محليمقالات

تموضع جديد للتيار الوطني الحرّ يسبق الاستحقاق الرئاسي والنيابي

لم يكن احتفال ١٧ أيلول بمناسبة بداية الولاية الجديدة لرئيس التيار الذي أقامه احتفالا عابرا، فرئيس التيار تقصد في هذه المناسبة ان يطلق مقاربة سياسية خاصة من الملفات الساخنة بدءا من مسألة رئاسة الجمهورية والحوار مرورا بالقوى السياسية التي يحاول التفاهم معها مجددا او الأصدقاء والحلفاء وحتى الأخصام.

لم يكن عاديا ان يخصص جبران باسيل هامشا واسعا في خطابه للجمهور المسيحي فاستحضر جمهورية بشير الجميل بكل معانيها ورمزيتها الشخصية لاستثارة العصب المسيحي في مرحلة الإحباط الكبير الذي يمر به الجمهور المسيحي المستاء من التهميش وتسلل الفراغ الى المواقع المارونية في الدولة.

ومع ان خطة التيار الوطني الحر اليوم تقوم على ترميم علاقته مع حزب الله وإعادتها الى انتظامها الماضي بعقد جلسات حوارية طويلة للتفاوض حول رئاسة الجمهورية واللامركزية والصندوق الإئتماني، إلا ان رئيس التيار سمى بصورة مفاجئة المحور الآخر بالممانعة في مفارقة غير مبررة إلا في اطار الشعبوية وارضاء المعارضة وإعطاء انطباع ان التيار خارج المحاور وبعيد عن هذا المحور بالذات، فالتيار يحاول التمايز خصوصا انه يعمل على خط استحقاقين أساسيين “وجوديين” بالنسبة له، الأول هو استحقاق رئاسة الجمهورية حيث يخوض معركة ضد ترئيس كل من رئيس تيار المردة سليمان فرنجية وقائد الجيش جوزف عون لأهداف واضحة خصوصا ان الاثنين يشكلان خطرا في رئاسة الجمهورية على حيثيته السياسية والمسيحية.

والاستحقاق الثاني يتعلق بالانتخابات النيابية المقبلة، فالتيار ليس راضيا بنتائج دورة ٢٠١٨ في الصناديق المسيحية ويرى انه دفع فاتورة تحالفه مع حزب الله في الإنتخابات، وعلى الأرجح ان التيار سيجهز من اليوم خطابا سياسيا مختلفا ليكسب الشارع المسيحي الذي صار مؤيدا لحزب القوات، من هنا تقول مصادر سياسية ان تعيينات التيار الأخيرة حاكت النبض المسيحي، أراد باسيل تسهيل الطريق بدءا من اليوم لانتخابات ٢٠٢٦ لمقارعة القوات في الشارع المسيحي وعدم السماح بتوسع شعبية القوات أكثر وعليه يمكن استتساخ تجربة القوات بالمعارضة وخطاب التعبئة وبات واضحا ان باسيل يعتمد خططا لاستقطاب الجمهور المسيحي سواء بدعم مرشح المعارضة للرئاسة والوقوف الى جانب القوى المسيحية ضد الحوار وتشريع الضرورة.

الخطاب المسيحي الجديد للتيار لا يعني عبوره السريع لاستعادة الجمهور المسيحي من القوى السيادية فالتيار برأي كثيرين لا يمكن ان يفترق او يسقط الحلف مع حزب الله لدواع سياسية ووطنية وانتخابية ايضا، لكنه أيضا لا يمكن ان يكون مع الحزب وضده في الوقت نفسه فالسياسة المزدوجة لن توصل التيار الى شاطىء الأمان في السياسة.

باعتقاد كثيرين ان ولاية باسيل الجديدة تحتاج الى مقاربة مختلفة وهذا ما سعى اليه باسيل بالتغيير الشامل في الشكل والمضمون الخطابي فاستحقاقات كثيرة تنتظر باسيل في المستقبل في موقع التيار في المعادلة المقبلة في العهد الجديد اذا حصلت الانتخابات الرئاسية علما ان وصول أحد المرشحين “فرنجية او جوزف عون” ستكون تداعياته قاسية على التيار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى