محليمقالات

بين احتلال صهيوني واحتلال إيراني الإعلام في لبنان ينهار.. سحرة فرعون يشوهون الحقيقة

كتب مصطفى عبيد لقلم سياسي،

منذ انطلاقة شرارة الثورة في لبنان تحول دور الإعلام المحلي من معالجة الأزمات والمشاكل إلى تأجيجها بغية تحقيق مشاهدات أو أن يصبح عنوان معين “تريند”، ومع الانهيار المستمر للبنان من الناحية السياسية والاقتصادية والاجتماعية، أصبحت أغلب وسائل الإعلام تتعامل مع هذه القضايا والانهيارات على مبدأ الموضة السارية المفعول، فكل حدث جديد يلغي الذي قبله، والألم مستمر، والفساد مستمر، ولا شيء يتم حلحلته، وكل ملف يعاد فتحه إبان ذكرى، أو ضمن لقاء معين ما هو إلّا لجذب مشاهدات جديدة.
فمن الثورة التي تمت تغطيتها لأسباب سياسية، إلى انهيار المصارف، فانفجار المرفأ، وفضائح، الاقتصاد، والطاقة، والمحروقات، والطحين، والدولار، والدواء، والفقر المستشري بقوة في المناطق اللبنانية بدءاً من مدينة طرابلس، وصولاً لعكار، وزغرتا، والكورة، وصيدا، والضنية، وغيرها من المناطق، فجميع هذه الملفات أصبح الإعلام يمر عليها مرور الكرام إمّا لتأجيج الخلاف، أو لخدمة زعيم على حساب آخر.
وفي ظل كل الانهيارات الداخلية، والاستحقاقات المصيرية، نجد الإعلام قد أغفل بصره عنها خدمةً لمنابر، وأحزاب سياسية، بين من يؤيد الحرب مع العدو الإسرائيلي، ومن يرفضها، وأصبحت الصفحات، والشاشات منابر للعويل والصراخ وتمثيل دور الخوف على وطن لم يبقى منه شيء، فبات لبنان بين احتلال صهيوني، واحتلال إيراني، ولا أحد يهتم باحتلال السياسيين الفاسدين للمواطن والوطن.
ولا يخفى على أحد أن أغلب المنصات، والمحطات، والإذاعات، والصحف اللبنانية هي ملك لحزب سياسي معين، أو مؤيدة له، وبالتالي أصبحت كل هذه الوسائل الإعلامية منابر لتراشق التهم لا للوصول إلى الحلول، ولا لمحاسبة الفاسدين، ومعاقبة المخلين بالأمن الصحي، والاقتصادي، والاجتماعي، والسياسي.
فبتنا نرى أغلب هذه الوسائل الإعلامية تفتح هذه الملفات لتلصق التهم بمنافسي زعيم سياسي معين، حتى ضاع المشاهد بين هذه الوسائل في تحديد الظالم والمظلوم، فقد أبدعت في التمثيل، والإخراج الذي أعمى عيون المواطن عن الحقيقة، وقد صدق من وصف الإعلام المحلي يوماً بأنّه هو عبارة عن سحرة موسى الذين جعلوا الناس يصدقون الأوهام، ويغفلون عن الحق.
وبالتالي نجد أنَّ أغلب الناس قد فقدوا الثقة بالإعلام، والإعلاميين، ويعتبرون مهنة الإعلام والصحافة هي مرادفاً لكثرة الكلام بلا نفع ولا فائدة، خصوصاً في ظل الثورة الرقمية التي جعلت من كل الناس إعلاميين، ومراسلين، ومحللين، فاختلط كل شيء، وضاعت مبادئ المهنة، وكونها سلطة رابعة، وأصبح هم الجميع السبق الصحفي وحسب.
فمتى سيعود الإعلام إلى مصداقيته؟ ومن هو القادر على تنقية المجال الإعلامي من جميع الشوائب ذات المرجعية السياسية التي تغطيه مادياً، وتحميه، كي تستطيع نشر أكاذيبها، وألاعيبها، وتعمية المواطن عن الحقيقة؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى