولة وتمدد الفراغ على كافة المؤسسات من حكومية ونيابية ومالية وعسكرية، ما يشكل وضعا” خطيرا” وانتحارا” جماعيا”. لذلك ، فأولوية الأولويات تكمن في انتخاب رئيس للجمهورية امس قبل اليوم”.

واعتبر أن “تغييب رأس الدولة وشلل المؤسسات من جراء الفراغ الرئاسي، بخاصة في هذه المرحلة التي يعاد خلالها رسم خريطة المنطقة بكاملها، هو تغييب للبنان عن طاولة القرار الاقليمي والدولي، لاسيما وان طبول الحرب تقرع على حدودنا ومسار التسويات جار ونحن مستغيبون”.

اضاف: “فبالرغم من تعديل صلاحيات الرئيس في الطائف أتت أزمات الحكم المتتالية لتبين انه ما من دولة بلا رئيس، ولا مؤسسات تعمل بلا رئيس، وحكومة تصريف الاعمال غير قادرة على “التقليع” ولا حكومة شرعية من دون رئيس ولا تشريع في مجلس النواب ولا تعيينات تنجز بغياب الرئيس. فهل هذا مطلوب لضرب ما تبقى من مقومات للوطن تمهيدا” لألغائه ونحرحقوقه وتوزيعها جوائز ترضية؟ “.

وشدد كنعان على ضرورة “استكمال العمل بالقضايا المصيرية بلا استهتار أو تعال. فالمطلوب مواصلة العمل عند طرح المشاريع المصيرية حتى لا تؤكل الدولة وحقوق الناس وأن لا نستسلم للشلل كي لا نكون مشاركين في الجريمة”. وقال: “إن لجنة المال تقوم اليوم بمواجهة كبيرة على أكثر من صعيد، لاسيما من خلال مناقشتها لمشروع موازنة ٢٠٢٤ التي أحيلت من الحكومة بلا رؤية أو هدف اقتصادي، وهي كناية عن مجموعة ضرائب ورسوم بهدف تجميع ايرادات في سلة “مفخوتة” وتشليح الناس لسدّ عجز السلطة دون أية خدمات تذكر لا بل على العكس. وعلى سبيل المثال، فمن المهازل استمرار العمل بالطابع المالي غير الموجود والمفقود الا بالسوق السوداء”.

وشدد على أن “موضوع الودائع لا يحل بالوعود الكاذبة منذ 4 سنوات الى اليوم وبصناديق استرداد ودائع “سمك بالبحر”. اعطونا مليما واحدا في هذا الصندوق لنسير به. ولكن ان يكون التمويل وهمياً لشطب ٦٠ ملياردولار من جنى عمر الناس ومن دون محاسبة ولا تدقيق في موجودات المصارف والدولة، فعندها هذا الأمر لن يمر”.

وتطرق كنعان الى الشؤون المتنية وقال: “أما الاستقلال على المستوى المحلي فيتجسد بالممارسة على مستوى الادارة المحلية والبلديات وفي العلاقة مع السلطة المركزية التي لا يجب ان تكون التزاما” من طرف واحد، فالمتن هو دائما الأكثر التزاما” بمنطق الدولة والتزاماتها على كافة المستويات، ولكنه أيضا” رأس الحربة وأهله في الوقوف بوحه الظلم والانتفاض لمواجهته، وفي هذا الاطار، إن إقفال وتعطيل الدوائر العقارية ممنوع، ومعاملات الناس متوقفة منذ سنة وتشكل مصدرا كبيرا من الايرادات للخزينة التي تشكو من القلة، فأكثر من 50 الف معاملة مجمدة ، ناهيك عن خطر التزوير الذي يحصل في غياب الافادات الرسمية”.

وتابع كنعان: “لقد رفعت الصوت وتحركت على أكثر من مستوى، وانا بأجواء ان الموضوع بات شبه منته وسوف يتم فتح الدوائر خلال فترة وجيزة لا تتعدى الأيام، والا فأنتم مدعوون لموقف حازم لمنع هذا المسلسل”.

وأكد أن “ابتزاز المواطنين في النافعة بعملية استجداء الخدمة مرفوض ونحن رب من انتفض ونزل الى الشارع واذا استمرت هذه السياسة في جبل لبنان والمتن فلن نريحكم. ويا عيب الشوم ان نسعد بتأمين اشتراك مولد كهربائي لدائرة بينما الاعتمادات توزع يمنا” ويسارا”. فاذا استمر الوضع على ما هو عليه سنرفض كل القرارات المركزية والجميع مدعو لتحمل المسؤولية والمشاركة من نواب وفعاليات ويلديات واحزاب وليتوقف النعي والبكاء”.

واعتبر كنعان ان “على الصعيد الصحي، المطلوب اعطاء الامكانيات لمستشفى ضهر الباشق، ونحن وراء الدولة ليستمر المستشفى بعدما بادرنا سابقاً مع القطاع الخاص لتحسين وضع المستشفى خلال كورونا وبعده. كما أنه لا يجوز ان يتحول الدواء مادة للتسول. ووزارة الصحة مطالبة بالالتفات الى هذا الامر. فلا تسوية على ضرورة تأمين الدواء للمواطن”.

واعتبر ان “موقفنا يجب ان يكون واحدا، ولتتوقف لعبة التفريق على قاعدة فرق تسد. فعندما اجتمعنا انجزنا، واليوم المطلوب رمي الحقد الغبي وان نجتمع على الحق والحقوق، لأن الربح هو ربح لنا جميعا، والخسارة لنا جميعاً. لذلك المطلوب سياسة بناءة تأخذ في الاعتبار مصلحة المجتمع، لأن الحريق حولنا وسيأكلنا، ويجب ان نكون على قدر المسؤولية ونلتقي على الوقوف بوجه كل من يحاول فرض رأي او نهج علينا”.

وختم كنعان: ” إن المسيحيين مطالبون بالانتفاض ليقودوا انتخاب رئيس مع سائر اللبنانيين واعادة تكوين المؤسسات، والقول إن شراكتنا موجودة، وما حدن فيه يتجاوزنا، والقول لا عندما يجب والعمل على تحقيق النعم على ما تختاره لأن السلبية وحدها بلا انجاز لا تحقق”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى