أمن وقضاء

كسبار: لن نهدأ ولن نستكين قبل كشف الحقيقة الكاملة لانفجار المرفأ

افتتح نقيب المحامين في بيروت ناضر كسبار غرفة النقابة أمام القاضي المنفرد العسكري في الفياضية بعد إعادة تجهيزها من قبل النقابة، وبهمة مندوبة النقابة المحامية جوسلين الراعي.

واستقبل رئيس المحكمة العميد الركن أندريه حروق نقيب المحامين وعضوي مجلس النقابة ألكسندر نجار وعماد مرتينوس وأمينة سر لجنة التقاعد المحامية سعاد شعيب ورئيسة لجنة العلاقات العربية المحامية سهى الأسعد ومندوبة النقابة لدى المحكمة العسكرية المحامية فاديا شديد والمحامية جوسلين الراعي. واطلع كسبار والمحامون على الأعمال التي جرت في غرفة النقابة والتجهيزات الكاملة وسوف يرسل عشرات الكتب لوضعها في المكتبة داخل غرفة النقابة.

انفجار المرفأ

وأقيم احتفال في “بيت المحامي”، بذكرى إنفجار المرفأ، شارك فيه كسبار وأعضاء مجلس النقابة والمحامون العاملون والمتدرجون وأهالي الضحايا والجرحى.

بعد عرض فيلم مؤثر عن الإنفجار، تلا عضو مكتب الإدعاء المحامي شكري حداد تقرير المكتب حول مجريات القضية في لبنان والخارج، وألقت المحامية سيسيل روكز كلمة أهالي الضحايا. وقدم الحفل عضو مكتب الإدعاء المحامي يوسف لحود. وكان لافتا جلوس أهالي الضحايا في الصف الأول من القاعة.

كسبار

أما كسبار، أحد جرحى الإنفجار، فشدد على “وجوب إظهار الحقيقة، رافضا “اتهام أي بريء ولكن عدم تبرئة أي مجرم”. وقال: “في ذلك اليوم المشؤوم، يوم الثلاثاء 4 آب 2020، نُحرت ست الدنيا. نُحرت بيروت أم الشرائع ومرضعة القوانين، نُحرت سيدة الحب والجمال والأناقة، نُحرت سيدة العطاء والتضحية والوفاء، وعلى يد مَن، على يد مجموعات إرهابية، ومجموعات من المستهترين والمستلشقين والمهملين”.

اضاف: “دُمرت عاصمة الشرق وسيدته، العاصمة التي لم تكن تنام قبل أن تسلم الليل للنهار. فدمرت أبنيتها، ومكاتبها، ومؤسساتها ومراكزها التجارية والتربوية والإستشفائية والمهنية والحرفية. وقتل أهلها من أطفال وشباب وصبايا وعجزة. وعُطب الآلاف ممن فقدوا أعضاء من أجسادهم ورُسمت الخرائط على وجوههم وفي إجسامهم، وأنا واحد منهم. والنتيجة. ممنوع المطالبة بكشف الحقيقة. ومَن يطالب بكشفها كأنه يرتكب جريمة. فمن يمكن أن يرفض تحقيق العدالة غير المجرم؟”.

وتابع: “جميعنا ننشد العدالة ولا شيء غير العدالة. ونرفض ان يُتهم أي بريء. ولكن لا ولن نقبل بأن يبرأ مجرم. من هنا، فإننا نطالب جميع المسؤولين في لبنان والخارج بتقديم جميع التسهيلات من أجل تحقيق العدالة والوصول إلى الحقيقة، ولا شيء غير الحقيقة. الحقيقة من أجل الضحايا والجرحى وأهل الضحايا ومن أجل لبنان”.

وأردف: “العدل أساس الملك، وحيثما وجدت العدالة وجد الوطن. لفتني مَثل حول مدين رفض دفع الدين لدائنه قائلاً له: الحساب يوم الحساب. فأجابه الدائن صدقني اليوم أرخص لك. نعم، إن يوم الحساب على الأرض أرخص بكثير من تصفيتها يوم القيامة أمام ملك الملوك وجبار السماوات والأرض. وللفاعلين والمحرضين والمرتكبين والمهملين والمستلشقين نقول: مهما فعلتم. ومهما كابرتم. ومهما تمردتم. ومهما أخفيتم من أدلة. ومهما تهربتم. فإن العدالة السماوية سوف تطالكم. وسوف تكون أقسى عليكم من عدالة الأرض. والكسندرا التي حرمتموها من الحياة ومن طفولتها أخبرت الله بكل شيء، وبأدق التفاصيل”.

وقال: “منذ اليوم الأول لوقوع الإنفجار كتبت كل من علم بوجود المواد وبمدى خطورتها مسؤول. وكنت أتمنى أن يسلك القضاء طريقاً واضحاً لمعرفة من الذي أدخل المواد ومن الذي فجرّها. كما كُنت أتمنى ان تبقى بعض الجمعيات المستفيدة بعيدة عن إستغلال تلقي الأموال من الخارج والداخل”.

أضاف: “إن جريمة بهذا الحجم، بحجم الوطن، باتت وكأنها تحتاج لتعيين قاضٍ من هنا وقاضٍ من هناك؟ وهل بات الشغل الشاغل لأهالي الضحايا وللجرحى وللمواطنين، أن يأتي الفرج بتشكيل مجلس قضاء أعلى أو هيئة عامة لمحكمة التمييز أو إعادة السماح للقاضي بوضع يده على الملف؟ وبدلاً من أن تأخذ العدالة مجراها بشكل سليم وعادي، ومن دون أي إنتقام أو تشف، بتنا نفرح لأنه تم الإفراج عن الملف بعد تقديم الطلبات تلو الطلبات؟”.

وختم: “لكن لمن يعرقل التحقيق بأي وسيلة من الوسائل نقول: لن نهدأ ولن نستكين قبل أن نكتشف الحقيقة الصحيحة الكاملة. وإلى من أحزن عروس الشرق، وشعبها، نقول: سوف تبقى بيروت مهد الحضارات. وها هي تنهض من مآسيها مثل طائر الفينيق، وتعود إلى وهجها. أما فرحتها فلن تكتمل إلا بعد كشف الحقيقة مهما طال الزمن”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى