سياسةمحلي

المفتي إمام: الحل الجذري يكون على مستوى الدول والجيوش والقرارات المصيرية الكبرى

نظمت دار الفتوى في طرابلس لقاء تضامنيا مع أهالي غزة وفلسطين في مسجد “الوفاء” في المدينة، شارك فيه ممثل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عبد الرزاق قرحاني، النائب فيصل كرامي، الوزير السابق سمير الجسر، راعي ابرشية طرابلس للروم الملكيين الكاثوليك المطران ادوار ضاهر، ممثل عن راعي ابرشية طرابلس المارونية المطران يوسف سويف، ممثل عن راعي ابرشية طرابلس للروم الارثوذكس المطران افرام كرياكوس، نقيبة المحامين في الشمال ماري تيريز القوال، رئيس بلدية طرابلس احمد قمر الدين على رأس وفد من اعضاء المجلس البلدي.

كما حضر ناصر عدرة ممثلا “تيار المستقبل”، المسؤول السياسي لحركة “حماس” في الشمال ابو بكر الأسدي على رأس وفد من الحركة، رئيس حزب “الشباب والتغيير” الدكتور سالم فتحي يكن، احمد البقار ممثلا “الجماعة الإسلامية”، الدكتور احمد القصص عن حزب “التحرير”، رئيس دائرة اوقاف طرابلس الشيخ بسام البستاني، وفد من القضاة الشرعيين واعضاء المجلس الشرعي الاسلامي الأعلى في الشمال واعضاء المجلس الإداري في اوقاف طرابلس، شخصيات رسمية وسياسية وعلمائية واجتماعية وشعبية وممثلون عن الفصائل الفلسطينية في الشمال.

إمام

استهل اللقاء بتلاوة آيات من القرآن الكريم لشيخ قراء طرابلس بلال بارودي، فكلمة تعريفية للشيخ معين ادريس، ثم قال مفتي طرابلس والشمال الشيخ محمد إمام: “أبدأ كلمتي بتساؤل: ماذا لوكان قدرنا أننا فلسطينيون تحت الاحتلال؟ ماذا نفعل؟ أمامنا خياران: إما أن نبقى صامتين ساكتين نتعايش مع الذل والقهر بانتظار الفرج الذي لن يأتي، ولن يعطينا إياه أحد، وإما أن ننتفض ونقول إن أثمن شيء لدينا هي كرامتنا، هي حقنا المغتصب، هي أرضنا، هي بلدنا، هي مقدساتنا التي دنست، هي بيتنا الذي سرقوه، هي حياتنا وحياة آبائنا وأمهاتنا وأولادنا وأحفادنا، هي بداهة الحق بعيشنا الإنساني الكريم، هي رفضنا للعيش بلا حقوق ولا حرية. الإجابة لدي ولديكم واضحة”.

اضاف: “ماذا لو كنا من أهل غزة؟ ماذا نفعل؟ يطوقنا العدو من كل جانب، بيده أكلنا وشربنا وكهرباؤنا ووقودنا ومياهنا وزراعتنا وصناعتنا وتجارتنا -إن وجدت- وحتى بناء بيوتنا، كل مقومات عيشنا يتحكم فيها عدو عنصري لا يعرف الرحمة ولم يسمع بالإنسانية، ولا يرانا إلا كائنات عبئا على الحياة لا تستحق العيش، لا يعترف بوجودنا أصلا، حجته زيف التاريخ، وعقيدته من تهويل الأباطيل، ينسب إلى الله والدين والقيم ما الله والدين والقيم منه براء”.

وتابع: “لا يحترم اتفاقا ولا يلتزم بتعهد ولا تربطه مواثيق، عدو متغول حقود، لا يراعي حرمة ولا يرقب ذمة، تاريخه مجازر سوداء وحشية، وحاضره عنصرية ودجل ونفاق وافتراء وظلم وقهر وبطش بلا حد ولا رادع، أما مستقبله فبلا ذرة شك هو وعد ربنا اليقيني: {وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علوا كبيرا، فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا، ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا، إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها فإذا جاء وعد الآخرة ليسوءوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا، عسى ربكم أن يرحمكم وإن عدتم عدنا وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا} {وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا}”.

وقال: “هذه قصة هذا العدو وهذه نهايته حتما بلا ريب. والإجابة هنا أيضا واضحة. ماذا لو كنا الآن من أهل غزة تنهال الحمم على رؤوسنا في أي لحظة؟ ماذا ننتظر من العالم حولنا؟ وكيف ننظر إلى هذا العالم؟ الإجابة هنا برسمنا جميعا. ماذا نستطيع أن نفعل؟ لا شك أن الحل الجذري ليس بيدنا هنا، فهو على مستوى الدول والجيوش والقرارات المصيرية الكبرى”.

اضاف: “لا شك أن العالم اليوم يعيش ليس فقط الكيل بمكيالين، ولكنه يعيش اختلال الموازين في الأساس والمفاهيم، بحيث يغدو الظالم مظلوما وضحية ويصبح المظلوم معتديا وإرهابيا، العالم لا يعيش مناخ العدل والحق ما دام ما يسمى حق النقض الفيتو موجودا”.

وتابع: “ماذا نستطيع أن نفعل، نستطيع أن نفعل الكثير إن شاء الله، بداية من الدعم المعنوي وهذا أضعف الإيمان، من خلال التجمع والمسيرات والخطابات وما شابه، ثم الوعي الجماعي على القضية والاستعداد لتنظيم صفوفنا هنا لهدفين: الأول تنظيم حملة دعم وتبرعات نقدية وعينية لأهل غزة، حملة منظمة وشفافة وصادقة. والهدف الثاني: إيجاد خلية أزمة لواقعنا اللبناني والمناطقي استباقا في حال تدهورت الأمور إلى الأسوأ لا سمح الله”.

وقال: “هناك أيضا مما نستطيعه ويجب العمل عليه بكل قوة إيجاد وسائل الضغط والتأثير على مستوى قرارات دولنا العربية والإسلامية لاتخاذ المواقف المؤثرة في مجريات الأحداث، والتي تؤدي إلى تخفيف المعاناة عن أهل غزة وواقع الأحداث فيها”.

اضاف: “لو سألنا أهل غزة لقالوا العاجل وقف إطلاق النار أولا، وفتح الممرات الإغاثية والإنسانية، ثم تأتي الحلول الأخرى بعد، كرفع الحصار وما شابه، لكن ذلك يتطلب وحدة الموقف العربي والإسلامي والعالم الحر. فكل شيء يهون مقابل ما يقدمه أهل غزة من أرواح، كل شيء لا قيمة له بعد ولا يساوي، كل ما يمكن تقديمه من شعوبنا ودولنا لا يساوي تضحياتهم ومعاناتهم”.

وختم: “أما القضية الأساس واجتثاث الشجرة الخبيثة من فوق الأرض ما لها من قرار، فتلك لها استعداداتها ورجالها وأهلوها، والذين نسأل الله تعالى أن نكون منهم”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى