مقالات

المختارة وعين التينة إختلاف رئاسي يقابله “حلف استثنائي” في الأزمات

الأسبوع الفائت كان حافلا بالسياسة والأحداث الأمنية ،فالاشتباكات اندلعت فجأة من دون مقدمات في مخيم عين الحلوة مما أثار تساؤلات حول التوقيت وعوامل التفجير لأكبر المخيمات الفلسطينية في لبنان تزامنا ايضا مع تحذيرات من دول الخليج لرعاياها تضمنت دعوتهم لمغادرة لبنان لا يزال الإختلاف قائما حول تفسيرها ووضعها اما في خانة الضغوط او المعلومات عن تفجير أمني وتكرار سيناريو نهر البارد ام ان التحذيرات تنطوي على رسائل مع الحديث عن تعثر التطبيع السعودي الإيراني واحتمال عودة لبنان الى ساحة تبادل الرسائل.

أما الأسبوع السياسي فلا يقل أهمية مع حركة رئيس الحكومة في الديمان والبلبلة التي سببها عقد لقاء وزاري من قبل فريق مسيحي رأى فيها محاولة ميقاتية لتعويم الحكومة وانتزاع غطاء مسيحي لها، اللافت أيضا لقاء “ودي” خطف الأضواء بين النائب السابق وليد جنبلاط ورئيس مجلس النواب نبيه بري بعد فترة طويلة من التباعد على خلفية الإنتخابات الرئاسية باختلاف المقاربات لموضوع الاستحقاق، فالرئيس بري الذي يخوض معركة ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية كان يفضل الإلتقاء مع جنبلاط في منتصف الطريق فيصوت نواب اللقاء الديمقراطي بورقة بيضاء بدل التصويت للمرشح جهاد أزعور، إلا ان وجهة نظر المختارة لم تتطابق مع عين التينة رئاسيا فجنبلاط توفرت لديه معطيات جعلته يذهب في إتجاه “معاد” لصديقه وحليفه بري خصوصا ان زعيم المختارة إختار هذه المرة ان لا يسير بمرشح “تحد” للمسيحيين مع رفض الثنائي المسيحي تبني ترشيح فرنجية.

التباعد السياسي في الأشهر الماضية سببه الوحيد الاستحقاق الرئاسي وعلى الرغم من كل ذلك فان التواصل لم يتوقف عبر نواب ووزراء اللقاء الديمقراطي المترددين دائما على عين التينة كما زار النائب تيمور جنبلاط رئيس المجلس بعيد تسلمه رئاسة الحزب التقدمي الإشتراكي متحدثا عن العلاقة المختلفة والمميزة مع بري رغم الاختلاف في الموقف الرئاسي.

من هنا أهمية زيارة وليد جنبلاط الى عين التينة في توقيت سياسي دقيق مع اقتراب عودة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان الى لبنان في أيلول لإطلاق حوار اللبنانيين حول طاولة عمل رئاسية والسؤال الذي يطرحه كثيرون مؤخرا ماذا لو أجرى نواب اللقاء الديمقراطي تموضعا رئاسيا، ففي جلسة ١٤ حزيران نال جهاد أزعور ٥٩ صوتا مقابل ٥١ لسليمان فرنجية وبالتالي فان انسحاب اللقاء الديمقراطي يفرض تعادلا في الأصوات للمرشحين الرئاسيين.

في هذا السياق تؤكد مصادر سياسية ان زيارة جنبلاط بعد فترة طويلة كانت حافلة بالذبذبات في العلاقة حملت رسائل كثيرة، فلقاء عين التينة دحض كل الأخبار التي سيقت عن تأثير الاختلاف في المواقف في إرساء الجفاء بين الإثنين، فجنبلاط تقصد التأكيد” لمن يعنيه ومن لا يعنيه “ان العلاقة لا يشوبها شائبة وحيث يمكن لجنبلاط ان ينتقل ساعة يشاء الى عين التينة ليجري مع الحليف والصديق نبيه بري جولة أفق شاملة رغم تموضع كل منهما في محور سياسي.

على ان توقيت الزيارة تزامنا مع التطورات الأمنية في عين الحلوة وربطا بتحذير السفارات هو الأبرز نظرا لما يمكن ان يطلع به الجانبان من خبرة في التعاطي مع هكذا أحداث وعلاقات مع الجهات الفلسطينية من هنا كان تصريح جنبلاط المستغرب لموقف السفارات مطمئنا الى حد بعيد.

المصدر
ابتسام شديد - الديار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى