الطائفة الشيعية طائفة تريد العيش الكريم
بقلم السيد محمد الأمين
دائماً يبحث الثنائي المسلح “حزب الله وحركة أمل” عن مخارج للحدّ من الأسئلة التي تواجهه بها البيئة الحاضنة، فيخرج الحلول من خلال إنشاء تجمعات وتحريك نقابات للمطالبة بعيش كريم ومطالب حياتية هي حق لكل لبناني، وهذا أمر يخدم الثنائي المذكور في الإبقاء والإمساك بالطائفة ..
فلا ضرر عند “حزب الله” بالمطالبة بالكهرباء وتسعيرة المولد الكهربائي ولا ضرر عند “حركة أمل” من المطالبة بمادة البنزين والخبز ، فكيف اذا كانت هذه الاحتجاجات والمطالبات هي من خياطتهم.
فيدفعون بعض أتباعهم للمطالبة بهذه الحقوق من الدولة التي يحكمونها،وكأنهم من المعارضين لها والخارجين عنها…وعلى كل حال هم أدرى بحال الناس لأنهم في السلطة منذ أكثر من ٤٠ عاماً ولم يقدموا غير الوعود والتبشير بالتغيير وبحال تمت بعض التقديمات فهي ليست من كيسهم وانما هي من كيس الدولة.. هذه الدولة التي قدمت لهم الغنائم بعد السطوة عليها ومصادرتهم لقراراتها…تركت هذه الدولة كل من هم خارج هذه الثنائية المسلحة من الذين يقاتلون لأجلها باللحم الحي لأقدارهم التي ترسمها لهم منظومة الحزبيين المسلحين التابعين للثنائي.
إن الشيعة في لبنان هم لبنانيون مثلهم مثل غيرهم من اللبنانيين، فابن الجنوب والضاحية وبعلبك لا يتمايز عن ابن الشمال وبيروت وكسروان وغيرها من المناطق اللبنانية، كلهم واحد في المعاناة التي تطالهم،والحرمان الذي تختبئ وراءه الاحزاب الشيعية ليس مقتصراً على طائفة دون أخرى،فهو موجود في كل الطوائف،ولكنهم رفعوه ليهيمنوا به على طائفتهم وليعبروا من خلاله إلى الدولة واختزال حقوق الطائفة لهم والتمدد إلى حقوق الطوائف الأخرى.
لقد اغتيل لقمان سليم ومنعت تلاوة القرآن على قبره!! لقد هجر العلامة السيد علي الأمين من الجنوب في أحداث ٧ أيار سنة ٢٠٠٨ بقوة السلاح وكل الحكومات والعهود التي جاءت بعدها لم تقدر على استرجاع كتاب واحد له من مكتبته حتى اليوم !.لقد اقام الحزب المسلح عليه دعوى،وبدلاً من ان تقوم الدولة بردّ الدعوى عملت على القبول بها !!.
هكذا يتم التعامل مع الرأي الآخر اللبناني الذي يخالف الشيعية السياسية المسلحة وهذا إن دلّ على شيء فهو دليل على المعاناة التي يتعرض لها اللبناني الذي هو تحت السيطرة المباشرة للثنائي “أمل وحزب الله”،وهو أمر لا نجده في باقي الطوائف اللبنانية التي تطالب كغيرها بحقوق المواطن وتصدح باصواتها بوجه السلاح والفساد ، وهذا نتج عن الوكالة الحصرية التي أعطيت للثنائي من الأفرقاء السياسيين في الدولة،حيث تم التعامل مع الطائفة على أنها حزب،وليست مكوناً لبنانياً لا يمكن اختصاره بفريق وزعيم وحزب كباقي الطوائف اللبنانية.
الحصرية هذه أعطت الثنائي مزيداً من التمدد القمعي الترهيبي والاستئثار التام بالطائفة، وعليه تكون التحركات المدروسة والمؤقتة والمحصورة بالمطالب المعيشية التي هي “غبّ الطلب”مخططاً لها ومعدّاً لها من هذين الحزبين لإضفاء هامش من التعددية عندهم واظهار حرية مفقودة ، فالذي يُخرج أصحاب هتافات شيعة شيعة ضد انتفاضة اللبنانيين غير الطائفية هو نفسه الذي يُخرج هؤلاء للإيحاء بأنه مع مطالب الإنتفاضة ولإلهاء الرأي العام عن القضية الأهم وهي السلاح غير الشرعي الذي هو السبب فيما وصل اليه لبنان من انهيار.
وإلا كيف نفسر الإعتراض والإتهام والتعدي على أيّ صوت مختلف عن الثنائي يطالب كغيره بحقوق المواطنين غير أنه خارج هذا التوجيه الحزبي. اللبنانيون الشيعة طائفة تريد العيش الكريم كمثيلاتها من الطوائف اللبنانية،وتريد تحررها من هيمنة السلاح الخارج عن سلطة الدولة،وتريد دولة المؤسسات والقانون التي تبسط سلطتها الكاملة على كل أراضيها،مرجعية وحيدة للشعب بكل طوائفه،وهي مطالب ليست جديدة على الطائفة الشيعية فقد خرج لأجلها الألوف قبل أن تعطي حركة أمل القرار لإيران وتقدم فروض الطاعة لها مع حزب الله .
إن الشيعي لا يحتاج إلى الخبز فقط بل يحتاج إلى الحرية ، والحرية غير مشروطة بالولاء للثنائي الذي طمع بكل شي فأخذ الدولة واحتفظ بالسلاح خارجها وتسلل عبر الهيمنة عليها إلى حقوق كل الطوائف وصادر المواقع والقرار في الدولة وأدخل لبنان الواحد إلى ثكنته المسلحة بعد أن كان صرحاً للعلوم والثقافة ووطناً للحريات والعمران والإزدهار وحوله من تلك الحياة الناشطة إلى مشارف الإنهيار.