منوعات

“باربي”.. ما سر نجاح الفيلم الأميركي في الصين؟

يشهد فيلم “باربي” الأميركي إقبالا كبيرا في الصين لاسيما من قبل فئة النسويات ومجتمع الميم، وفقا لما ذكرت صحيفة “فايننشال تايمز” اللندنية.

وتعتبر “بلاد التنين” من أكبر أسواق السينما في العالم، حيث ارتفع عدد دور العرض التي تبث فيلم “باربي” من 9673 صالة سينما في 21 يوليو (اليوم الأول لعرض الفيلم)، إلى حوالي 36 ألف دار عرض في 27 يوليو، وفقًا لبيانات من منصة التذاكر الصينية “Maoyan”.

وأظهرت بيانات المنصة أن ذلك الفيلم الهوليودي الذي حقق أكثر من 495 مليون دولار في جميع أنحاء العالم اعتبارًا من يوم الجمعة، قد جمع أكثر (19 مليون دولار) في الصين لوحدها حتى الآن.

وقالت فايفي (اسم مستعار)، البالغة من العمر 24 عامًا ، إن فيلم باربي الذي “يتناول مواضيع النسوية، والنظام الأبوي والذكورة الهشة” قد أثر في حياتها وألهمها.

وتابعت: “لقد نشأت وأنا أعيش تحت الضغط لأكون جيدة في كل الأمور.. لكن هذا العمل السينمائي جعلني أدرك أنني لست مضطرة لإثبات نفسي”.

من جانبها، أوضحت، ليتا هونغ فينشر، الأستاذة المساعدة في جامعة كولومبيا أنه ومع التركيز على قضايا النوع الاجتماعي والنسوية في الصين فإن ذلك ذلك الفيلم “قد تمكن من الهروب من رادار الرقابة (الصينية)”

وغالبًا ما يضطر صانعو أفلام هوليوود الحريصون على عرض أعمالهم داخل الصين إلى التفاوض مع الرقابة، وفي حالة فيلم باربي، اتهم بعض النقاد منتجي الفيلم باسترضاء بكين من خلال تصوير خريطة يقولون إنها تظهر على ما يبدو “خط الفواصل التسع” الذي تستخدمه الصين لمطالبات السيادة في بحر الصين الجنوبي.

ودمية باربي هي رمز عالمي مألوف للمستهلكين الصينيين، وفي هذا الصدد توضح، يينغ تشو، مؤلفة كتاب “هوليوود في الصين”: “إن الحركة النسوية لباربي مستساغة للغاية وليست هدامة. . . لا يوجد شيء في هذا الفيلم قد يزعج أي حكومة شاركت في حملات قمع ضد حركات المساواة بين الجنسين، بما في ذلك جمهورية الصين الشعبية”.

وعكست شعبية باربي في الصين أيضًا كيف أصبح جيل الشباب الآن “أكثر وعيًا بمدى كون المجتمع متحيزًا ضد المرأة وكرهًا للنساء”، بحسب كلام، هونغ فينشر، من جامعة كولومبيا، وهي أيضًا مؤلفة كتاب “نساء بقايا: عودة ظهور عدم المساواة بين الجنسين في الصين”.

ونتيجة لسياسة الطفل الواحد في الصين، التي ألغيت في العام 2016 بعد أكثر من ثلاثة عقود، كان العديد من الآباء يفضلون إنجاب الأولاد على البنات، مما يؤدي إلى الإجهاض الانتقائي بسبب جنس الجنين في جميع أنحاء البلاد.

كما يشغل عدد قليل من النساء مناصب سياسية قوية، ناهيك عن احتكار الرجال للمناصب القيادية السبع العليا بما فيها منصب رئيس البلاد.

وقالت هونغ فينشر إن الأدوار التقليدية للجنسين “يُنظر إليها على أنها مهمة جدًا من الناحية السياسية بالنسبة للحزب الشيوعي”.

من جانب آخر وجد فيلم “باربي” صدى في “مجتم الميم عين” في الصين، إذ قال الكاتب المسرحي، ديوكسيان، البالغ من العمر 29 عامًا، في بكين والذي يُعرف نفسه على أنه رجل مثلي الجنس ، إن فيلم باربي أعطاه “سببًا وجيهًا” لارتداء قميص وردي بشكل علني خلال مشاهدة الفيلم في دار للسينما.

وأوضح أنه اشترى ذلك القميص قبل بضع سنوات،”لكن لم يكن لدي الشجاعة لارتدائه في الأماكن العامة”.

وأردف يوكسيان (اسم مستعار): “أن النظام الأبوي يؤثر على الكل ويقمع الجميع، وذلك بغض النظر عن كونك رجلاً أو امرأة”.

من جانبها قالت إخصائية التسويق، سيغي زوهانغ، البالغة من العمر 25 عامًا ، والتي ذهبت لمشاهدة الفيلم مع سبع صديقات، إنها تنصح كل فتاة بمشاهدة ذلك العمل، موضحة: “أنه يجعل المرأة تشعر بالقوة”.

المصدر
المصدر: الحرة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى