مقالات خاصة

دعوا نجيب فلعل الله يستجيب

د. جواد مختار

أول الغيث قطرة والقطرات تتوالى إلى أن تصل بإذن الله غيث من الخير يعم لبنان من بعد قحطٍ من الدول الصديقة للبنان بسبب تعنت رئيس الجمهورية الذي لم يعتد وفريقه فكرة إدارتهم لدولة بل بقوا يتعاملون بمعايير شخصية بحتة ومصالح خاصة دون التطرق لمصلحة الوطن .

منذما طُرِح إسم ميقاتي حتى رأينا بدايات الموافقات العربية والأجنبية على لبنان على شخصه حيثُ أن ميقاتي المعروف بتدوير الزوايا هو القادر اليوم على رفع الآفات الشخصية عن العامة وتعديل كفتي الميزان ما بين الدولة والمواطن ، ولا ننسى برغم كل ما يُقال أن ميقاتي هو مَن جمع السعودي والقطري أيام أزمة البلدين وحصل على توافق عربي وتفاهم بإقصاء لبنان عن خِلاف الأشقاء ونجح في مشروعه .

نسمع اليوم عنه موضوعَي الهاتف الخليوي والإسكان ولكننا لم نفكر بأن الملفين ليسا سوى حرباً عونية عليه لإضعافه وهذا برأيي وسام يوضع على صدره ، فمنذما وقف ميقاتي بوجه باسيل والصفدي بصفقة البواخر عام ٢٠١١ لإكتشافه لعمولات تُتَقاضى على ظهور المواطنين صار نجيب ميقاتي عدو العهد الأول فلم ينفِ باسيل حينها كلام ميقاتي وتهرب الصفدي من الموضوع بالإدعاء بأن أحمد الصفدي كان المسؤول لا هو ، وهنا براءة كاملة لميقاتي لا بل تهنئة كانت يجب أن تزف إليه من أبناء مدينته الذين لم يعرفوا حقيقة دفاعه عن حقوقهم بل لحِقوا بعهر العهد الإعلامي وتكاتفوا معه ضد ميقاتي ، وهذا لأن الأغلبية لا تقرأ وإن قرأت لا تفهم وإن فهمت تفهم على هواها لا الحقائق ، تتأثر بشاشات التلفزة وتتبنى الباطل لتلصقه بالذي كان يحارب للوصول إلى الحق .
اليوم نجيب ميقاتي إلى رئاسة الحكومة ، حكومة لن يعطي فيها الثلث المعطل للعهد ولن يعطي قرار حكومته لأحد ولن يتولاها ما لم تكن الضمانات بين يديه بحريته بالعمل وإعادة الحقوق إلى أصحابها عبر القانون الحق والقضاة الصالحين لا عبر القضاء الإستنسابي العوني وفساده .

اليوم نجيب ميقاتي يلعب الروليت الروسية بقبوله التكليف فإما خضوعه للعهد – وهذا أراهُ مستبعداً لشخص الرجل – أو العمل بصدق وشفافية لرفع الظلم الذي وقع على لبنان وإعادة الصلات العربية والأجنبية له ، وبهذا يكون بعد نجاحه قد وقّع إستقالته من السياسة اللبنانية بعمل سيذكره التاريخ به وينصفه العقلاء وأبناء بلده ، فيختم ملفه ببصمته على تاريخ لبنان الحديث .

نجيب ميقاتي اليوم رئيساً للحكومة .. فلنعطه فرصة عادلة بعيداً عن الإتهامات الواهية ليُعطينا الأمان والراحة والسياسة الإقتصادية الصحيحة التي تعيد البلاد إلى الرفاهية وحفظ الكرامة .
دعونا نقف مرة واحدة دون غباء وسماع للآخر الحاقد مع رئيسٍ يريد النجاح بإدارة حكومته كما أعماله وشركاته ، ولتكن فترة إمتحان عادلة يُحكم عليه من بعد النتائج لا قبلها وإلا فسنكون بركاب العهد سائرون كالأغبياء إلى جهنم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى