إن النجيبَ مِن النبيهِ يفهَمُ
” العِبرة في التأليف “
كانت تلك الكلمات الأخيرة لرئيس مجلس النواب نبيه بري بعيد تسمية كتلته الرئيس ميقاتي لرئاسة الحكومة عبارة عادية لو أنها صدرت مِن أي فريق سياسي في البلاد ولكنها تُخفي بين طياتها مخاوِف مِن عدم التأليف لأنها صدرت من رئيس مجلس النواب بالذات وهو النبيه والمُلِم بالوضع الدولي والداخلي كما أن لديه خِبرة بالتعاطي مع العهد الحالي بمزاجيته وتعنته .
الرئيس المكلف أمام تحدٍ لا يُحسد عليه فهو اليوم أمام قرارات كان مِن المفترض أن تنجح مع الرئيس الأسبق للحكومة سعد الحريري ولكن وبوجود تخلٍ دولي عن الحريري كما رفض عوني أصبحت الطابة اليوم في ملعب ميقاتي الذي سنرى قريباً إن كان سيستطيع تشكيل حكومة إختصاصيين دون إعطاء العهد ما يريده مِن ثلث معطل الى الداخلية والتي تُعتَبَر وزارة أساسية بظل إنتخابات أضحت قريبة وضرورية عبرها يظهر التمثيل الفِعلي للقوى السياسية الموجودة الى المالية فالإتصالات ، أو المساهمة في الإنهيار وإنتشال العهد من ورطته عبر التسليم بإرادته وشروطه ؟
ما زال مبكراً الحديث عن أداء حكومة ميقاتي خاصة أنها لم تُبصِر النور بعد وقد لا تُبصِره إن لم يحصل العهد على مطالبه والتي كانت سبباً أساسياً بإستبعاد إسم الحريري .
فهل يتنازل الميقاتي للحصول على الثقة وبذلك يُنهي حياته السياسية بخذلان كبير ؟
أم انه سيعتذر عن التكليف إن فُرِضت عليه حكومة مُعَلَبة تُنقِذ العهد وتُفشله وبذلك يُرجِعُ الطابة المفخخة الى ملعب العهد ؟
أم أنه سيغتنم فرصة ورطة العهد وإستماتَته لتأليف حكومة خوفاً من إنتهاء عهد قاطن بعبدا بمزيد من الإنهيار والسوء .
الرئيس المكلف اليوم أمام تحديين فإما تشكيل حكومة قد ترفَعُ إسمه كزعيم سياسي منقِذ حكيم ، أو أن تخسف بإسمِهِ الى أسفل المنحدر السياسي حيث الصعود مستحيل .
فما الذي أشار إليه النبيه للنجيب وما الذي يعرِفُهُ بري ويجهلهُ ميقاتي ؟
الإستشارات اليوم والساعات القادمة حاسمة وإن غداً لناظره قريب .