محلي

“الزلزال” العسكري والسياسي والأمني في غزة… هل يغير مسار الصراع العربي – الاسرائيلي؟

أشار الكاتب والمحلل السياسي أيمن الرفاتي الى ان “الزلزال” العسكري والسياسي والأمني الذي يحدث في قطاع غزة هو بمثابة تغيير لوجه ومسار الصراع العربي الاسرائيلي بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال. هذه المعركة التي تخوضها المقاومة الفلسطينية ذات طابع استراتيجي وليس تكتيكيا، وتريد حماس في هذه المعركة أن تُحدث تغييرًا استراتيجيًا للواقع الذي يستمر منذ 17 عامًا، واقع حصرها داخل قطاع غزة، في القضايا المعيشية، وبأنها ليست جزءا من التمثيل الشرعي للفلسطينيين وأنها ليست ضمن سياسة التحرير وليست صاحبة القرار في القضية الفلسطينية”.

أضاف في مداخلة من قطاع غزة خلال برنامج “وهلق شو” مع الاعلامي جورج صليبي، بحضور الصحافيين جان عزيز وحسين أيوب: “هذه العملية الاستراتيجية التي تنقلها حماس تتزامن مع مخاطر إستراتيجية تتعرض لها القضية الفلسطينية. أولى المخاطر هي ضياع القضية الفلسطينية والسند الكبير لها من خلال عمليات التطبيع بين الدول العربية وإسرائيل والحالة التي تهدف إلى تلميع القضية الفلسطينية وتحويلها من قضية أمّة وشعب وناس أصحاب حق، إلى قضية ناس يريدون إحتياجات إقتصادية وهذا خطر كبير شعرت به حماس والفصائل الفلسطينية”.

تابع: “هناك أيضا مخاطر تتعلق بالحكومة الاسرائيلية اليمينية الموجودة حاليًا وفيها الكثير من المتطرفين، هدفها واضح بحسم الصراع مع الفلسطينيين، وهذا الحسم سيذهب إلى تنفيذ قضايا ايديولوجية وميدانية مثل تغيير الواقع في المسجد الأقصى وهدم المسجد وبناء الهيكل مكانه وضم الضفة. ما يعني أن لا كيان فلسطينيا ولا مستقبل سياسيا للفلسطينيين، وهم مجرد رعايا تحت دولة الاحتلال توفر لهم الميزات الاقتصادية دون ان يكون لهم قضايا وطنية أو أن يطالبوا بحقوق سياسية، ولذلك جاءت المعركة اليوم لتغير الواقع السياسي والميداني وطبيعة الصراع”.

وطرح عزيز السؤال التالي: أين وكيف ستترجم حماس هذا الانجاز؟ هل ستكون الترجمة داخل قطاع غزة وفي الاقصى؟ هل لها علاقة بالأسرى أم ستذهب أبعد من ذلك؟

أجاب الرفاتي: “التفكير لدى حماس يتوزع على عدة مستويات، الاول الى اين ستصل هذه المعركة؟ هل ستكون فاتحة أم بوابة التحرير مع دولة الاحتلال وبالتالي تحرير الفلسطينيين لعدد من الاراضي وتغيير الواقع الجغرافي بين الطرفين. المستوى الثاني تسعى “حماس” لامتلاك أوراق قوة للتفاوض، كي لا تعود الى النقطة التي بدأت منها. لذلك ركزت قوتها العسكرية في منطقة غلاف غزة وجعلتها منطقة تشهد حاليا اشتباكات كثيرة وسيطرت على 7 مستوطنات حتى الآن، وطوّرت الهجوم وانتقلت الى منطقتين جديدتين. وتريد حماس أن تستخدمه كورقة للمفاوضات سواء برعاية أميركية أو بتفاوض مباشر.

وقد تذهب الحركة الى التفاوض وتفتح كل الملفات حتى الاستراتيجية: كالوضع الداخلي الفلسطيني والفيتو على “حماس” وربما تفتح ملف “الحصار” على المقاومة الفلسطينية وقطاع غزة”.

وأكد أن “حماس” ربما تقبل بأن يتم إنهاء هذه المعركة بشرطين: الاول انسحاب اسرائيل من الضفة المحتلة انسحابا كاملا والثاني ان تكون القدس تحت سيطرة فلسطينية. ولا اعتقد أن سقف حماس أدنى من هذا بعد الانجازات التي حققتها”.

وتابع: “قد يعتبر البعض ان مطالب حماس كبيرة لكن من يقرأ الواقع الميداني وطبيعة قطاع غزة والخيارات التي يمكن ان تذهب اليها حكومة الاحتلال، لن تستطيع دولة الاحتلال ممارسة ضغط كبير على حماس فأكثر ما يمكنها فعله الضغط على الشعب والمدنيين”.

وقال: “هناك قضية مهمة هي ان حماس لا تريد ان تمسك السلطة السياسية وان تكون بديلا عن حركة فتح او بديلا عن منظمة التحرير، هي تريد ان تكون جزءا من هذا الامر وان تشرك الجميع بهذه التجربة لانها تدرك أن في الواقع السياسي والاقليمي والدولي هناك مخطط لافشالها، لكنها تريد ان تبدأ سياسة جديدة وان يتم وضع قضية الفلسطينيين على الطاولة”.

وسأل صليبي: هل توافق حماس على حل الدولتين؟ هل هذا الحل سيكون مقبولا من قبلها؟

أجاب: “حماس” تحدثت عن هذا الامر في وثيقتها في العام 2017، وقالت إنها تقبل ان تقوم دولة فلسطينية في قطاع غزة وفي الضفة المحتلة دون اعتراف بدولة الاحتلال وان تكون هناك اقامة لدولة فلسطينية كاملة السيادة وغير منقوصة كحل مرحلي يقبل به الفلسطينيون، لكن حماس تطلعاتها الكبرى تحرير فلسطين.

بدوره طرح ايوب السؤال التالي: هل يمكن أن تكون قطر مؤهلة لتكون الوسيط؟

حماس تريد ان “تحرث حقلها بنفسها” وان تجلس مع الاسرائيلي مباشر وهذا تغير جديد. اما قطر ومصر وتركيا فمرشحة لتكون ضمن الاطراف التي تلعب دور الوساطة. لن يتم ليّ ذراع حماس بالواقع الاقتصادي والمنح التي يمكن ان تصل للفلسطينيين ولن تكون مرتهنة لاردوغان في تركيا لانها ادركت انه اهتم بمصالحه الشخصية على حساب القضية الفلسطينية وكان يستخدم القضية لاستعطاف الاسلاميين خلال الانتخابات في تركيا، وربما تكون في المرحلة الحالية في حالة مراجعة حول طريقة التعامل مع هؤلاء الوسطاء.

ايوب: هل تيار المقاومة في حماس صار أرسخ وأكثر حضورا؟

لا تيارات داخل حماس فهي كتلة واحدة رغم التباينات السياسية داخلها، الحسابات لدى حماس اصبحت مختلفة عما قبل وأصبحت تتعلق بكيفية تطوير العلاقات بالدول العربي التي لا تقاطع الاحتلال. على رغم ان اصول حماس جماعة الاخوان المسلمين لكن فكرها تطور عندما انخرطت في العمل المقاوم وفي مواجهة اسرائيل وقرصت من اطراف اعتقدت انهم سيساندوها في فترة الربيع العربي، كل هذا جعل مستواها القيادي يختلف عن التفكير الاسلامي السابق… اليوم حماس اكثر مصلحية تجاه عملية التحرير وهذا هدفها الاول.

صليبي: هل من سيناريو متوقع للفترة المقبلة او ما زال مبكرا التحدث عن حلول سياسية؟

من المبكر الحديث عن حلول سياسية، فحماس لم تخرج اوراقها كلها وما زالت في المرحلة الثانية من العملية العسكرية ما زال الحديث للبندقية الذي يزيد من اوراق القوة لحركة حماس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى