رياضة

أول مباراة كرة قدم صديقة للبيئة.. على علو 3350 متراً

يقوم اللاعبون بالمراوغة والركض كما هو الحال في أي لعبة كرة قدم أخرى. ولكن في غضون دقيقة أو دقيقتين، يتوقف البعض بسبب صعوبة التنفس قبل الاندفاع في تحدٍ غير عادي في منطقة لاداخ الصحراوية الجبلية النائية في الهند.

إنها بطولة كرة القدم الأولى من نوعها “الصديقة للمناخ” في هذه المنطقة الهشة بيئيًا، حيث يقل الأوكسجين ويصعب التنفس. وعندما تشتد الرياح، عادة في فترة ما بعد الظهر، فإنها تجلب الرمال والغبار الذي يغطي العشب الاصطناعي للملعب.

ويقول المنظمون إن “كأس المناخ” في مدينة ليه هو الأول من نوعه في آسيا الذي يقام على ارتفاع أكثر من 11 ألف قدم (3350 مترًا) وبحد أدنى من البصمة الكربونية. ويشارك في المباريات التي تقام خلال الفترة من 1 إلى 7 أيلول (سبتمبر) الجاري، أربعة فرق.

وقبل بدء المباريات، استغرق اللاعبون يومين على الأقل للتأقلم مع الارتفاع. وقال المنظمون إنهم مع ذلك لا يستطيعون اللعب بنفس القوة التي يلعبونها على ارتفاعات منخفضة.

وفي ليه، لا يوجد سوى عدد قليل من الملصقات واللافتات التي تروج للمباريات اذ اعتمد المنظمون بشكل كبير على وسائل التواصل الاجتماعي للترويج للألعاب، والتي يتم بثها أيضًا مباشرة على موقع “يوتيوب”.

وتُستخدم الحافلات الكهربائية لنقل اللاعبين من المباريات وإليها، ويحظّر استخدام المواد البلاستيكية في الملعب. ومنح اللاعبون قوارير ألمنيوم متعددة الاستخدامات وتأتي المياه من نبع محلي.

وقال المسؤول المحلي تاشي غيالسون إن هذه البطولة هي “محاولتنا لاستخدام الرياضة لنشر الوعي حول مخاطر تغير المناخ في لاداخ”.

وطُلب من المشجعين إحضار زجاجات المياه غير البلاستيكية الخاصة بهم. ولا يتم تقديم رقائق البطاطس أو المشروبات الغازية ويتناول اللاعبون فقط طعام Ladakhi التقليدي والعضوي والفواكه المزروعة محليًا.

ورأى غيالسون إن “تنظيم بطولة كرة قدم صديقة للمناخ هو بداية متواضعة، نحن مصممون على مكافحة تغير المناخ (في لاداخ) على مستويات متعددة”.

وتقع لاداخ بين الهند وباكستان والصين، وتشتهر بممراتها النظيفة ووديان الأنهر الشاسعة. وفي الماضي، كانت جزءًا مهمًا من طريق الحرير التجاري الشهير.

وفي الآونة الأخيرة، عانت المنطقة من نزاعات إقليمية وآثار صارخة لتغير المناخ. وقد شهدت قراها ذات الكثافة السكانية المنخفضة أنماطًا مناخية متغيرة غيرت حياة الناس من خلال الفيضانات والانهيارات الأرضية والجفاف والهجرة.

وتنحسر الآف الأنهار الجليدية في لاداخ التي ساهمت في وصف المنطقة الوعرة بأنها واحدة من “أبراج المياه في العالم”، بمعدل ينذر بالخطر، مما يهدد إمدادات المياه للملايين.

وقد تسارع ذوبان الجليد بسبب زيادة التلوث المحلي الذي تفاقم بسبب عسكرة المنطقة في ظل التوتر العسكري بين الهند والصين منذ عام 2020.

ومع أكثر من 300 يوم مشمس سنويًا، لا تحصل لاداخ إلا على حوالي 4 بوصات (100 ملم) من الأمطار سنويًا، خاصة في فصل الشتاء. وفي تموز (يوليو)، ارتفعت الكمية إلى 1.69 بوصة (42.8 ملم) من الأمطار في شهر واحد فقط وهو الأعلى منذ ثلاثة عقود.

وقال مختار أحمد، من إدارة الأرصاد الجوية الهندية: “تظهر الاتجاهات الأخيرة تغيرات واضحة في أنماط المناخ”.

ويقول المسؤولون المحليون إن مباريات كرة القدم تم تنظيمها مع الأخذ في الاعتبار بعض هذه المخاوف المناخية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى