مطار بيروت هدفٌ مُتجدّد
عينُ إسرائيل على لبنان. واقعٌ لا يخجل العدو من التّعبير عنه مراراً وتكراراً وخصوصاً في الأيّام الأخيرة مع اشتداد وتيرة القصف في الجنوب.
توعَّدت إسرائيل لبنان بإعادته الى “العصر الحجري”، وفي جعبتها لائحة لسلسلة أهداف تتمنّى أن تقصفها لتنفّذ غايتها المنشودة قد يكون أبرزها مطار رفيق الحريري الدّولي، وهو المطار الوحيد في الجمهوريّة اللبنانيّة، والذي إن تعطّل، قد يعزل شعباً بأكمله عن العالم أجمع ويعطّل حركة النقل والتجارة، وهو ما تعرفه جيّداً إسرائيل ولذلك تعتبره هدفاً ذهبياً في بنك أهدافها.
في تاريخ لبنان محطّات عدّة تعرّض فيها المطار لاستهدافٍ إسرائيليّ. مساء الـ28 من كانون الأول 1968، قصف الجيش الاسرائيلي مطار بيروت ودمّر 13 طائرة مدنيّة وطائرة شحن تابعة جميعها لشركة طيران الشرق الأوسط. أما في العام 1976 فقد قصفت إسرائيل المطار أيضاً وضربت حركة الملاحة فيه، وتكرّر القصف في العام 1982 خلال الاجتياح الاسرائيلي. آخرُ استهدافٍ للمطار حصل في حرب تمّوز في الـ 2006 حين قصفت إسرائيل مدارج المطار وخزّانات الوقود فيه.
يهوى العدو الاسرائيلي قصف المطارات، وهو لا يتردّد في قصف المطارات السوريّة وآخر استهداف له كان لمطاري دمشق وحلب ما أخرجهما من الخدمة، أمّا التّهديدات بقصف مطار بيروت فهي دائمة ولأسبابٍ مُختلفة، كان آخرها في كانون الأول الماضي حين هدّدت تل أبيب الحكومة اللبنانيّة بقصف مطار بيروت إذا استُخدم لتهريب أسلحة إيرانيّة.
يجذبُ مطار بيروت العدو تماماً كأهل البيت. غارات إسرائيليّة ورصاصٌ لبنانيّ طائش. أحدث المواعيد مع الرّصاص الطائش كانت في تشرين الثاني من العام الماضي حين اخترقت رصاصة طائرة تابعة لطيران الشّرق الأوسط على متنها النائبة بولا يعقوبيان وعدد من الركاب. حادثةٌ أخرى مشابهة حين أصيبت طائرتان لـ”الميدل إيست” برصاص طائش خلال الاحتفال ببدء العام الجديد منذ أقلّ من سنة، وفي حزيران الماضي تعرّضت سيارة قاضٍ لرصاصة طائشة عند مدخل مطار بيروت.
يعيشُ مطار بيروت اليوم حالة من عدم الاستقرار. طائراتٌ هُرِّبت الى الخارج، رحلاتٌ ألغيت رغم الطلب الكبير على السّفر من لبنان، ومُسافرون يتسابقون على حجز تذاكر One Way Ticket!
الخوف يتعاظم من اشتعال فتيل الحرب، والخوف الأكبر هو من ضرب المرافق العامة وتحديداً المطار. ضربةٌ قد تكون الأقسى وقد تُعيد لبنان مئات السنين الى الوراء، ربما الى ما قبل العصر الحجري.