محلي

مصير مبادرة بري الحواريّة بيد باسيل؟

“كنا ناطرين يصالحونا صار بدو حدا يصالحن” هكذا علّق رئيس مجلس النواب نبيه بري على نتائج لقاء الخماسية الذي جاء عكس ما كان متوقَعاً أو يُؤمل به خاصة بعد الأجواء الإيجابية التي أشاعها الفرنسي والسعودي معاً خلال زيارة جان إيف لودريان الأخيرة الى لبنان، بحيث ظَهر عمق الانقسام داخلها بطرفيه الأميركي والفرنسي وحيادية سلبية سعودية دفعت برئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط الى القول: لتشرح لنا السعودية ماذا تريد؟

على ما يبدو نفد صبر جنبلاط من أداء المملكة الذي حيّره والحلفاء وكل مَن يَنتظر وضوح موقفها الملتبِس أو على الأقل كلمة السر ليحدِّد موقفه، فبعد أن جمعت النواب السُنة ليلتقوا لودريان مشجِّعة على الحوار، عادت الى نغمتها السابقة أن لبنان لم يعد يعنيها وأنها لا تريد التدخّل فيه، كنوع من التهرّب من الموقف، ما يضع اجتماعها مع النواب السُنة في سياق صراعها مع قطر من ناحية، ومن ناحية أخرى تسليم الملف للفرنسيين باعتبار أن المملكة غير معنية وليس لديها موقف.

وسط هذا الصراع الدولي والإقليمي الذي يُعتبر أحد أجنحة الملف الرئاسي في لبنان والذي لا يمكن التعويل عليه بمواقفه الحالية لإنجاز الاستحقاق، حيث ان عودة الموفد الفرنسي الى لبنان لم تعد مضمونة وبات واضحاً ما يحمله لموفد القطري، يبقى التعويل على الجناح الداخلي لمعرفة مصير الحوار ونتائجه الذي يستمر الرئيس نبيه بري في الدعوة إليه وإن تخلّف بعضهم، إلا أنه وكما بات معروفاً أن ما يُحدِث فارقاً هذه المرة هو موقف التيار الوطني الحر الذي سيشارك في الحوار رغم كل ما يقوله عن اختلاف شكل الحوار، وهذا ما يُعتبر انعكاساً لحواره مع حزب الله.

إذاً… بات مصير الحوار الذي يَعتبره بري الأنجع للوصول الى إيجابية على المستوى الوطني مرتبطاً بالتطورات الداخلية في هذه المرحلة وتحديداً بموقف التيار الوطني الحر وهذا الذي يُحدِث فارقاً هذه المرة عن الدعوات السابقة، فإن حصل وتم التوافق فيما بعد، يتم حينئذ سحب الحُجة من الأميركي وبذلك يقع في مأزق، وإن لم يحصل الحوار بسبب تغيّر المواقف، أو تطور داخلي ما، عندئذ نعود فعلاً الى نقطة الصفر.

المصدر
الديار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى