فادي مالك الخير
يصادف نهار الأربعاء المقبل في ٤ آب ٢٠٢١ الذكرى السنوية الأولى لانفجار مرفأ بيروت المشؤوم الذي أتى على نصف العاصمة بيروت و حوالي ٢٠٠ ضحية و آلاف الجرحى و المتضررين …
هذا الانفجار الضخم الذي سُمِع صداه في قبرص خلف البحار و الذي اعتُبِر ثالث أكبر انفجار في العالم بعد انفجار هيروشيما و ناكازاكي …
تتزامن هذه الذكرى مع انهيارٍ مالي كبير أتى على كامل الإقتصاد اللبناني بسبب فساد الطُغمة السياسية الحاكمة كما أجهز على القطاع المصرفي و الصحي حتى طارت معظم أموال المودعين من دون أن تتكلف الدولة عناء البحث عن حلول جذرية لوضع حد لهذا الانهيار حتى باتت العملة الوطنية في خبر “كان” هي الأخرى …
الأدوية موجودة و غير متوفرة بلا حسيب ولا رقيب …
التهريب يبتلع المحروقات من بنزين إلى مازوت و غاز و غيره و يكدس الثروات على حساب مأساة الناس و المواطنين …
الكورونا أثقلت على صدور اللبنانيين بلا خطة واضحة المعالم …
الفنادق و المستشفيات باتت معرضة للإغلاق التام بعد أن أغلق قسم لا بأس منها …
في ظل كل ما ذكرناه آنفأً ، ما زالت السلطة تتخبط في تقسيم مصالحها مرة عبر تعطيل تشكيل حكومة انقاذ و مرة أخرى في تصفية حسابات شخصية على حساب المواطن الذي بات مفلساً من كل شيء عدا التفكير في الهجرة …
تتم الدعوات إلى جعل هذا اليوم يوما استثنائياً من حيث إظهار الغضب الشعبي الحقيقي و تحويله إلى نقطة إنطلاقٍ مفصلية في تحديد المرحلة المقبلة …
لأول مرة نشعر بحالة الارتياب لدى تجمع أهل السلطة ،
و لكن حبذا لو يصبح هذا اليوم بالمستوى المطلوب …
حبذا لو يقلب الشعب البائس و المسكين الطاولة على هؤلاء و يكون تحركا مُلفِتاً يستجلب أنظار المجتمع الدولي الذي يراقب هو الآخر ليبني على الشيء مقتضاه …
يجب أن يكون هذا التاريخ منطلقاً حقيقياً لتحركٍ محقٍ لا ينتهي بانتهاء الذكرى بل يكون الشرارة التي تعيد إنطلاق الثورة الحقيقية فتستمر فصولاً حتى تحقيق الغاية المنشودة ، التي تبدأ من محاسبة المسؤول عن هذا الإنفجار و تنسحب على فتح الدفاتر و حساب جميع الفاسدين و المفسدين حتى جلاء الحقيقة …
إنه يوم الحقيقة ، الذي يجب أن يتحول إلى جردة حسابٍ طويلة لا تنتهي بنهاية المناسبة بل تتحول فعلا إلى يوم “الحساب” …
ربما تكون الفرصة الأخيرة لانتفاضةِ شعبٍ من تحت عباءة الظلم أو يتم ضياع الفرصة فيكون على الدنيا السلام …
