أزمة المازوت تابع: إطفاء المولّدات نهائيًّا أو عدم الالتزام بالتسعيرة!
جاء في “المركزية”:
تزامناً مع فترة التقنين الحادّ من قبل مؤسسة كهرباء لبنان، والاعتماد الكبير على أصحاب المولّدات الخاصة لسدّ العجز فيما مادّة المازوت عملة نادرة، وإن وجدت ففي السوق السوداء حيث “الأسعار نار”، ما يفرض على هؤلاء بدورهم فرض جدول تقنين.
في الإطار، أعلنت وزارة الطاقة والمياه أمس سعر تعرفات المولدات لشهر تموز، وحدّدته بـ 1975 ليرة لبنانية لقاء كل كيلواط ساعة. فكيف علّق أصحاب المولّدات؟
رئيس تجمّع أصحاب المولّدات الخاصة عبدو سعادة أوضح لـ “المركزية” “أننا نطالب من الأساس بتسليمنا المازوت بالسعر الرسمي، محذّرين من الوقوع في مشكلة أسعار المازوت في السوق السوداء نهاية الشهر، حيث سيطال الظلم المشتركين أو أصحاب المولّدات في حال لم تتوقف هذه “المذبحة”، وطبعاً الأسهل لوزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال ريمون غجر الذهاب إلى الحلقة الأضعف”.
وتابع: “في تسعيرة الشهر هذا لم تتمّ حتّى مراعاة سعر المازوت الرسمي، إذ احتسبت الصفيحة بـ 56000 ل.ل. في حين أن كلفة السعر الرسمي مع النقل 65000. للوزير غجر حساباته الخاصة خلف خفض التسعيرة لكنه يكسر في المقابل قطاعاً بأكمله، وإذا كان قلبه على المواطن فليؤمّن التغذية لـ 10 و12 ساعة من كهرباء لبنان ما يخفّض الفواتير إلى نصف قيمتها الحالية وليسلّم المازوت بالسعر الرسمي، وليتوقّف عن الظلم عند احتساب التسعيرة”.
وسأل سعادة: “ألا يكفي الظلم في السوق السوداء كي يطالنا بالسعر الرسمي؟ من تمكّن من تأمين مازوت بالسعر الرسمي مظلوم، فكيف حال من لم يجده سوى في السوق السوداء؟ في الواقع وكأن الوزير يقول لنا أوقفوا مصالحكم والتزموا المنازل. وبسبب عدم ضبط السوق السوداء لم يعد صاحب المولّد يتمكّن من تأمين ثمن المازوت لا بل يتكبّد خسائر من جيبه، فكيف نضمن استمرارية القطاع؟”.
واعتبر أن “المسؤولين يأخذون القطاع إلى الإفلاس والكسر على غرار ما فعلوا مع مؤسسة كهرباء لبنان. وبدأت المولّدات في العديد من المناطق تطفئ نهائياً مثل صيدا والعديد منها سيسلكون الطريق هذا”.
وأضاف: “لا يمكن مواصلة الممارسات المجحفة في حقّ أصحاب المولّدات، فوزارة الطاقة فاشلة وتغطّي فشلها بهم، ولا نعرف ما الذي تفعله. لا بدّ من تصحيح الأخطاء ما يتطلّب التواصل والتنسيق بين الفريقين وهذا لا يحصل، خصوصاً أننا نؤمّن التيار بأضعاف في حين أن غجر يتجاهلنا ويظلمنا ويكسرنا من دون اكتراث، طريقة التعاطي مع الموضوع مرفوضة وليس فقط التسعيرة المجحفة. الموضوع خطير وسنبحثه مع أعضاء التجمّع لأن هناك ركائز لا بدّ من التزام وزير الطاقة بها وإذا تجاهلها فالمشكلة كبيرة”، لافتاً الى ان “دائماً ما نطالب الوزير غجر بعدم جرّنا إلى الفوضى في موضوع التسعير بعد سنوات من الالتزام، لكن لا حياة لمن تنادي، إذ نوضع اليوم أمام خيارين: إقفال مصالحنا، أو دفعنا إلى عدم الالتزام بالتسعيرة مع العلم أن 90% من المولّدات تفعل ذلك رغم أنّها غير ملزمة قانوناً”.
وعن الطمأنة الإعلامية أمس بأن يواخر من المازوت ستفرغ حمولتها، علّق سعادة قائلاً: “أسبوعياً يقال إن البواخر في البحر وستفرغ البضائع، لكن الخزانات لا تزال فارغة”.
وختم “حاكم مصرف لبنان قال ما لديه في بيان المصارحة أمس، فما العمل إذا استمرّينا في دوّامة تأخير الاعتمادات من دون أن نعرف ما إذا كانت ستفتح بعد اليوم؟”، مردفاً: “كذلك، مؤسسة كهرباء لبنان حذّرت من الدخول في مرحلة الخطر وصولا إلى الوقوع في الانقطاع العام في إنتاج الطاقة الكهربائية، إذا ما استمرت الأمور على حالها، سيما لناحية عدم تأمين أي تسهيلات لدى الجهات المعنية لتوفير العملة الصعبة، فهل هي من يولّد الطاقة أم أصحاب المولّدات؟ وإذا كانت تحذّر من عدم قدرتها على الاستمرار ماذا يفعل اصحاب المولّدات؟”.