محليمقالات خاصة

النزوح السوري أزمة وجود أم ورقة تفاوض ذات أبعاد رئاسية؟

كتب مصطفى عبيد لقلم سياسي،

اثنا عشر عاماً مرت على انطلاقة الثورة السورية، ومع أول مظاهرة انطلقت في المدن السورية بدأت موجة النزوح واللجوء إلى الداخل اللبناني، وقد استمرت أفواج النازحين بالتوافد إلى لبنان على مدى عقدٍ كامل من الزمن وسط ترحيب سياسي كبير، ووعود بالدعم والحماية.
اللافت في الأمر أن جميع الأحزاب السياسية رحبت بالسوريين حينها ولم يعتبرونهم لاجئين أو نازحين، ولم يكونوا حينها خطرين على لبنان، ربما لحجم الأموال الضخمة التي انهالت على لبنان وفتحت أبواب السرقة، والفساد، والاستغلال، على مصراعيها.
أما اليوم نجد أبواق التحذير تنعق من كل حدبٍ وصوب بحجة خطر الوجود، وأزمة الهوية، فما يلبث أن يطل حسن نصر الله وأتباعه يحذرون من خطر النزوح، حتى يتبعه باسيل، ثم جعجع، فالبطريرك الراعي، ثم باقي الأحزاب الحاكمة، وصولاً للنواب والوزراء والقيادات الأمنية.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا إن لم يكونوا هؤلاء الأحزاب، والسياسيين، والوزراء، والقادة، هم المتحكمون بمنافذ لبنان الكبير، فمن المتحكم الفعلي بحدودنا؟ وما السبب وراء هذا التفلت الكبير للحدود وموجة النزوح الضخمة التي يتعرض لها لبنان حالياً؟ وهل أصبحت ميليشيا الكبتاغون والسلاح غير قادرة على ضبط الحدود اليوم؟ وماذا عن القوى الأمنية التي يجب أن تضبط الحدود لا أن تحذر من خطر تفلتها؟
المعيب في الأمر أننا محكومون من قبل قادة مخصيين غير قادرين سوى على خلق الأوهام، والاستنكار، واللوم، فبينما استطاعت تركيا ضبط النزوح وتطويعه لمصلحتها، مثلها مثل ألمانيا التي حولت النازحين من عبء اقتصادي لفرع منتج، وجد مسؤولو لبنان في اللاجئين باب تسول، وورقة ضغطٍ ما لبثت أن تحولت إلى قنبلة قد تنفجر في وجوههم في أية لحظة وسط تجاهل دولي متعمد لمناشدات ترحيل اللاجئين.
فما هي خفايا موجة النزوح الضخمة التي تحصل في هذه الآونة؟ ولماذا هذا التركيز السياسي الكبير حالياً من جميع الأطراف على ملف النازحين؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى