محليمقالات خاصة

لم يبقَ من الطائفة السنية في لبنان سوى الذكرى

كتب مصطفى عبيد لقلم سياسي،

تمر ذكرى المولد النبوي الشريف هذا العام ولبنان يئن تحت أزمات، ومصاعب، وخلافات، تكاد تمحيه كياناً وأرضاً، ويبرز هذا الانهيار الكبير على مستوى الطائفة السنية، والمدن ذات الأغلبية السنية.

فبينما عكار ترزح تحت التجاهل المتعمد من الدولة، فنوابها وزعماؤها لا انجازات لهم سوى في حلقات الدبكة في الأعراس، وموائد الطعام في مجالس العزاء، ووضع حجر الأساس لمشاريع لن تبصر النور لا في عهدهم ولا في عهد أبناءهم، وما يروج له نواب عكار، عن إعادة افتتاح مطار القليعات، فهو مجرد أضغاث أحلام غير قادرين على تحقيقها، وإن افتتح سيكون عن طريق حزب الله وبرعايته ونحت سلطة أذرعه في عكار.

أما طرابلس، فبالرغم من أنها أفقر مدينة على ساحل البحر الأبيض المتوسط، فها هو شعبها يزداد فقراً، وشبابها يزداد يأساً، والمخدرات والجرائم تزداد كماً ونوعاً، أما زعماؤها، وسياسيوها يزدادون فجراً، وجشعاً، وإجراماً بحق شعب أراد أن يثور على فقره، فسلبوه ثورته، وأخمدوها بمرتزقتهم فحولوها لسهرات راقصة، ومن ثم حكموا على شعب طرابلس بالجوع والعوز والفقر عقاباً له لأنه تجرأ على أسياده.

وتمتد المأساة لمدينة سنية أخرى سياسيوها يظنوها ميراثاً يتناقلوه، أملاكاً، وعبيداً، و شعباً تابعاً لهم، وكأننا عدنا بالزمن لعهد الآغاوات، وما يهدد المدينة أكثر هي قنبلة موقوتة جعلوها في المدينة تدعى عين الحلوة جاهزة للانفجار وقتما يريد الحزب ذلك، أما سياسيو المنطقة فلا يعلمون من السياسة سوى الاستنكار، والتمني، وعقد الاجتماعات التي لا تسمن ولا تغني من جوع.

هكذا هي حال الطائفة السنية في لبنان، تكاد تصبح ذكرى لقادة تم اغتيالهم منعاً لقيام الطائفة، وذكرى لسياسيين خونة كانوا تبعاً لميليشيات، وعصابات، ومجرمين، والتاريخ لن يرحم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى