سياسةمحلي

محفوظ يدعو لتبريد الرؤوس السياسية الحامية

رأى رئيس المجلس الوطنية للاعلام المرئي والمسموع عبد الهادي محفوظ، في بيان، ان “تبريد الرؤوس الحامية في لبنان لم يعد مطلب المواطن اللبناني وحده بل أيضا مطلب الخارج الدولي”، ذلك أن كل المخارج وصولا إلى حل معقول لموضوع الرئاسة الأولى مسدودة: إصرار على مرشحين للرئاسة سليمان فرنجية وجهاد أزعور لا نصيب لهما في الواقع. رفض للحوار. اقتصاد منهار. دولرة لعملة لبنانية لا قيمة لها. استشفاء مستحيل. ازمة اجتماعية متنامية. غياب طبقة وسطى وهي عامل الإستقرار. تفكيك متواصل لمؤسسات الدولة. وغياب لحاملة اجتماعية ضاغطة للإصلاح ومواجهة الفساد”.

وقال :”إزاء هذه المؤشرات لا شيء يحول دون الإنفجار الكبير لولا الرغبة الأميركية باستقرار هش يعطي واشنطن مزيدا من التحكم اللبناني على المدى المتوسط والبعيد.
والحقيقة أن كل فريق لبناني يحمل الفريق الآخر مسؤولية ما نحن فيه. ومعنى هذا الأمر المطلوب هو الإنتظار. ولكن انتظار ماذا؟ لا جواب لدى أحد. فالخيار الثالث في الرئاسة الأولى ليس في متناول اليد. وإحياء المبادرة الفرنسية هو كالضرب في الميت ومعها أيضا المبادرة القطرية”.

أضاف :”شئنا أم أبينا اللاعب الداخلي الأساسي في لبنان هو حزب الله. لكن هذا اللاعب تعترضه محليا الإستعصاءات الطائفية وعدم امتلاكه لمشروع داخلي يعطي الأولوية للمشترك بين اللبنانيين يأخذ خصوصيات التنوع. هذا عدا عن الإستعصاءات الخارجية التي تعترف بقوة حزب الله ولكن تريد إعطاءه الأثمان الأقل التي يبحث عنها. فالأولوية لدى واشنطن هي مقاربة الوضع اللبناني من زاوية المنطقة والاقليم. ومن هذه الناحية الأولوية الأميركية هي للتطبيع بين اسرائيل ودول الجوار والخليج العربي. وهذه الأولوية يعترضها اثنان: الإتجاه الديني المتطرف في اسرائيل والذي يدعو إلى دولة يهودية صافية. والإتجاه الممانع على رأسه ايران و”حماس” و”الجهاد”و”حزب الله”. ومن هنا فإن واشنطن نجحت إلى حد بعيد في ”تطويع” نتنياهو لصالح فكرة الدولتين التي تصر عليها المملكة العربية السعودية للمضي في موضوع التطبيع مع الحرص على أن يمسك الإعتدال الفلسطيني بالقرار.كما أنها بالضغوط الإقتصادية على ايران هدفها تقليص النفوذ الايراني في سوريا والعراق ولبنان وفلسطين”.

وتابع :”الخيار الثالث” في الرئاسة الأولى هو خيار اضطر له لودريان وهو خيار أميركي. لكن هذا الخيار يفترض ثمنا أميركيا تعطيه واشنطن لحزب الله. وإذا كان الخيار الثالث الأفضل للبنانيين هو “المثال الشهابي” الذي يحافظ على وحدة الدولة ويعطي دفعا للإصلاح السياسي والإداري من مؤسسة جامعة ومحايدة إلا أن هذا الخيار تعترضه قوى مؤثرة داخلية ومتنوعة طائفيا و”تؤثر خيار رئيس ضعيف” وليس من الضرورة أن تعترض عليه واشنطن طالما لا يلزمها بالثمن الذي يبحث عنه حزب الله. ومع ذلك قد يخلق المرشح الرئاسي سليمان فرنجية مفاجآت لحلفائه وخصومه إذا ما أعلن دعمه للمرشح الشهابي العماد جوزاف عون. وهذه المفاجأة تحرج الداخل والخارج في آن معا خصوصا وأن “الثنائي الشيعي” ما زال متمسكا به كمرشح رئاسي”.

وختم محفوظ :”واقع الحال حتى الآن ما زلنا في مرحلة “تقطيع الوقت”، فواشنطن غير مستعجلة وهي تربط الرئاسة اللبنانية بما ترتبه من أوضاع في الاقليم وخصوصا أن الرئيس الأميركي جو بايدن يريد “إنجازا” في التطبيع بين إسرائيل والسعودية يسبق استحقاق الرئاسة الأميركية ويكون مقدمة لمعاهدة دفاع أميركية بين واشنطن والرياض تضع الولايات المتحدة الأميركية كفاعل رئيسي مهيمن في المنطقة.
وهذه الفرضية الأميركية تجعل من سوريا ولبنان بحالة انتظار وقد تؤدي إلى نتائج مرتقبة كأن يسبق الحل في سوريا الحل في لبنان الذي يتراجع دوره في حال رست المتغيرات وفقا لحسابات التطبيع”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى