لقاءات متسارعة بين عون وميقاتي… والعين على “الداخلية”
كتبت أنديرا مطر في “القبس”:
تعكس اللقاءات المتسارعة بين رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون والرئيس المكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي، رغبة الطرفين بالإسراع في انجاز التشكيلة الوزارية، وربما قبل حلول الذكرى الأولى لتفجير مرفأ بيروت في 4 أغسطس. غير ان اختبار التأليف لا يزال في بدايته وفرص الإنقاذ تتساوى مع فرص التعطيل وفق المراقبين.
وفي انتظار التطورات في هذا الملف سجل تطورين بارزين: استقبال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قائد الجيش العماد جوزيف عون، حيث أثنى على الجهود التي يبذلها في سبيل توفير الأمن والاستقرار للبنان. ومغادرة السفير السعودي في بيروت وليد البخاري بصورة عاجلة الى الرياض للتشاور.
وعلى خط مواز، يواصل الرئيس الحريري منذ اعتذاره عن تأليف الحكومة، مواجهته مع رئاسة الجمهورية، فغداة اعلانه اقتراح كتلته تجميد كل الحصانات بدءا من رئيس الجمهورية لتهسيل التحقيقات في انفجار المرفأ، أعرب امس عن شعوره «بالندم» على التسوية التي أوصلت ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية. وعبر الحريري عن دعمه لميقاتي بقوة معتبرا أنّ «مصلحة لبنان تكمن في أن ينجح ميقاتي في تشكيل الحكومة».
وفي آخر المعطيات الحكومية، التقى عون بميقاتي للمرة الثالثة في غضون ثلاثة أيام. وقال ميقاتي بعد اللقاء: «أعطيت الرئيس اقتراحاتي حول التشكيلة، ولمست قبولاً من جانبه وأخذت ملاحظاته بعين الاعتبار، «وان شاء الله نصل إلى حكومة قريباً».
ورغم ان مقاربة التشكيلة بين الرئيسين لا تزال ضمن الاطر العامة ولم تدخل الى الأمور التفصيلية بعد، مثل الاتفاق بين الطرفين على صيغة الـ24 وزيراً، من اختصاصيين غير حزبيين مستقلين. اشارت معلومات الى ان العقدة الاساسية تكمن في وزارتي الداخلية والعدل. فبينما يطالب عدد من القوى بوزارة الداخلية لأهميتها ودورها على مشارف الانتخابات النيابية يصر نادي رؤساء الحكومات السابقين على إبقاء الوزارة من حصة رئيس الوزراء.
من جانبها، اشارت مصادر التيار الوطني الحر الى ان توزيع الحقائب لا يزال خاضعا «للاخد والعطا» وحقيبة الداخلية هي العنوان الأبرز.
في الشكل كل القوى تسهل مهمة ميقاتي غير ان شياطين التفاصيل في المرصاد، خصوصاً اذا وقف الفريق الرئاسي عند سقف مطالبه، والتزم ميقاتي ببيان رؤساء الحكومات السابقين، ووقف حزب الله على مسافة من التأليف.
المثير للاستغراب هو الحديث عن تطابق وتناغم بين ميقاتي وعون لم يكن موجودا بين عون والحريري. وهذا التناقض يجد تبريره في رغبة الأطراف كلها انجاز التشكيلة الحكومية قبل 4 أغسطس تجنبا ليوم الغضب الموعود، وفق مصدر اعلامي ابدى اعتقاده أن رئيس الجمهورية لا يمانع برمي كرة النار في وجه ميقاتي في ما تبقى له من الولاية الرئاسية، وهو ما كان يحذر منه مرجع حكومي سابق بأنه يجب الا يكلف أي رئيس بعهد عون باعتبار ان هناك حكومة تصريف اعمال يمكن الإبقاء عليها حتى الانتخابات النيابية المقبلة.
واستنادا الى هذه المعطيات فإن رئيس الجمهورية سيعطي الرئيس ميقاتي ما لم يعطه للحريري، لتبصر الحكومة النور. اما شكل الحكومة وتركيبتها فيريدها ميقاتي حكومة تكنوقراط، قد تطعم ببعض الوجوه السياسية، على غرار حكومة حسان دياب. وهذه الحكومة وفق الظروف المتاحة داخليا وإقليميا ودوليا لن تفعل شيئا، يقول المصدر.
وحول إمكانية حصول الحكومة العتيدة على دعم عربي، رأى المصدر ان الموقف السعودي حازم وهو «لا دعم للبنان طالما هو تحت الوصاية الإيرانية»، على ان تستمر المساعدات الإنسانية وتحديدا في المجال الصحي.