مجرد أرقام قياسية…

كتب مصطفى عبيد لقلم سياسي،
هي محرقة جماعية، وجريمة إنسانية من الدرجة الأولى تلك التي ترتكب بحق أهل غزة، وأطفالها، هي حرب إبادة على مرأى ومسمع قادة دول العالم، والمنظمات دون أن يهب أحد منهم لنصرة شعب مظلوم وتدمير المعتدي، والتصدي له.
الردود اقتصرت على الاستنكار، والشجب وفي أفضل الأحوال بطرد سفير، أو استدعاء سفير، بالإضافة إلى الكم الهائل من الاستنكارات، والتنديدات، التي لو وجهت مكانها صواريخ تضاهي عددها لأبادت العدو الإسرائيلي عن وجه الأرض.
وها هو موسم الرياض ينطلق ليحقق أرقاماً قياسية، وأرباح خيالية يوما بعد يوم، حيث يستضيف العديد من الفعاليات، والحفلات.. وبينما لم تعد تتسع المدرجات للجماهير الراقصة، ها هي أرض غزة لم تتعد تتسع لأجساد الشهداء، ولسخرية القدر فالأرقام القياسية هنا في غزة، وهناك في الرياض، لأجساد الناس الخالية من الروح تنتظر دورها في الدفن، ولتلك الأجساد الخالية من الضمير.
وبين غزة، والرياض، تبرز في باقي بقاع الأرض العربية أرقام قياسية لأعداد مهولة من الناس المتظاهرين الذين شبههم الرسول صلى الله عليه وسلم بأنهم كغثاء السيل لا تأثير لهم، ولا أحد يهتم بأفعالهم التي لن تتعدى حدود الهتاف على إيقاع الأناشيد.
وفي لبنان نوعٌ آخر من غثاء السيل الذي ينتظر كلمة جديدة لمن يدعونه سيد، وهو عنوان للخيانة، والخذلان.
وختاماً ايها السادة والساسة لقد صمّ صراخ الرضّع اذاننا، وقضّت الام الجرحى والمنكوبين في غزة مضاجعنا، ولم يعد في العين غفوة فأقل ما يمكننا ان نفعله دعاء في ظهر غيب بالرحمة لهم وباللعنة عليكم لسكوتكم عن مجازر لا تتعدى عن كونها مجرد أرقام قياسية بالنسبة لكم.