سياسةمحلي

سعد: على الشباب أخذ دورهم وتقديم مشروع نهضوي ديمقراطي

استقبل الامين العام ل”التنظيم الشعبي الناصري” النائب الدكتور أسامة سعد في مركز معروف سعد الثقافي في صيدا، وفدا من ” مخيم الشباب القومي العربي” الذي عقد في لبنان في البقاع الغربي في دورته الثلاثين”، تحت عنوان ” دورة الشهيد محمد صلاح إبراهيم”.

ودار نقاش وحوار في خلال اللقاء بين سعد والشباب، تناول مختلف المواضيع والقضايا التي تهم الشباب العربي والأمة العربية.

وكانت كلمة لسعد في المناسبة وصفت الواقع العربي المأزوم الذي لا يطمئن الشباب العربي بغد أفضل، وانما يفرض على الشباب أخذ دورهم في المشروع النهضوي العربي لمواجهة مختلف التحديات التي تواجه الأمة العربية، وفق بيان لمكتب سعد الاعلامي.

وبعد اللقاء زار سعد والوفد ضريح الشهيد معروف سعد، حيث وضعوا أكليلا من الزهر على ضريحه وقرأوا الفاتحة.

ورحب سعد “أشد الترحيب بالوفد المشارِك في مدينة صيدا العربية عاصمة الجنوب وعاصمة المقاومة، وحاضنة القضية الفلسطينية”. وقال:” نحن على بعد أمتار قليلة من هنا، حيث يوجد مخيم عين الحلوة، ومخيم المية ومية، وهما شاهدان على العدوان الصهيوني على أمتنا وعلى شعبنا الفلسطيني، كما يشهدان على الصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني المستمر. فتحية لكم من مدينة صيدا وانتم جئتم من كل الأقطار العربية إلى هذه المدينة مدينة العروبيين الوطنيين التقدميين التحرريين.

كما وجه التحية لروح “القامة الإعلامية الوطنية العروبية التقدمية طلال سلمان ناشر جريدة “السفير”، التي عبرت عبر مراحل صعبة من تاريخ لبنان والعرب عن “صوت الذين لا صوت لهم”، أي صوت الشباب العربي الذي يتطلع الى أوضاع مختلفة عما يعيشها اليوم”.

وعبر سعد عن أحوال الأمة العربية بأنها “ليست بخير، وأن الواقع ، والمشهد من المحيط الى الخليج غير مناسب لأجيال جديدة من الشباب العربي ، ولا يطمئن الشباب إلى غد مشرق كي يعيشوا فيه بكرامة وحرية، وذلك من خلال موجات التطبيع مع العدو الصهيوني على حساب الشعب الفلسطيني، بالعلن وبالسر، والاستباحات للواقع العربي من كل حدب صوب ، من الأقوياء الاقليميين والدوليين”، وشدد على “أن الواقع العربي مستباح بأمنه وباقتصاده بسياساته بارادته بثقافته وبثرواته، بالإضافة إلى التشرذم والتفتت في الكيانات، بخاصة في المشرق العربي، وذلك في أكثر من دولة عربية كما في لبنان وسوريا والعراق واليمن، فهذه أحوال لا ترضي العروبيين التقدميين الوطنيين”.

وتحدث عن التموضعات السياسية في لبنان والتي في “معظمها هي تموضعات طائفية ومذهبية، وعن الغياب الكامل والمطلق للقوى السياسية النافذة عن البعد الوطني والهوية الوطنية. مما يستدعي النزوح والهجرة والفقر والقمع والاستبداد والقهر، وذلك ناتج عن تغييب الهوية الوطنية الجامعة في كل قطر عربي، وتغييب العروبة في بعدها الديموقراطي التقدمي التحرري، إنه زمن الانحطاط العربي. إنما ذلك لا يدعو للاحباط واليأس وانما يستدعي الاستنهاض والثورة على هذا الواقع، والقيام بواجباتنا من أجل التأسيس لمستقبل يتوافق مع تطلعات الشباب والأجيال القادمة بالعيش الكريم ، والكرامة الموفورة والارادة الحرة المستقلة وبالعدالة الاجتماعية والحرية”.

كما ودعا الشباب الى أخذ دورهم، للوصولا الى إطلاق مشروع نهضوي عربي تقدمي ديموقراطي يستجيب لتحديات العصر وتحديات الأمة.
وركز في حديثه على “المحطات المضيئة والانجازات العظيمة التي حصلت في الوطن العربي والتي يجب البناء عليها والانطلاق منها للتأسيس للمشروع النهضوي العربي. منمن بين هذه المحطات، ثورة جمال عبد الناصر، هذه الثورة التحررية التقدمية ، ليست في جمهورية مصر العربية فقط وانما في الواقع العربي والافريقي والاسيوي والعالمي، وهذه الثورة التي حققت انجازات هائلة على المستوى المصري والعربي وايضا على المستوى الافريقي والاسيوي والتي كانت نموذجا لكثير من الثورات للشعوب.

وأيضا كان هناك الجيش المصري والجيش العربي السوري في 73، وحرب اكتوبر وحرب الاستنزاف والجولان، ايضا هي انجازات لشعبنا العربي”.

وذكر سعد ب”العمل الفدائي الفلسطيني وثورة الشعب الفلسطيني وانطلاقة ثورته في الستينيات وما حققته من إنجازات عظيمة في قلب العدو الصهيوني الغاصب العنصري العدواني. كذلك انتفاضات الشعب الفلسطيني المستمرة والتي لن تكل ولن تمل، كل يوم الإخوة الفلسطينيين يخترعون أساليب مقاومة جديدة من لا شيء، بفضل ارادتهم الصلبة وتصميمهم على تحقيق النصر”.
وشدد على ألا “ننسى المقاومة في لبنان وتحريره من الاحتلال الصهيوني، وتحرير بيروت وجبل لبنان والبقاع الغربي، والجنوب وكله بفضل المقاومة”، لافتا الى إلى “انتفاضات الشعوب العربية الأخيرة العظيمة المطالبة بالحرية والكرامة والعيش الكريم والمطالبة بالمحاسبة أيضا ، محاسبة المسؤولين عن الأوضاع السيئة التي وصلنا اليها في هذه الأقطار العربية”.

وأضاف سعد:” أن هذه الانتفاضات هي ضد الظلم والاستبداد والمرض والجهل، والعنصر الأساسي فيها هم الشباب، الذين كشفوا فشل هذه الانظمة وسياساتها ، وأسسوا لمسار تغييري في الوطن العربي، يكون أساسا في استكمال مسيرة التغيير الذي أصبح من الضرورات والذي يجب ألا يتأخر أكثر بخاصة أن الأمة في حالة انحدار شديد”.

كما وتطرق إلى الواقع اللبناني وصعوبته، وخشي “أن تكون الأيام الآتية هي الأصعب، وذلك بعدم وجود توافقات وطنية حول ملفاته الاستراتيجية والحساسة”، وقال:” أن هناك انقسامات عامودية وأفقية حول هذه الملفات التي تعتبر ملفات بديهية او التفاهم حولها بديهي، مثل السياسة الخارجية، والسياسة الدفاعية، وموقع لبنان في الواقع العربي ودوره ووظائفه، والعلاقة مع سوريا، والعلاقة مع الإخوة الفلسطينيين اللاجئين في لبنان، كلها ملفات استراتيجية مهمة يتداخل فيها المحلي والوطني مع الاقليمي والدولي”. وشدد على “أهمية التوافق حولها كي لا تبقى ملفات مسببة للصراعات والتدخلات الخارجية في شؤون لبنان”.

وأضاء سعد، وفق بيان مكتبه، على “التركيبة السياسية المافيوية المتحكمة في مفاصل الدولة وفي مراكز القرار والتي عملت على نهب مقدرات البلد، وتعب الناس وشقاهم، وتقاسمت المغانم والمكاسب في السلطة، ولم تمارس أي شكل من أشكال السياسية المتعارف عليها عادة، من تصارع على أفكار وبرامج ورؤى، وانما كرست الطائفية والمذهبية في الحياة العامة في لبنان ما أدى للانهيارات والخراب الكبير، ووضع اللبنانيين في دائرة العجز والفقر والهجرة واوصلت هذه السياسات البلد الى ما وصل اليه”.

وأكد سعد “أن بلادنا العربية بحاجة الى تغيير شامل، والى توفير موازين قوى قادرة ان تفتح طريق التغيير عبر انتقال سلمي وآمن من واقع مأزوم ومحكوم بانهيارات وخراب وتدخلات خارجية الى واقع سياسي جديد تسود فيه الحريات الديموقراطية والعدالة الاجتماعية ويؤسس لنهضة قومية عربية قادرة ان يكون لها مكان في هذا العالم”.

وأضاف:” يجب تغيير موازين القوى لكي نسير في طريق التغيير، لكن هذه الموازين غير متوافرة، وقوى التغيير الوطنية الديموقراطية ما زالت عاجزة عن جمع شتاتها وصياغة برنامجها ، ولكن هذا مسار نضالي طويل لا يتوقف، وسنستمر به مهما كانت الظروف صعبة ومهما كانت التضحيات كبيرة”.

وختم سعد:” إن لبنان سيبقى محكوما بالتوترات ومقبوضا عليه من محاور اقليمية ودولية بسبب هذا الواقع المريروالمجحف. سنواصل النضال من أجل لبنان العربي الديموقراطي، ومن أجل الدولة الوطنية العصرية العادلة المنيعة”.

وتوجه إلى الشباب، راجيا منهم “أن يكونوا مع هذا الخيار النضالي والذي ليس في لبنان فقط وانما في كل قطر عربي وهو حق للشباب في تحديد مستقبل بلاده وفق تطلعاته”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى